التحقيق فى هروب السائح الألمانى المشتبه فى إصابته ب«إيكولاى».. وطوارئ فى الإسكندرية والغردقة

بدأت مديرية الشؤون الصحية بالبحر الأحمر التحقيق فى واقعة هروب السائح الألمانى المشتبه فى إصابته بالبكتيريا المعوية «إيكولاى»، مساء الثلاثاء، من قسم العزل بالمستشفى، بعد سحب عينة من دمه وإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة بالقاهرة لبيان إصابته بالفيروس، حيث اكتشفت مشرفة التمريض عدم وجود السائح بغرفته.
وتبين من التحقيقات أن السائح الألمانى، الذى تم نقله بسيارة إسعاف من مرسى علم، التقى أحد الأطباء الشبان لمدة ساعة، وأقنعه بمغادرة قسم العزل بالمستشفى إلى أحد المستشفيات الخاصة بطريق المطار، لاستكمال العلاج على نفقة شركة التأمين، وفى السابعة مساءً اكتشفت مشرفة التمريض عدم وجود السائح وصديقته المرافقة له داخل غرفته بقسم العزل، وتم إبلاغ إدارة المستشفى بالواقعة وتقديم مذكرة إلى سامية محرز، سكرتير عام مساعد محافظة البحر الأحمر للتحقيق، وقدمت إدارة المستشفى بلاغاً لشرطة السياحة بالغردقة بالواقعة.
وكشفت تفاصيل المذكرة المقدمة من مشرفة التمريض بقسم العزل لسكرتير عام مساعد المحافظة أنها فوجئت بتواجد أحد الأطباء الشبان برفقة السائح المشتبه فى إصابته من الخامسة مساءً حتى السادسة والنصف، واصطحبه معه للدور الأرضى وحاول موظف الأمن منع السائح من مغادرة المستشفى إلا أن السائح استقل سيارة تاكسى بصحبة الطبيب، ولم يستطع منعه من الخروج فى وجود صديقة السائح ومندوبة شركة التأمين الأجنبية، وتم إبلاغ المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، بالواقعة الذى قرر فتح تحقيق موسع واستدعاء كل من له صلة بالواقعة والتحقيق فى تأمين المستشفى من الداخل والخارج حيث اكتشفت شرطة السياحة تواجد السائح بأحد المستشفيات الخاصة.
وكشفت مصادر بمديرية الصحة أن هناك قرارات من وزير الصحة وإدارة الطب الوقائى بعدم حجز أى حالات اشتباه بالفيروسات إلا بالمستشفيات العامة من خلال أقسام العزل والحجز لمنع انتقال أى عدوى وأخذ عينات من المشتبه فيهم وتحليلها.
فى المقابل، نفى الدكتور عادل العدوى، مساعد وزير الصحة للشؤون السياسية، ما تردد من أنباء حول اختفاء السائح الألمانى المشتبه فى إصابته ب«إيكولاى»، مؤكداً أن السائح لم يختف، وإنما تم نقله بناءً على طلبه من مستشفى الغردقة إلى مستشفى «النيل» الخاص، الذى يخضع للتأمين الصحى به، وطلب أن يسافر لألمانيا، مؤكداً أن حالته مستقرة ودرجة حرارته أصبحت فى المعدل الطبيعى، إلا أن نتيجة العينة لم تظهر بعد لمعرفة إصابته بالمرض أم لا. وقال العدوى ل«المصرى اليوم» إن بكتيريا «إيكولاى» التى تسببت فى إصابة 2500 شخص ووفاة 16 بعدد من الدول الأوروبية هى نوع من أنواع البكتيريا العادية التى يتم علاجها عن طريق تناول المضادات الحيوية المختلفة، ولا يوجد عقار محدد لعلاجها على غرار عقار «التاميفلو» الخاص بعلاج أنفلونزا الخنازير، موضحاً أنه فى حال إهمالها قد تعرض المصاب بها إلى الإصابة بإسهال مدمم ومغص، وتكسير كرات الدم الحمراء، وقد تصل مضاعفاتها إلى الإصابة بفشل كلوى والوفاة.
وأشار «العدوى» إلى أن الوزارة أرسلت منشوراً لجميع المديريات الصحية بالمحافظات، بعد ظهور أولى حالات الاشتباه بالإصابة ببكتيريا «إيكولاى» لسائح ألمانى بمرسى علم، تضمن أعراض الإصابة بالمرض وتنبيه المستشفيات بإبلاغ المديريات فور الاشتباه بأى شخص، خاصة بالمناطق السياحية.
من جانبه، أكد الدكتور أسامة عبدالعظيم، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أن السائح الألمانى المشتبه بإصابته كان محتجزاً بقسم العزل بالمستشفى الفندقى، وتم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة بالغردقة، بناء على رغبة شركة التأمين، وأن العينة التى تم إرسالها للمعامل المركزية بالقاهرة لم يتم إعلان نتيجتها حتى الآن.
ورفعت مطارات المحافظة حالة التأهب القصوى. وقال اللواء هانى رشاد عقاب، مدير مطار برج العرب الدولى، إن إجراءات الكشف على الوافدين، والحجر الصحى فى المطارات، متبعة منذ ظهور المرض فى ألمانيا فى مايو الماضى.
عالمياً، واصلت موجة الإصابات الجديدة بعدوى بكتيريا «إيكولاى» النزفية ارتفاعها فى ولاية هامبورج شمالى ألمانيا.
وأعلنت وزيرة الصحة المحلية بالولاية، كارولين بروفر شتوركس، الأربعاء، أن هامبورج سجلت خلال ال24 ساعة الماضية 30 حالة إصابة جديدة بعدوى «إيكولاى»، بينها 6 حالات مصابة بمتلازمة انحلال الدم اليوريمى «إتش.يو.إس» الناتجة عن العدوى.