خبراء عسكريون: الشعب لن يقبل بدولة إسلامية

أكد خبراء عسكريون أن الشعب المصرى لن يقبل بوجود دولة إسلامية خلال الفترة المقبلة، مفسرين غياب الجيش عن ميدان التحرير بأنه دائماً ما يعمل فى صمت، ويترك الأمور تسير ثم يتدخل فى الوقت المناسب.
قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكرى: «مهما كانت نسبة المشاركين فى تظاهرة ميدان التحرير،الجمعه ، فلا أعتقد أن الشعب المصرى يتجه نحو وجود حكومة أو دولة إسلامية خلال الفترة المقبلة»، موضحاً أن مصر بعد الفترة الماضية التى عاشت فيها لن تقبل بتقييد للحريات.
وحول عدم إيضاح المجلس العسكرى موقفه تجاه هذه المظاهرة أكد «مظلوم» أن «المجلس العسكرى لا يتحدث كثيراً، فطبيعة الصفة العسكرية أنها تعمل فى صمت»، معرباً عن تصوره بأن القوات المسلحة تترك الأمور تسير ثم تتدخل فى الوقت المناسب.
وطالب الفريق أحمد صلاح عبدالحليم، الخبير العسكرى، الشعب المصرى بعدم الانصياع وراء مطالب شخصية أو زعامة، مؤكداً أن مصر معرضة لخطر خارجى واقتصادى وفتنة داخلية. وقال: «على الناس التعقل والشعور بأننا مقبلون على أحداث جسيمة، ولابد من إعطاء فرصة لمن يحكمون البلاد من أجل تسيير الأمور».
وقال اللواء محمد عبداللطيف طلبة، الخبير العسكرى: «ليست مظاهرة الجمعة أول مليونية تحدث، ولكن القوى الإسلامية المشاركة منظمة جدا ومعروفة منذ القدم»، مشيراً إلى أنها اشترطت على القوى السياسية المشاركة فى المظاهرة عدم التعرض للمجلس العسكرى، ووضعوا أسساً للمشاركة فى هذه المليونية».
وأضاف: «أوضحت هذه القوى المبادئ التى نزلت من أجلها للميدان وأنها لم تنزل لإحداث أى اشتباكات، أو تخوين فئة لأخرى، وإنما من أجل وحدة الصف»، مؤكداً أن الشعب أعلن ترحيبه بشفافية محاكمات رموز النظام السابق وعلانيتها، وهو ما يؤكد أن المجلس العسكرى والحكومة يستجيبان لمطالب الشعب.
وعلق اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، على مليونية الجمعة الماضية، وقال: «نحن مازلنا فى سنة أولى ديمقراطية، وبالتالى ما يحدث من اختلاف واتفاق هو أمر طبيعى، لأننا ليست لدينا رؤية للمستقبل».
وعن رفض الإسلاميين المبادئ الحاكمة للدستور أكد أنه ليس لأحد الحق فى رفض الرأى الآخر «فهناك من يوافق على هذه المبادئ الحاكمة وهناك من يرفضها وهذا أمر طبيعى أيضاً، وعندما يقترح المجلس العسكرى أمراً ما يهدف من خلاله إلى تحقيق توازن فى المجتمع فليس معنى هذا أنه أمر فرض يجب تنفيذه، وإنما يجب أن نتوافق على هذه المبادئ لا أن نرفضها».
وذكر «فؤاد» أن مصر لن تكون دولة إسلامية مثل إيران، وإنما ستكون دولة إسلامية فى إطار المدنية التى تنادى بالمفهوم الوسطى، مشيرا إلى أن الدستور المصرى ينص فى مادته الثانية على أن الشريعة الإسلامية هى مصدر التشريع، «إضافة إلى أننا مسلمون وليس معنى هذا أن نكون مثل إيران».
وعن موقف المجلس العسكرى من مظاهرة الجمعه قال «فؤاد» إن المجلس ينتظر دراسة هذه المطالب التى خرجت بها القوى السياسية والإسلامية وسيدرسها جيداً.
وأكد اللواء محمود خلف، الخبير فى الشؤون الاستراتيجية العسكرية، أن الشعب المصرى لن يرضى بدولة إسلامية، مشيراً إلى أنه «لا يوجد دولة تسمى دولة إسلامية، وهذا اختراع لنظام جديد غير موجود فى العالم»، وأضاف: الدولة الدينية لم تنجح فى كل العصور، ونموذج الخلافة لا يمكن تطبيقه الآن.
وطالب الخبير العسكرى من يرفضون المبادئ الحاكمة للدستور، التى اقترحها المجلس العسكرى، بضرورة توفير بدائل حقيقية وواضحة لمن ينتابهم القلق من الدولة الإسلامية والمنادين بها حتى يتم تطمينهم. وأشار إلى ضرورة انتظار نتائج البرلمان المقبل حتى يشكل دستوره طبقا لما يراه أعضاؤه المنتخبون من الشعب، مؤكداً أن المجلس العسكرى لن يتدخل فى شؤون البرلمان لأنه ليس وصياً على أعضائه.