قرية «شباب خريجين» فى السويس تشرب مياهاً ملوثة

مشهد يتكرر يومياً فى قرية محمد عبده - إحدى قرى شباب الخريجين داخل الصحراء - التى تقع على بعد 15 كيلومتراً من مدينة السويس، «التروسيكلات» و«عربات الكارو» تسير جنباً إلى جنب مع المارة وجراكن المياه تتراص أمام المنازل، فانقطاع المياه المستمر وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى - عندما تتوافر - جعلا سلوك أهالى القرية كالكربون متشابه لدرجة التطابق.
الأهالى قدموا شكاوى عديدة بسبب انقطاع المياه وتلوثها، ومسؤولو محافظة السويس يتجاهلون شكاواهم، فأصبح الاستياء والغضب الشديد هما القاسم المشترك بين جميع الأهالى حتى الأطفال الذين قالوا بكل مرارة: «إحنا عايزين ميه وتعبنا من انقطاعها كل شوية، ولما بتيجى يوم أو يومين بيقولوا لنا ماتشربوهاش عشان ملوثة».
جمعة فرج حسين، عضو فى جمعية تحمل اسم القرية «محمد عبده»، قال إن نحو 400 أسرة فى القرية لا تجد مياه الشرب منذ 9 سنوات تقريباً ولا سبيل لإنهاء أزمتهم مع المياه لأنها دائمة الانقطاع، وتأتى ضعيفة لمدة يوم أو يومين بحد أقصى، ولا يستطيع الأهالى استخدامها للشرب لعدم صلاحيتها. ويضيف سعيد سيد، أحد أهالى القرية: لم نعرف الراحة منذ سنوات، حيث نقضى يومنا فى ملء جراكن المياه من القرى المجاورة، أو شرائها من مدينة السويس، وهذا يكلفنا أكثر من 15 جنيهاً يومياً، مما يثقل كاهلنا فى ظل تردى أوضاع أهالى القرية الاقتصادية والمعيشية.
«نجلاء»، إحدى سكان القرية، قالت إنها شاهدة على نفوق البهائم والمواشى بسبب قلة المياه، مضيفة أن لديها 7 أولاد معرضون دائماً للنزلات المعوية والأمراض المختلفة بسبب تلوث المياه، فضلاً عن عدم وجود وحدة صحية واحدة أو مستشفى للعلاج. وقالت نرمين السيد - ربة منزل - إن مسؤولى المياه بالمحافظة مروا عليهم وطالبوهم بعدم استخدام مياه الشرب لأنها ملوثة، على أن يقتصر الاستخدام على الغسيل والاستحمام فقط.
المهندس طلعت عرابى، رئيس محطات مياه الشرب بمديرية الإسكان بالسويس، قال إن هناك تقريراً من الشؤون الصحية والبيئة يؤكد أن المياه فى القرية غير صالحة للشرب نتيجة لارتفاع نسبة الملوحة بها عن الحد المسموح، وأرجع المشكلة إلى سوء التخطيط العمرانى للقرية وارتفاعها، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى محطة رفع.
أضاف «عرابى» أن اللواء محمد عبدالمنعم هاشم، محافظ السويس، بحث المشكلة واعتمد مليوناً و200 ألف جنيه لإنشاء محطة الرفع وجار توفير أرض لإقامة المحطة عليها.