انخفضت البورصة المصرية بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، متأثرة بمبيعات مكثفة من قبل المستثمرين العرب، في الوقت الذي خالفت فيه أسواق المال الخليجية والعالمية التوقعات، مسجلة تماسكا، أمام مخاوف تعرضها لصدمة، بفعل أزمة ديون أوروبا وأمريكا. وتراجع المؤشر الرئيسي للأسهم النشطة egx30بنحو 2,04%، بعد أن خسر 97 نقطة، ليستقر مع الإغلاق عند مستوى 4701 نقطة. كما انخفض مؤشرا الأسعار egx70وegx100بنحو 3%، بعد هبوط أسعار إغلاق 160 ورقة مالية، ليظلل اللون الأحمر شاشات التداول، بينما نجت 16 ورقة مالية من موجة الهبوط الجماعي. وكان المؤشر، قد بدأ التعاملات على صعود طفيف، لكنه سرعان ما تحول للهبوط مع تزايد المبيعات من قبل المستثمرين العرب، فيما اتجهت تعاملات الأجانب والمصريين للشراء. وخسرت الأسهم نحو 6 مليارات جنيه من قيمتها، خلال تعاملات الاثنين، ليصل إجمالي خسائرها على مدار الجلستين الماضيتين إلى نحو 18 مليار جنيه، بعد أن وصل رأس المال السوقي للأسهم إلى 362,7 مليار جنيه، في الوقت الذي بلغت فيه التعاملات الإجمالية 419 مليون جنيه، واستحوذت المؤسسات على 42 % مقابل 58% للأفراد. وتراجعت الأسهم القائدة بشكل جماعي، بنسب تراوحت بين 1% و5%، تصدرتها أسهم هيرمس وأوراسكوم للإنشاء والصناعة وأوراسكوم تيلكوم والتجاري الدولي، بينما تصدرت الأسهم المتراجعة «النصر لتصنيع الحاصلات» بانخفاض بلغت نسبته 9.9%، و«سوديك» 9%. وقال محمد عادل، محلل مالي، إن البورصة واصلت الهبوط مع استمرار الضغوط البيعية لدى المستثمرين، خوفا من استمرار الهبوط فى الأسواق المالية العالمية والتي تمتد إلى الأسواق المحلية. لكن عادل وصف جلسة الاثنين بالأفضل من الجلسة السابقة عليها الأحد، خاصة بعد قرار قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والبنك المركزي الأوروبي بالتدخل لحماية الأسواق المالية من الانهيار وتهدئة حالة الهلع لدى المستثمرين في الأسواق العالمية من تعرض الأسواق للانهيار بفعل أزمة ديون أوروبا وأمريكا. وأضاف أن البائعين خلال تعاملات الاثنين هم مستثمرين أفراد، بما يشير إلى وجود قوى شرائية لدى المؤسسات. ومن جانبه، توقع الدكتور ماهر جامع، خبير أسواق المال، أن تعاود البورصة الارتفاع خلال الجلسات المقبلة، مشيرا إلى أن هبوط يوم الأحد كان مبالغ فيه، خاصة أن نسبة الأجانب لا تزيد عن 35% من التعاملات اليومية. عربيا، واصلت الأسواق المالية الخليجية الهبوط لكن بشكل أقل حدة عن الجلسات السابقة، بينما نجت بورصة " أبو ظبي" التي ارتفعت بنسبة 0,3% على التوالي، بينما تراجعت باقى الأسواق بنسب لم تتجاوز 1% تصدرتها بورصة السعودية ودبى ودمشق. عالميا، فتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض، لكنها سرعان ما تحولت للصعود خلال دقائق من بدء التعاملات. وسجلت باريس ارتفاعا طفيفا بنحو 0,15 %، وكذلك لندن 0,35%، وساد الارتياح في بورصتي مدريد مع تسجيل ارتفاع بنسبة 3,4%، وميلانو 3%. وفى المقابل، سجلت البورصات الآسيوية تراجعا متفاوتا، لتخسر بورصة طوكيو 2,18%، كما تراجع مؤشر بورصة بومباي الرئيسي بنسبة 53ر2%، بينما هوت الأسهم في بورصة هونج كونج بنسبة 4%، حيث استمر المستثمرون في البيع على غرار نهاية الأسبوع الماضي.
