عذراً.. ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل من ينادى بالديمقراطية مؤمنا بها ويؤمن بكل الحقوق والواجبات التى تنص عليها.. كما ليس كل من ينادى بالدين والتدين هو صافى النية أو يؤمن بالعدالة والديمقراطية. ■ فإن كانت إسرائيل تدعى أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة، فهى أيضاً التى تقوم بقتل الفلسطينيين وتتحدى كل القيم والأعراف الدولية، وتدنس المسجد الأقصى وتفتح الغاز على المصلين.. فهو نظام قمع ومحتل وفاقد الشرعية الإنسانية. ■ وإن كانت إيران تدعى البطولة والقوة أمام أكبر الأنظمة الدولية وهى صاحبة أم الثورات الإسلامية.. فهى أيضاً تتاجر بهذا الكلام وتغزل الخطط والأهداف كما تغزل السجاد.. لأن من قاموا بالثورات، وسقطوا شهداء ومصابين وضحايا ليسوا بكفرة، فهم أيضاً مواطنون مخلصون للوطن يعترفون بحقوق الآخرين المشاركين معهم الأرض والهم والفرح والحزن.. فإن كانت هناك هوية حصرية للإسلام فنحن لم ولن يصبح لدينا خامنئى أو نجاد آخر، لأننا دولة تحترم الأديان والمذاهب، وبالتالى قامع شعبه لا يؤخذ بعهده وقاتل مواطنيه لا أمان له.. نعم فقوات الحرس الثورى وفيلق القدس تقمع كل المظاهرات السلمية وتظلم وتقتل الأقليات السنية والعربية فى «الأهواز»، كما وصلت إلى البجاحة والتدخل فى العراق والقتل ومساعدة «بشار» لوجيستياً فى سوريا ليستمر فى قمع شعبه المعترض بثورة سلمية وهو شعب غالبيته خرجت من كل الطوائف إن من السنة والمسيحيين والأكراد والعلويين، ولكن لأن هناك أقلية علوية من 5٪ تتحكم فى سوريا منذ أكثر من أربعة عقود، وبين «حافظ الأسد» ومن ثم ولده «بشار الأسد» نجح التوريث واستمر أسلوب الحكم مما جعل تعدد الأسباب والأعذار لثورة الشعب، وبدلاً من الاحتواء والتفاهم كان القتل واتهام الشعب بالمؤامرة والإرهاب، وتعلمنا من التجارب أن واحدا فقط هو من يبقى فى الوطن إما الشعب أو النظام! ■ إذن الهرولة إلى فتح صفحة جديدة مع طهران لها أصول دبلوماسية يعرفها كل سياسى وطنى أو دبلوماسى يبحث فى مصالح وأمن الوطن، أما أسلوب تلميع النظام الإيرانى كأنه المنقذ من الضلال للوطن، وأنه سيضخ المليارات ويفتح الأسواق والاستثمارات والسياحة ويؤمن لنا القمح والفستق والكافيار فهو جميل، ولكن هل نفع شعبه أو جيرانه فى العراق أو حتى أصدقائه فى سوريا أو أعوانه مثل حزب الله فى لبنان وغير من أحوال شيعته من حوثيين فى اليمن.. ومقابل ماذا هذا الكلام؟! أم هو كلام معسول مثل كلمات أحمدى نجاد عن «إزالة إسرائيل» وترك أهل غزة دون مساعدة أو معين حين هاجمت إسرائيل حمص، وترك الجولان محتلة ولم يتحرك مع سوريا لتفعيل عملية مقاومة واحدة منذ أربعين عاما.. وفى لبنان قاوم «حزب الله» ولكنه حتى الآن لم يحرر شعباً، ولم تفد حرب 2006 فى تحرير أرض أو شعب لبنان، هو صمود دفع خلاله الدم والمال والضحايا كل شعب لبنان. ■ أما الدول العربية التى تقوم بعلاقات مع إيران فهذا بحكم الحدود والجغرافيا والتاريخ، وفى النهاية كيف استفادت بتدخل فى البحرين وجواسيس فى الكويت و3 جزر محتلة فى الإمارات وتهديد فى أمن الخليج العربى الذى ترفضه إيران وتسميه الخليج الفارسى؟! وحتى فى المغرب العربى أغلقت سفارة إيران وطردت منها جالية كبيرة، لأنه تم اكتشاف جواسيس وهذا منذ أقل من سنتين. ■ أما نحن فبعد الثورة واكتشاف جاسوس أعلنت عنه المخابرات العامة المصرية ذهب الوفد المصرى للدبلوماسية الشعبية، وخلع أربطة العنق تماشياً مع العادات الإيرانية، ومهما كانت الكلمات والعتاب، فالإعلام كان فى إيران مرحباً ويتشبث بأن اتهام الجاسوس هو أمر مرفوض من الشعب المصرى.. إذن المخابرات والبيان كان لجهاز غير تابع للدولة المصرية؟! أين وزير الخارجية؟! ■ هل نحن دولة قانون، دولة تحترم مؤسساتها التى صمدت والتى تحمى مواطنيها مثل القوات المسلحة التى يستمر دورها حتى تصل سفينة الوطن لبر الأمان.. إذن عليكم التوقف عن الاستهتار والاستهبال فى التهاون مع المخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية.. وعلى من يمسك بزمام الأمور.. أرجو منكم تنفيذ القانون على الجميع واحترام القضاء وإصدار بيان واضح بسجن واعتقال كل من يهدد أو يتطاول على الزى العسكرى سواء جيش أو بوليس حتى يأتى لنا مجلس أو رئيس. [email protected]