البنتاجون يعترف بتسرب قيمة عقد ب2.16 مليار دولار ل«طالبان»

كشفت وزارة الدفاع الأمريكية، «البنتاجون»، أن أموال عقد أمريكي للنقل في أفغانستان قيمته 2.16 مليار دولار، وصلت في نهاية المطاف إلى أيدي مقاتلي طالبان، وقال الكولونيل ديف لابان، المتحدث باسم البنتاجون، إن اكتشاف أمر تسرب تلك الأموال من عقد النقل جاء نتيجة لجهود الوحدة التي تم تشكيلها للتأكد من تخصيص الأموال بشكل سليم، في إطار الحرب على الإرهاب.
وقال «لابان» للصحفيين إن: «إدارة العقود التابعة للقيادة المركزية تعمل على وضع عقد أفغاني جديد للنقل، لضمان مزيد من الشفافية في تعاملات المتعاقدين الفرعيين».
كانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من نشر تفاصيل الدراسة الداخلية، التي أجرتها قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، حيث ذكرت الصحيفة أنه تم اختلاس ملايين الدولارات من الأموال الحكومية الأمريكية المخصصة لتمويل القوات الأمريكية في تنقلاتها البرية في أفغانستان، وتم دفعها إلى طالبان مقابل مرور القوافل.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن تحقيق أجراه الجيش، أن رد السلطات الأمريكية والأفغانية على هذا الاكتشاف كان بطيئاً، مشيرة إلى أن شركات النقل الثماني المعنية ما زالت تعمل في إطار هذا البرنامج، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 2.16 مليار دولار، والتي مددت وزارة الدفاع العمل به في مارس الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن التحقيق كشف «أدلة ذات مصداقية»، حول تورط أربعة من أبرز ثمانية متعهدين من الباطن «في مشروع إجرامي ودعم العدو».
وفي تصريح ل«واشنطن بوست»، قال جون تيرني، الرئيس الديمقراطي للجنة الرقابة في مجلس النواب، إن ما حصل «يفوق أى إدراك»، معتبراً أن الجيش الأمريكي يصبح بذلك متواطئاً في عملية ابتزاز واسعة.
وتبرز تصريحات البنتاجون، وما كشفته «واشنطن بوست»، الصعوبة التي يجدها الجيش الأمريكي في منع الأموال الهائلة التي تمول الحرب الأفغانية من الوصول إلى أيدي المقاتلين الذين يحاربهم، حيث تنفق الولايات المتحدة في الصراع أكثر من 6 مليارات دولار في الشهر.
ونبه مسؤولو البنتاجون مراراً إلى الحاجة لضوابط مشددة على العقود الأمريكية، وفي العام الماضي، أعلنوا عن مهمة عمل للكشف عن أى تلاعب أوإساءة لاستخدام الأموال من جانب المتعاقدين، الذين يدفع بعضهم إتاوات تحميهم من هجمات طالبان.