ليلة المحاكمة فى شرم الشيخ: المئات يسهرون حتى الصباح لمشاهدة رحيل مبارك

شهدت مدينة شرم الشيخ، مساء الثلاثاء، ليلة دامية امتزجت فيها أفراح الأهالى برحيل مبارك، ورعبهم من الاشتباكات التى اندلعت بين الصعايدة وعدد من البدو بالأسلحة النارية أمام المستشفى وأسفرت عن إصابة 5 من الصعايدة و2 من أفراد الشرطة.
قضى مئات المواطنين ليلتهم أمام مستشفى شرم الشيخ الدولى، الذى أمضى مبارك به فترة الحبس الاحتياطى، ليشاهدوه أثناء ترحيله للمحاكمة فى القاهرة، وحرص العديد منهم على تناول السحور أمام المستشفى، وأداء صلاة الفجر ترقباً للحظة ترحيل مبارك الذى قضى نحو 5 شهور فى المدينة، منذ تخليه عن الحكم فى 11 فبراير الماضى.
وفيما كان الهدوء يخيم على المنطقة، شق صوت إطلاق أعيرة نارية عشوائية سكون الليل إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين البدو والصعايدة، مما تسبب فى إصابة المواطنين بالرعب، وحاولت أجهزة الأمن إبعاد المواطنين الذين تجمهروا أمام مستشفى شرم الشيخ الدولى وكسروا الحواجز الأمنية لمشاهدة عملية الترحيل.
وقال شهود عيان إن سبب المشاجرة يعود إلى مشادة كلامية بين بدوى وصعيدى أمام سكن العاملين بمنطقة الرويسات، أطلق على أثرها الأول النار على الثانى من مسدسه فأسرع زملاء الثانى لإنقاذه فاعتقد البدوى أنهم قادمون للفتك به، فأطلق النيران عليهم وهرب ونقل الآخرون من أبناء الصعيد المصابين إلى المستشفى وتجمعوا أمامه وأغلق عدد من أبناء الصعيد الطريق العام وحاولوا اقتحام المستشفى واعتدوا بالضرب على أحد البدو وحطموا سيارته.
وفى الساعة العاشرة من ليلة الثلاثاء هبطت الطائرة «جولفين ماستر» صغيرة تحمل 20 راكباً بمطار شرم الشيخ القديم لنقل مبارك وقالت مصادر إن حالة الرئيس السابق النفسية تدهورت بعد وداع خديجة وهايدى زوجتى نجليه جمال وعلاء وحفيده عمر الساعة الواحدة ليلاً.
وشهدت الساعات الأولى من صباح الأربعاء توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين، اصطفوا أمام المستشفى، ورددوا هتافات تطالب بإعدام مبارك، وفى تمام الساعة السادسة والنصف بدأت الاستعدادات لنقل الرئيس السابق لمطار شرم الشيخ، بمرافقة فريق طبى وتم تأمين خروجه أمام المتظاهرين بسيارتى إسعاف صفراء اللون يستقل إحداهما وترافقها قوات من الجيش والشرطة.
وفور وصول مبارك لمطار شرم الشيخ استقل الطائرة «جولفين ماستر الصغيرة» التى كانت مخصصة لرئاسة الجمهورية، وأخطرت أجهزة المراقبة الأجهزة الأمنية بأنهم سمعوا دوى إطلاق أعيرة نارية من الجانب الأيمن من المطار، دون معرفة مصدرها، لتحلق الطائرة بعدها بدقائق فى السماء، وتعم الفرحة مدينة شرم الشيخ.