«القمة الثلاثية»: تعزيز التعاون فى استكشاف ونقل الغاز

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، مع نظيره القبرصى، نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان، كرياكوس ميتسوتاكيس، فى إطار تعزيز العلاقات وبحث القضايا الإقليمية والدولية.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن التطلع لاستمرار تعزيز التعاون والتنسيق فى جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فى المنطقة، وسرعة تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، وتقديره الدعم اليونانى المستمر لمصر فى المحافل الأوروبية والدولية.
وأضاف «راضى» أن رئيس وزراء اليونان أشاد بآلية التعاون، وحرصه على مواصلة دعم وتعميق العلاقات المتميزة وتفعيل أطر التعاون القائمة، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسى حول كيفية التصدى للتحديات التى تواجه منطقتى الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وأوضح «راضى» أن رئيس قبرص أعرب عن تطلعه لتحقيق المزيد من الخطوات لترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة القائمة بين البلدين، فضلًا عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى مع اليونان، وتقدير بلاده لدعم مصر للقضية القبرصية، وفقًا لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيدًا بالدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط، فضلًا عن جهودها فى إطار مكافحة الإرهاب. وأفاد البيان الختامى للقمة المصرية القبرصية اليونانية بأنه تم استعراض آخر تطورات التعاون، ومراجعة التقدم المحرز فى مجالات الدفاع والأمن، والطاقة، والاستثمار، والسياحة، وحماية البيئة، والتراث الثقافى، والبحث والابتكار، والتعليم، وشؤون مواطنيهم بالخارج، وأشاروا إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وحثوا المجتمع الدولى، ولاسيما الأمم المتحدة، على اتخاذ المزيد من الإجراءات المتوافقة مع القانون الدولى ضد الجماعات الإرهابية بغض النظر عن هياكلها وأيديولوجياتها، فضلًا عن اتخاذ تدابير ملموسة لمساءلة الفاعلين الإقليميين المنخرطين فى تمويلها، وتزويدهم بالأسلحة والمقاتلين، وتوفير ملاذ آمن ومنصات إعلامية لهم.
وأعربوا عن قلقهم إزاء تدهور الوضع فى ليبيا، مشيرين إلى أن التوصل إلى تسوية سياسية شاملة هو السبيل لحل الصراع واستعادة الاستقرار فى ليبيا، وجددوا دعمهم جهود الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة فى ليبيا، غسان سلامة، مشددين على أهمية المبادرات التى تتبناها الأمم المتحدة، والتى طرحها «سلامة»، وعلى رأسها خطة العمل من أجل ليبيا، وما تشكله من أساس قوى لتحقيق التقدم، كما أعربوا عن التزامهم بوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، مع رفض جميع أنواع التدخل الأجنبى فى الشأن الليبى، وقيام بعض الأطراف بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية وتسهيل نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، فى انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولى.
ولفتوا إلى قلقهم العميق من العملية العسكرية غير القانونية، التى أعلنت تركيا شنها فى الأراضى السورية، وضرورة العمل للحفاظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وإدانتهم القوية لأى محاولة تركية لتقويض وحدة الأراضى السورية.
وجددوا دعمهم الثابت لجهود حكومة جمهورية قبرص للتوصل إلى حل شامل وعادل وقابل للتطبيق للقضية القبرصية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقانون الدولى، وطالبوا تركيا بإنهاء أعمالها الاستفزازية، والإسهام بشكل بَنّاء فى استئناف المفاوضات التى تهدف لتحقيق نتائج ملموسة على مسار التسوية الشاملة والمستدامة للقضية القبرصية، مشددين على أن يأتى هذا الحل متسقًا مع استقلال جمهورية قبرص وعضويتها فى الاتحاد الأوروبى وحقها الكامل فى حماية أمنها واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وتحقيقًا لهذه الغاية، يظل سحب القوات الأجنبية شرطًا لا غنى عنه بالنسبة لقبرص كدولة ذات سيادة، مؤكدين أن الأمم المتحدة لا تزال الإطار الوحيد الذى يمكن من خلاله التوصل إلى تسوية للقضية، كما أعربوا عن قلقهم إزاء التصعيد الحالى للمناطق البحرية فى الجزء الشرقى من البحر الأبيض المتوسط، مع إدانة الإجراءات التركية المستمرة فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ومياهها الإقليمية، والتى تمثل انتهاكًا للقانون الدولى، والمحاولات الجديدة لإجراء عمليات تنقيب بشكل غير قانونى فى المنطقة الاقتصادية الخالصة/ الجرف القارى لقبرص، فى مناطق بحرية تم ترسيم حدودها بالفعل وفقًا للقانون الدولى.
واستعرضوا سبل تعزيز التعاون فى مجالات استكشاف ونقل الغاز الطبيعى من خلال عدد من الاتفاقيات ذات الصلة، موضحين أن اكتشاف احتياطى المواد الهيدروكربونية من شأنه أن يكون حافزًا على الاستقرار والازدهار فى المنطقة، ورحبوا بالإعلان عن إنشاء منتدى الغاز فى شرق البحر المتوسط، والذى سيكون مقره القاهرة، باعتباره آلية مهمة لتنسيق سياسات الغاز، وتحقيق المواءمة بين قطاع الطاقة والتنمية المستدامة، وهو الأمر الذى يشكل أهمية محورية لتحقيق الاستقرار فى شرق «المتوسط»، مع الاتفاق على تكثيف المشاورات لرفع منتدى الغاز فى شرق البحر المتوسط إلى مستوى منظمة إقليمية، ورحبوا بتوقيع الاتفاقية الإطارية بين الشركة المصرية القابضة للكهرباء والشركة الأوروبية الإفريقية للربط، فى مايو الماضى.
وناقشوا التطورات الأخيرة فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، معربين عن قلقهم البالغ إزاء وصول المحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان إلى طريق مسدود، حيث أكدوا الحاجة لدور دولى فعال للتغلب على الجمود الذى تشهده المفاوضات فى الوقت الحالى، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الدول، والتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن، خاصة بعد مرور 8 سنوات من المفاوضات المباشرة دون تحقيق نتائج ملموسة، مطالبين بضرورة التوصل إلى أن اتفاق مصر وإثيوبيا والسودان على قواعد الملء والتشغيل الخاصة بسد النهضة، والالتزام بعدم التسبب فى ضرر جسيم، والعمل بمبدأ الاستخدام العادل والمنصف، يجب أن تكون الأساس للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن.