اعتبر حلف شمال الأطلسي،أن نظام العقيد الليبي معمر القذافي «ينهار» وذلك في الوقت الذي يقترب فيه الثوار من الانتصار في معركة حاسمة للسيطرة على العاصمة طرابلس. فيما سيطر الثوار على عدد من الشوارع والأحياء في العاصمة طرابلس وقالوا إنهم دخلوا الساحة الخضراء وسط المدينة، ودارت اشتباكات بالرشاشات والأسلحة الخفيفة حول فندق يقيم فيه مسؤولون بارزون من النظام، وصحفيون. وقالت المتحدثة باسم الحلف اونا لونجيسكو لوكالة الأنباء الفرنسية «ما نراه الليلة هو نظام ينهار» مضيفة «كلما أسرع القذافي بادراك أن لا سبيل أمامه للانتصار كلما كان ذلك أفضل للجميع». وتابعت المتحدثة «ما نراه الليلة (مساء الأحد) هو التأثير المتراكم لتآكل قدرات النظام» مشيرة إلى أن اكثر من 4000 هدف عسكري دمرت او تضررت في خلال الأشهر الأربعة الماضية. واضافت «من الواضح اننا نشاهد المرحلة الأخيرة للنظام.. نرى أناسا يحزمون حقائبهم و3 شخصيات بارزة تنشق عن النظام في اليومين الماضيين والأراضي الخاضعة لسيطرة القذافي تتقلص أمام أعيننا». وبعد أن أعلن الثوار أن هجومهم للسيطرة على غابة رئيسية في الطريق إلى طرابلس جرى ب«التنسيق مع الحلف الاطلسي (الناتو»، شددت لونغيسكو على ان الحلف لم يقدم غطاء ناريا للثوار و«إنما جرى حشد للقوات استعدادا للدفاع عنهم خلال المقاومة». وأكدت المتحدثة «لا نشارك في أي تنسيق رسمي على الأرض وحول الغطاء الجوي قالت «من المؤكد أننا نرصد ما يحدث على الأرض وإذا ما رأينا دبابات او أي آليات أخرى على وشك الهجوم نطلق النار». حرب شوارع وميدانيا، أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن مواجهات عنيفة بالاسلحة الخفيفة وقعت مساء الأحد قرب الفندق الذي يقيم فيه الصحفيون في طرابلس، ما دفع هؤلاء إلى الاحتماء في الطبقة السفلية للمبنى. وقال المراسل إن مقاتلين من قوات معمر القذافي مسلحين ببنادق كلاشنيكوف تمركزوا أمام فندق ريكسوس واخذوا يطلقون النار في اتجاه الشرق، مستهدفين على الأرجح قوات من الثوار. واخرج الصحفيون الذين وضعوا خوذا وسترات واقية للرصاص، بطانيات بيضاء كتبوا عليها كلمة «تي في» و«صحافة» للدلالة على وجودهم في الفندق ولتفادي استهدافهم. وغادر مدير الفندق السويسري الجنسية المبنى وكذلك الموظفون الإداريون. واكد المدير أن الموظفين تلقوا اتصالات هاتفية من أشخاص يتوعدون باستهداف الفندق لأنه يضم مسؤولين رسميين. وكان بعض ممثلي النظام الليبي في الفندق. ولا يزال عناصر حراسة مسلحون وبعض الموظفين موجودين فيه. وتلقى الصحافيون تصريحات مرور من المنظمة الدولية للهجرة تحسبا لإمكان إجلائهم بحرا. وطلب فريق من المنظمة موجود في الفندق قائمة بأسماء الصحافيين الموجودين فيه. وأفاد شهود أن الثوار قطعوا العديد من الطرق الرئيسية في طرابلس ولا أحد يجرؤ على الخروج. وبعد الظهر، وصل رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي إلى فندق ريكسوس. وكان منزل السنوسي في طرابلس تعرض قبل بضعة أيام لقصف من «الناتو». وقد تحدث الى الصحافيين متهما «المخابرات الغربية والحلف الاطلسي بالعمل مع القاعدة لتدمير ليبيا»، وأضاف:«ليبيا لن تحكمها أبدا عصابات إرهابية». انشقاق جديد من جانبه، اعتبر عبد السلام جلود الرجل الثاني السابق في النظام الليبي الذي فر من طرابلس والموجود في ايطاليا، الأحد أن العقيد معمر القذافي لم يعد أمامه وقت للتفاوض في شأن تنحيه وهو مهدد بالقتل. وقال جلود في مقابلة مع شبكة »تي جي 3» التلفزيونية «اعتقد انه يبقى امام النظام اسبوع أو 10 ايام حدا أقصى وربما اقل». وأضاف «ليس لدى (القذافي) وسيلة لمغادرة طرابلس. كل الطرق مغلقة. يمكنه فقط أن يرحل استنادا لاتفاق دولي واعتقد أن هذا الباب مغلق». وكان وزير الدفاع الإيطالي ايناسيو لاروسا اكد في وقت سابق الأحد أن الرجل الثاني السابق في النظام الليبي عبد السلام جلود موجود في ايطاليا. وتابع جلود «اعتقد انه سيكون صعبا على القذافي ان يستسلم وهو لا يملك شجاعة هتلر للانتحار. لا اعتقد أن تطور الوضع في طرابلس سيتيح له البقاء». وانضم جلود الجمعة إلى الثوار بعد أن تمكن من الفرار من العاصمة الليبية. ووصل مع أسرته إلى تونس وتوجه منها فجر السبت إلى ايطاليا بحسب مصادر تونسية رسمية. ودعا جلود عبر قناة الجزيرة الفضائية ليل السبت الاحد قبيلة العقيد معمر القذافي الى «التبرؤ من هذا الطاغية»، كما دعا سكان طرابلس إلى