قرر الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، إلغاء تكليف الدكتور عبد الفتاح البنا، وزيراً للآثار، بعد اعتصام العشرات من الأثريين أمام مجلس الوزراء، صباح الإثنين، احتجاجاً على تعيينه. جاء قرار رئيس الوزراء بعد تشكيل وفد من المعتصمين ضم الدكتور محمد عبد المقصود، أمين المجلس الأعلى، وعطية رضوان، رئيس قطاع المتاحف، والدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، لعرض الأمر على مسؤولي رئاسة مجلس الوزراء وشرح وجهة نظرهم في رفض الدكتور عبد الفتاح البنا. كان العشرات من رؤساء قطاعات ومديري العموم بوزارة الدولة لشؤون الآثار، إلى جانب عدد من شباب الأثريين اعتصموا أمام مقر رئاسة مجلس الوزراء للمطالبة بتغيير الدكتور عبد الفتاح البنا، المكلف بتولي منصب وزير الآثار خلفا للدكتور زاهي حواس، أو إلغاء الوزارة إذا أصرت الحكومة على بقاء عبد الفتاح، والإبقاء على المجلس الأعلى للآثار على أن يكون تابعا لمجلس الوزراء. وهدد المعتصمون بتكرار سيناريو أحداث قنا في وزارة الآثار، والاعتصام بمقر الوزارة ومنع الوزير من الدخول لمكتبه. ومن جانبه، قال البنا في تصريحات ل«المصري اليوم» قبيل صدور قرار إلغاء تكليفه: «إننا نعيش في عهد الحرية والديمقراطية، ومن حق كل شخص أن يعبر عن وجهة نظره، ولا نستطيع أن نحجر على أحد». وأشار إلى أنه لا ينوي تصفية أي حسابات مع أي شخص في الوزارة سواء المحسوبين منهم على الوزير السابق «رجال حواس» أو غيرهم، وأن كل ما سيسعى إليه هو المساهمة في إعادة بناء البلد. وأكد بعض المعتصمين عزمهم تقديم استقالات جماعية للدكتور عصام شرف من ممارسة عملهم في وزارة الآثار، منوهين بأنهم «لن يعترفوا بالوزير الجديد خاصة وأنه غير متخصص في شؤون الآثار»، على حد قولهم. والتقى ممثل من القوات المسلحة المعتصمين وناقشهم في مطالبهم، وناشدهم التهدئة وقبول الوزير الجديد خاصة وأنهم لم يتعاملوا معه، إلا أنهم رفضو ذلك، مؤكدين أنهم لا يدافعون عن حواس وإنما يدافعون عن وزارتهم. وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: «البنا جاء لكرسي الوزارة بعد ممارسة أسلوب البلطجة واقتحام الوزارة مرتين»، مؤكدا تمسك الأثريين بمطالبهم في تغيير البنا، كما طالب بضرورة إلغاء وزارة الآثار وإعادتها لتكون مجلسا أعلى تابعا لمجلس الوزراء. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها «يادي الوكسة.. يادي العار.. البنا وزيرا للآثار»، «البنا تخصص كيمياء ولا يصلح للآثار».