نظمت وزارة الداخلية، أمس، المنتدى الثالث للسجون، بمقر منطقة سجون طرة، تحت رعاية اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، لشرح أوجه الرعاية الصحية للسجناء، وحجم التطور الكبير بالمستشفيات التابعة لقطاع السجون، بإشراف اللواء أشرف عز العرب، مدير القطاع، وذلك بمشاركة قيادات أمنية وإعلاميين وصحفيين، وشخصيات عامة. وفى بداية كلمته بالمنتدى وجه اللواء أشرف عز العرب، مدير قطاع السجون، التحية لشهداء الوطن الذين سقطوا خلال مواجهة الإرهاب وفرض الأمن، كما وجه التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى للإفراج عن 20 ألف غارمة عقب سداد ديونهن، وكذلك العفو الرئاسى عن 19 ألف نزيل خلال العام الجارى، كما وجه التحية للوزير اللواء محمود توفيق، لدعمه القطاع واهتمامه بحقوق الإنسان داخل السجون وتوجيهه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لكل السجناء، مشيراً إلى أن الإفراج عن الغارمات والمشمولين بالعفو الرئاسى ساهم فى تهيئة السعة الاستيعابية داخل السجون وتوفير الرعاية الصحية للبقية مشيراً إلى أن وزارة الداخلية وسعت لتطوير منظومة السجون. وقال عز العرب إن جميع نزلاء السجون موجودون بقرارات قضائية ويحصلون على حقوقهم دون تمييز على نحو كان محل اهتمام المجلس القومى لحقوق الإنسان والسفارات وأقارب النزلاء أنفسهم، مشيراً إلى أنه تم إجراء 708 عمليات جراحية للنزلاء خلال 2019، ونقل 10 آلاف و730 نزيلاً إلى المستشفيات الخارجية، محو أمية 8215 نزيلا، وإنشاء 3 مدارس ثانوية صناعية فى سجون المنيا والقناطر وجمصة، وتقديم مساعدات ب63 مليون جنيه لأسر النزلاء. وقال اللواء هشام يحيى، مدير قطاع حقوق الإنسان بالوزارة، إنها تؤمن بقيم وحقوق الإنسان، واستراتيجية الوزارة تؤكد على التواصل الإيجابى بين الشرطة والمجتمع، إذ إن القطاع يمثل أهمية قصوى منذ تأسيسه حيث تم تفعيل وتعظيم السياسات العقابية الحديثة. وأضاف يحيى أن الوزارة حريصة على تعظيم أواصر التعامل مع المنظمات المدنية، خصوصاً المهتمة بحقوق الإنسان فيما تقدمه من تواصل ودعم لعدد من شرائح المجتمع، كما أنها حريصة على تأهيل السجناء وحصولهم على حقوقهم الإنسانية، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تنظيم ندوات تثقيفية، ولجان تفتيشية من قطاع حقوق الإنسان للتفتيش على السجناء، والعمل على الحفاظ على حقوقهم والمرور على أماكن الاحتجاز، ومتابعة الشكاوى الواردة للوزارة من جانب المواطنين، خصوصاً ما يتعلق بنقل السجناء لأماكن قريبة من محل سكنهم، وسمح القطاع للمنظمات بزيارة السجون لمتابعة الأوضاع على أرض الواقع والتأكد من تطبيق كافة معايير حقوق الإنسان. وقال علاء الأحمدى، مدير قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالوزارة، إن وزير الداخلية يوجه اهتماماً كبيراً بتطوير آليات العمل بالسجون، حيث نظمت الوزارة للنزلاء برامج وأدوات تدريبية كما تحرص على إصلاح وتهذيب النزلاء حيث شهدت الاهتمام بأوجه الرعاية الصحية والاجتماعية والصحية، حيث تضمن قانون السجون وتعديلاته بضرورة توفير طبيب أو أكثر فى كل سجن، وتم إنشاء العديد من المستشفيات التى تعتبر منشآت طبية فريدة من نوعها لما بها من أساتذة بكليات الطب بجميع التخصصات، وتم إجراء العديد من العمليات. أضاف الأحمدى أن الوزارة حرصت على انتهاج فلسفة عقابية، تسعى للإصلاح والتهذيب وهدفها الأسمى هو تأهيل النزلاء ليصبحوا مواطنين صالحين لأنفسهم ووطنهم كما شهدت أوجه الرعاية الاجتماعية والثقافية والدينية والتعليمية والرياضية تطوراً شاملاً لمساعدة النزلاء خلف القضبان على شغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، بجانب الاهتمام برعاية النزلاء ذوى الإعاقة. وشهد المنتدى عرض فيديو يوضح أوجه الرعاية الصحية المقدمة لنزلاء السجون، ومنها إجراء التحاليل الطبية والكشف الدورى لهم للوقاية من الأمراض، من خلال بطاقة صحية لكل نزيل ليثبت من خلالها الملاحظات الكاملة لهم، والتطعيم ضد بعض الأمراض منها الالتهاب السحائى والدرن. وبعد انتهاء المنتدى تم تنظيم جولة لتفقد أوضاع النزلاء ومصانع الأخشاب والحديد، فضلا عن الرعاية الرياضية للسجناء وحضور مباراة كرة قدم بين فريقى سجناء وكان من بين المشاركين سجين برازيلى، وآخر أجنبى، ولاعب سابق بأحد الأندية المحلية، حيث تفقد وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان، ورئيس لجنة حقوق الإنسان وعدد من أعضاء مجلس النواب سجنى مزرعة طرة وعنبر الزراعة، وقال علاء عابد، رئيس اللجنة إن التقارير الحقوقية الصادرة عن أوضاع السجون فى مصر تخالف الواقع وتأتى فى إطار حملة ممنهجة، مشيراً إلى أنه تفقد معظم السجون والتقى كافة أطياف النزلاء وجميعهم أكدوا حسن الرعاية الصحية والاجتماعية. وقال أحد السجناء لزوار السجن عن ظروف سجنه إنه يمارس وبقية النزلاء الرياضة وقراءة الكتب فى مكتبات السجن، وبعض النزلاء أكملوا دراستهم وحصلوا على درجات علمية من خلف أسوار السجون، فضلاً عن أماكن ممارسة الهوايات مثل الموسيقى والغناء والإنشاد، وغيرها من الهوايات المختلفة. وقال سجين آخر إن هناك سجناء يشاركون فى المشروعات الكبيرة داخل السجون، ويحصلون على هامش ربح كما يمكنهم العمل فى الحرف التى تعلموها فى السجن فى الخارج. وفى مستشفى السجون، قال نزيل إن المستشفى يقدم رعاية كاملة للنزلاء، ويتم الفحص الدورى وعلاجهم باستمرار، وتوجد أجهزة حديثة ومتطورة وإذا استدعى الأمر يتم نقل النزيل للمستشفيات الخارجية لتلقى العلاج أو إجراء عملية جراحية. ولفت السجين إلى أن المصلحة تسمح لهم باستقبال ذويهم باستمرار فى أوقات الزيارات الرسمية، مشيراً إلى أن ما تبثه منظمات وعلى رأسها هيومان رايتس لا أساس له: «الإخوان بيتكلموا وهم قاعدين على مكاتبهم فى قطر وتركيا ويروجون الأكاذيب». وعلى هامش المنتدى تم عرض مختلف المشروعات داخل السجون، وكيف يتم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء للنزلاء، وخلق نماذج منهم للتعايش مع المجتمع بعد قضاء فترة العقوبة.