شددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أن أى تدخل خارجى فى الأراضى الليبية هو فساد فى الأرض ومفسدة لن تؤدى إلا إلى مزيد من تعقيد الأوضاع فى ليبيا وإراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح البريئة. وطالبت خلال اجتماعها الطارئ، أمس، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، العالم أجمع، وفى مقدمته الدول الإسلامية والمؤسسات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدولى، بمنع هذا التدخل قبل حدوثه، ورفض سطوة الحروب التى تقود المنطقة والعالم نحو حرب شاملة. وأعلنت الهيئة رفض منطق الوصاية الذى تدعيه بعض الدول الإقليمية على العالم العربى، وتتخذه ذريعة لانتهاك سيادته، والتأكيد على أن حل مشكلات المنطقة لا يمكن أن يكون إلا بإرادة داخلية بين الأشقاء. ودعت الهيئة جميع الأشقاء الليبيين إلى تغليب صوت العقل والحكمة ورفض الاستقواء بالخارج، لما يمثله ذلك من تدمير لمستقبل ليبيا وتفتيت لوحدة ترابها، وتمزيق أواصر الأخوة بين أبنائها. وأعلنت دعمها الموقف المصرى للحفاظ على أمن مصر وسلامتها، وأمن المنطقة بأكملها، وتحليه بأقصى درجات الدبلوماسية، مؤكدة أن هذا الموقف ليس بجديد على مصر التى كانت ولاتزال سدا منيعا ضد العبث بأمن الشعوب العربية والإسلامية وسلامتها. فى سياق متصل، أكد نادى قضاة مصر، برئاسة المستشار محمد عبدالمحسن، دعمه الكامل لكل الإجراءات التى يتخذها مجلس الأمن القومى فى سبيل حفاظه على أمن البلاد، ومواجهة أخطار الأمن القومى فى الداخل والخارج. وقال المستشار رضا محمود السيد، المتحدث باسم النادى، فى بيان، مساء أمس الأول: «إن قضاة مصر يعون دقة الظرف، ويستوعبون ويقدرون حجم المسؤولية، ويتفهمون كل ما يجرى من مخاطر تحيط بالبلاد، والقضاة يقفون صفًا واحدًا مع كل القرارات والإجراءات التى تتخذها القيادة السياسية للتصدى لتلك الأخطار فى ظل التطورات الراهنة بما يحقق أمن مصرنا الغالية والحفاظ على مقدرات هذا الوطن العظيم».