أظهرت النتائج الأولية الرسمية لانتخابات الكنيست الإسرائيلى، أمس، تقدم حزب «أزرق أبيض» برئاسة بينى جانتس على حزب «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو بمقعد واحد، وحصلت القائمة المشتركة الممثلة للوسط العربى على 13 مقعدا، وحزب «إسرائيل بيتنا» على 9 مقاعد، وذلك بعد فرز 93% من الأصوات، حتى مثول الجريدة للطبع. وسجل «أزرق أبيض» تقدما على حزب «الليكود» ب 32 مقعدا مقابل 31 لليكود، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب شاس «دينى» حصل على 9 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه «دينى» على 8 مقاعد، وحزب «يمينا» 7 مقاعد، وتحالف «العمل- جشر» 6 مقاعد، والمعسكر الديمقراطى 5 مقاعد، فيما لم يتخط «عوتسما يهوديت» اليمينى المتطرف نسبة الحسم، التى تتطلب الحصول على 33 ألف صوت، ويحق لنحو 6 ملايين و365 ألف ناخب حق الاقتراع فى الانتخابات التى جرت أمس الأول. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، أمس الأول، أن نسبة المشاركة فى انتخابات الكنيست ال 22 بلغت 69.4 %، بزيادة 2.5% بالمقارنة مع الانتخابات السابقة التى جرت فى إبريل الماضى، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية النهائية فى 25 سبتمبر الجارى، تعقبها أسابيع من المفاوضات بين الأحزاب التى فازت فى الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية، وفقا لصحيفة «إسرائيل اليوم». وتتجه الأنظار إلى أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الدفاع السابق، لكونه بيده اختيار من سيتولى تشكيل الحكومة القادمة بعد حصوله على 9 مقاعد، بعد فشل أى من الكتلتين فى الحصول على 61 مقعدا وتشكيل أغلبية، ولا يتم إدراج الحزب فى أصوات أى من التيارين كما أنه ليس من الواضح اسم المرشح الذى سيقترحه الحزب على مقعد رئيس الحكومة لإسناد تشكيل الحكومة له، ودعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الليكود وحزب أزرق أبيض. وقال «ليبرمان»، فى تصريحات لقناة 12 العبرية: «أمامنا خيار واحد فقط هو حكومة وحدة وطنية فى إسرائيل تجمع كلا من حزب «إسرائيل بيتنا»، و«الليكود» وتحالف «أزرق أبيض»، مضيفا أنه لن يكون هناك أى توصية أو اقتراح بحل الكنيست الجديد والتوجه لانتخابات ثالثة، مشدداً على أنه لن يدخل فى حكومة تضم العرب، ولن يسمح بمشاركة «الحريديم» «طائفة دينية» قبل أن يتم التوافق على قوانين العمل والتجنيد. وقال نتنياهو، فى كلمة لأنصاره فى مقر حزب الليكود فى تل أبيب: «سنجرى قريبا مفاوضات مع الأحزاب المختلفة لتشكيل حكومة صهيونية قوية»، مضيفا: «إسرائيل بحاجة إلى حكومة مستقرة وليس حكومة تستند على أصوات الأحزاب العربية، ومعاداة الصهيونية والتى تدعم الاٍرهاب وتمجد المخربين». من جانبه قال جانتس، فى خطاب أمام مناصريه فى مقر حزبه «أزرق أبيض»، بتل أبيب ونقلته هيئة البث الرسمية الإسرائيلية: «وفقا للنتائج الأولية، لم ينجح نتنياهو فى مهمته، وفى هذه الانتخابات قرر أكثر من مليون إسرائيلى أن يقولوا لا للتحريض والانشقاق، نعم للوحدة، وتابع: «سنعمل على تشكيل حكومة وحدة واسعة تعبر عن إرادة الشعب بطريقة واسعة». من جانبها احتفلت القائمة العربية المشتركة بعد حصولها على 13 مقعدا فى انتخابات الكنيست وفقا لآخر النتائج المعلنة، وارتفعت المشاركة من جانب فلسطينيى الداخل (عرب 48) الذين يسمح لهم بالتصويت إلى 60% مقابل 50% فى انتخابات إبريل الماضية، وهاجم أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة نتنياهو، قائلا: «إننا فى تصويتنا منعنا بشدة تشكيل حكومة يمينية متطرفة تحت قيادته». ووجه كلمة يقصد بها نتنياهو: «اسمع يا أبو يائير، التحريض له ثمن»، والمتغير الرئيسى فى هذه الانتخابات هو نسبة الأصوات. وأضاف «أنه يسعى إلى دور غير مسبوق من شأنه أن يساعد المجتمع العربى». وأكد أنه تلقى مكالمة هاتفية من زعيم تحالف أزرق وأبيض بنى جانتس وقال «سألتقيه ونقرر اتجاهنا». وكشف منصور عباس، النائب بالكنيست الإسرائيلى، والقيادى بالقائمة المشتركة، النقاب عن اتصال أجراه زعيم حزب «أزرق أبيض» الوسطى الإسرائيلى، بينى جانتس، مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة بهدف اللقاء. وقال عباس: فى تصريحات نشرتها وكالة الأنباء التركية «الأناضول: الشروط المتوافق عليها ضمن القائمة المشتركة للتعامل مع أى حكومة أو ائتلاف هو أن القائمة لن تكون جزءا من حكومة تمارس الاحتلال، وتمنع إقامة دولة فلسطينية فى غزة والضفة الغربية، وتفرض الحصار على الشعب الفلسطينى فى القطاع، وتقوم بالعدوان المتكرر عليه». وأضاف: «على الحكومة (الإسرائيلية) أيضا أن تلغى قانون القومية العنصرى، إلى جانب الاستجابة إلى عدد من القضايا المتعلقة بالمسكن والتخطيط والميزانيات والمساواة ووقف العنف والجريمة، وغيرها الكثير من القضايا». وتابع «أن الجديد فى القائمة المشتركة هو أنها تتخذ قراراتها فى القضايا الحيوية والمصيرية بأغلبية الأصوات، قد يكون هناك اختلاف فى وجهات النظر، لكن فى نهاية الأمر فإن القرارات تتخذ بالأغلبية وهذه هى الديمقراطية».