ما يفزعنى حقاً ويفزع أغلبية المصريين أن يقوم بعض المسلمين الذين يطالبون بشدة بتطبيق الشريعة الإسلامية بمخالفة الشريعة وبمخالفة أحد أركان الشريعة، ألا وهو سنة الرسول الكريم الذى أعطى عهدًا للنصارى، سنة 10ه لنصارى نجران على عمومه لكل من يدين بدين النصرانية عبر الزمان والمكان ونصه «أنه لنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل النصرانية فى أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله على أموالهم وأنفسهم وملتهم وبيعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، وأن أحمى جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا بما أحفظ به نفسى وخاصتى وأهل الإسلام من ملتى وأن أدخلهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى.. ذابا عنهم كل عدو يريدنى وإياهم بسوء بنفسى وأتباعى وأهل ملتى»، ويستطرد العهد النبوى: «وليس عليهم إجبار ولا إكراه على شىء من ذلك ولا تغيير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعتهم، ولا إدخال شىء من بنائهم فى أبنية المساجد ولا منازل المسلمين.. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله». وتستطرد الرسالة النبوية: «ولهم إن احتاجوا فى مرمة بيعهم وصوامعهم أو شىء من مصالح دينهم إلى رفد من المسلمين وتقويه لهم على مرمتها أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم بل تقوية لهم ومصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله وهبة لهم وملة الله ورسوله عليهم». ولا أدرى لماذا يثور بعض الإخوة المسلمين وخصوصاً من يطلقون على أنفسهم لقب «السلفيين»، والذى يفهم منه التمسك بسنة الرسول الكريم، فهل من ضمن مبادئ السلفية مخالفة عهد الرسول الكريم، والتحريض على هدم الكنائس وحرقها.. وهم لا يستنكرون أن يبنوا المساجد بجوار الكنائس، التى ترفع فيها الصلوات إلى الإله الواحد الذى يعبده المسيحيون والمسلمون؟ إن الرسول الكريم ينهاكم عن هذا الفعل الشائن فلا تنكثوا عهد الله، ولا تخالفوا رسوله فضلاً عن مخالفتكم لحق المواطنة والدستور.