دعوة البرادعي الي كتابة الدستور أولا .. أمر يراه البعض انقلابا علي الديمقراطيه .. يأتي هذا من منطلق ان البرادعي دائما ما ينادي بالديمقراطية الحقيقية وانه لابد من احترام أراده الشعب المصري واختياراته ..فكيف يناقض نفسه بهذه الصوره .. الحقيقة ان البرادعي لم يكن ليطلب دستور جديدا .. أو الدعوة إلي كتابه دستور جديد بل كل ماهنالك انه يعرض وثيقة عامه بمشاركه الائتلافات والأحزاب السياسية المختلفة من اجل ان يسترشد بها اللجنة التاسيسيه التي سيختارها مجلس الشعب القادم في كتابه الدستور الجديد هذه الوثيقة ليست بدعا من البدع ..وليست دربا من دروب الخيال التي يخترعها البرادعي وليس هو انقلابا علي الديمقراطية كما قال البعض .. وإنما هو عمل تعارفت عليه كل الدول التي تمر من سرداب الديكتاتورية ..لتنطلق إلي رحاب الديمقراطية والحرية .. هذه الوثيقة ببساطه شديدة تمثل... المبادئ ذات القيم العليا في الدستور ..وفي بعض الدساتير تسمي المبادئ الدستورية العليا .. وهي بكل حال من الأحوال لا تمثل خلافا بين الناس فالمبادئ ذات القيم العليا من الدستور لن تجد فيها نصا واحدا يختلف عليه احد .. بعكس نصوص الدستور نفسها التي تكون موضع نقاش واختلاف بين واضعي الدستور أنفسهم كما حدث في الدستور الأمريكي والدستور الأوروبي .. اذا بعد التروي فيما يقوله نجد انه لم يدعو الي تعطيل عمل المجلس القادم ..ولم يدعو الي انقلاب علي شرعيه استفتاء مارس .. (وبالمناسبة لم يدعو وحده الي هذا .. فالمستشار هشام البسطويسي ايضا تبني هذا الاقتراح ودعا اليه القوي السياسية المختلفة ) ..والدكتور معتز عبد الفتاح سبق هو الاخر بالتيار الرئيسي المصري .. ( وكل هؤلاء لم يوجه اليه تهمه الانقلاب علي الديمقراطيه الا البرادعي فقط لاسباب مريضه لانفهم لها مبررات .. ) ولكن يبدو ان القوي السياسية في مصر اتفقت علي ان تختلف .. ** ثم انه اذا أعدنا النظر في ايام الثورة المجيدة نجد انه يكاد يكون الوحيد الذي حرص علي احترام الديمقراطية .فإذا كانت الديمقراطية تعرف بأنها احترام راي الشعب .فنجد انه حين كان الشعب المصري ثائرا في مختلف ميادين التحرير في كل مدن مصر ..وكان يصيح باعلي صوته يسقط يسقط حسني مبارك ..دعا هذا النظام الذي يطالب الشعب باسقاطه ..الي حوار موسع مع كافه الأطياف في مصر كمحاوله لتهدئه الثورة وإخماد شعلتها ووقتها رفض البرادعي الاجتماع مع نائب الرئيس مبارك .. رغم توسلات بعض كبار النظام اليه علي حسب بعض روايات تحدثت في هذا المضمار .. في حين اجتمع معه كافه الأطياف الاخري ..كالوفد والتجمع وتيارات ليبراليه عديدة والإخوان المسلمين .. فمن هنا الذي احترم الديمقراطية والتي كانت وقتها متمثله في رأي الشعب المطالب وقتها بإبعاد مبارك عن سده الحكم ؟ من هنا الذي احترمها ..ومن الذي التف عليها وتاجر بها او علي ابسط الإيمان نقول انه لم يفهمها ؟ يسجل التاريخ هذا الموقف للبرادعي انه لم يهادن هذا النظام يوما .. ولم يقبل يوما ان يظل تحت عبائته .. حتي انهار هذا النظام ورحل غير مأسوف عليه &&البرادعي يحترم الديمقراطيه الشرعية وليست الديمقراطيه التي اتي لنا بها يحيي الجمل فحين كان يصدر القانون او المرسوم من المجلس العسكري وبعد إصداره تتم الدعوه الي حوار وطني .. !! بالطبع كان أمرا فريدا من نوعه ان يكون الحوار بعد إصدار القانون أو المرسوم .. وهنا نستسمح المجلس العسكري الا نسميه حوارا وطنيا .. بل نسميه فضفضه وطنيه .. او انطباعات وطنيه ..او عمل مسابقه مثلا اسمها سجل انطباعك حول القانون الجديد ؟ (وقد راينا ان اعضاء الحزب الوطني كانو في احد المؤتمرات او الحوارت ) بالطبع رفض البرادعي حضور هذه الاجتماعات الهزليه في حين حضرها كل من اجتمعوا بعمر سليمان وقت الثورة مضافا اليها قوي جديدة وأسماء جديدة .. ولم يحضر البرادعي أي حوار او اجتماع من هذا القبيل الا اجتماعا واحدا فقط وهو الاجتماع الذي دعا اليه المجلس العسكري ليحدد فيه .. هوية اختيار حكومة الثورة .. وهو الاجتماع الذي نتج عنه بعد قليل أقاله احمد شفيق ..وتولي عصام شرف وهذا هو الحوار الوحيد الذي تم عمله قبل إصدار قرار او مرسوم .. ^^احترام الديمقراطيه يتضح أيضا في إن البرادعي هو اول من دعا ومازال الي ضرورة تصويت المصريين بالخارج .. والذي يعتمد الوطن في اقتصاده القومي علي تحويلاتهم المصرفية كمصدر هام .؟ وخرجت تصريحات عديده منه تنتقد المجلس العسكري بحده حول السر في حرمان هؤلاء المصريين من التصويت ..وليتنا سمعنا أي حوارا وطنيا يشرح لنا لماذا تم حرمانهم .. او كيف سيصوتون اذا لم يتم منعهم .. .. أليس في هذا احترام لديمقراطيه وحريه اكثر من 7 ملايين مواطن يعيشون خارج حدود الوطن مسلوبة حقوقهم .. ام ان البرادعي فقط وصف بالانقلاب علي الديمقراطيه حينما دعا الي وثيقه الدستور ؟ ولم يوصف مثلا بالديمقرطيه حين دافع عن حق المصريين بالخارج للتصويت !! ومع ذلك لم يسلم من الاعتراضات فخرج وقتها من يقول انه يفعل ذلك من اجل مصلحته المستقبلية وهي انه يضمن الكثير من هذه الأصوات حال ترشحه .. ولكن هذا الاتهام او هذا النقد يتبخر ويزول اذا علمنا ان البرادعي يقبل بان يكون مشاركا في مجلس انتقالي وطني .. رغم ان هذا المجلس يبخر أحلامه في الترشح لمنصب الرئيس ولا ادري بماذا يرد من يقول انه يطمع لنفسه حول ماقاله البرادعي من انه يفضل النظام البرلماني لمصر ..وليس النظام الرئاسي الذي يتحول فيه الرئيس الي رمز شرفي لايستطيع اتخاذ قرار واحد .. مع انه احد مرشحين الرئاسة !! احترامه للديمقراطيه ظهر بصوره أخري حين سألته مني الشاذلي ماذا لو لم تنجح في الانتخابات المقبله ؟ قال سأحترم رأي الشعب المصري واستطيع ان اخدم بلدي منفردا وسأجذب لبلدي قدر مااستطيع من الاستثمارات الاجنبيه .. بعكس من اعلنو الاعتزال مبكرا إذا لم يتمكنو من الفوز .. احترام الدكتور البرادعي للديمقراطية والمهنية ولوطنه ولنفسه اولا ..جعلته يمتنع عن الإدلاء بأي تصريحات شخصيه خول ماذا هو فاعل اذا أصبح رئيسا ....انما كل تصريحاته حول الوضع المصري وشانها الداخلي واقتصادها المنهار وأمنها الغائب .. ولم يستخدم مكانته الدولية والعلمية ..ولا قدرته المالية ..ولا علاقاته القوية بكثير من رؤساء العالم .في الترويج لنفسه رئيسا ...بل انه أوقف الحمله الخاصة به تماما وراجعو تصريحاته من وقت الثورة الي اليوم ..سنجد أنها لا تعبر الا عن الشأن المصري فقط.. وهذا مايميزه عن كثيرون اخرون .. المثير للعجب ان وصف الانقلاب علي الديمقراطية الذي وصف به البرادعي .. إذا استخدمناه وطبقتاه علي المواقف المذكورة .. سيكونون هم أول من يحتاجون للدفاع عن أنفسهم