القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا تصل العراق.. والأكراد يرشقونها بالبطاطس

عبرت قوات أمريكية الحدود من سوريا إلى العراق، أمس، فى إطار الانسحاب من شمال شرق سوريا بأوامر من الرئيس دونالد ترامب، والذى فتح الباب أمام هجوم القوات التركية على المنطقة.
ورشق أكراد سوريون القوات بالبطاطس والطماطم، مرددين عبارات مثل «لا لأمريكا» و«أمريكا تكذب»، تعبيرا عن غضبهم لتخلى الولايات الولايات الأمريكية عنهم.
وقال وزير الدفاع الأمريكى، مارك إسبر، إنه تتم مناقشة خيارات منها بقاء بعض القوات الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية، قرب حقول النفط فى شمال شرق سوريا لضمان عدم سيطرة تنظيم «داعش» أو جهات أخرى عليها، ولكن لم تتم مناقشة إمكانية ذلك أو أعداد هذه القوات، و«لدينا فى الوقت الراهن قوات فى مدينتين تقعان قرب تلك المنطقة، والغرض منها منع وصول إيرادات بيع النفط بالتحديد إلى (داعش) وأى جماعات أخرى قد تسعى للحصول على هذه الإيرادات لتمويل أنشطتها المؤذية»، فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس ترامب يميل لإبقاء نحو 200 جندى أمريكى فى شرق سوريا قرب الحدود العراقية.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إن الهجوم التركى على سوريا ترك 12 سجناً تضم متشددين أجانب و8 مخيمات للنازحين دون حراسة، وهناك مخاطر من هروب المتشددين إلى بلادهم الأصلية.
ومن المقرر أن تنطلق اليوم فى منتجع سوتشى الروسى على البحر الأسود مباحثات بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والرئيس الروسى فلادمير بوتين حول الأوضاع فى سوريا.
من جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها سحبت كل مقاتليها من مدينة رأس العين الحدودية بموجب الاتفاق الذى توسطت فيه الولايات المتحدة، غير أن متحدثاً باسم جماعة موالية لتركيا قال إن الانسحاب لم يكتمل بعد.
كان الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، اتفق مع مايك بنس، نائب ترامب، خلال اجتماعهما، الخميس الماضى، على أن تتولى واشنطن مسؤولية انسحاب المقاتلين الأكراد من «المنطقة الآمنة» التى تسعى تركيا لإقامتها فى شمال سوريا بعمق 30 كيلومترا، وقال أردوغان إن قواته ستعاود هجماتها ضد قوات سوريا الديمقراطية إذا لم تنسحب من المنطقة قبل انقضاء المهلة التى تحددت ب5 أيام تنتهى مساء أمس، بينما أكد وزير الدفاع الأمريكى، مارك إسبر، أن قوات بلاده لن تشارك فى إنشاء «المنطقة الآمنة».
كانت موجة من الغضب أثيرت ضد ترامب فى بداية الهجوم التركى على سوريا، واعتبر الكثيرون داخل حزبه الجمهورى أنه بدا وكأنه أعطى لأردوغان الضوء الأخضر لشن هجوماً عسكرياً على الأكراد، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إبان الغزو التركى لسوريا، وهو الغضب الذى عززه قرار ترامب، مؤخراً، بسحب جنوده من المنطقة، فضلاً عن تصريحاته بشأن الأكراد، ومن بينها قوله أمام حشد من أنصاره فى دالاس، قبل أيام، إن ما يجرى بين تركيا والأكراد أشبه ب«خناقة أطفال».