استضافت القاعة الرئيسية «جمال حمدان» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تدور فعالياتها بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة، حفيدة المناضل الجنوب إفريقى، نيلسون مانديلا، «نادليكا»، خلال اللقاء الفكرى لمناقشة كتابها «أنا نادليكا أكثر منى مانديلا». وقالت حفيدة الزعيم التاريخى لجنوب إفريقيا إنها عاشت طفولتها كاملة مع جدتها ولم يكن ل«مانديلا» دور يذكر فى حياتها، حتى إنها هاجمت حزب المؤتمر العام الذى أسسه، وهو ما اعتبروه وقتها انقلابًا على العائلة، مستدركة: «بدأت حياتى بالعمل فى التمريض مثل جدتى، ثم توجّهت بعد ذلك للعمل الاجتماعى وأسست منظمة معنية بذلك، فالكذبة الكبيرة هى الاعتقاد بأن أبناء المناضلين السياسيين ينعمون بعيشة مرفهة، فالواقع يؤكد أننى عشت عيشة مشرّدة وصعبة واضطررت للتنقل بين القرى وقت أن كان جدى بالسجن، فهو لم يقدم لعائلتى وأحفاده أى شىء.. الأيقونة السياسية لا تساعد عائلتى على العيشة السهلة، لذا لم يقدم لنا أى شىء ولم يُلحق أحدًا من أحفاده فى العمل السياسى ولم يضمن لأحد وظيفة.. باختصار هو ليس فاسدًا». وأضافت «نادليكا»: «ما أنا فيه الآن وما وصلتُ إليه هو بفضل جدتى إيفلين.. فهى من علمتنى كيف أعمل وكيف أنتمى لنفسى.. جدتى كانت متشددة دينيًا ولم تسمح لى بالخروج أو تكوين صداقات مع أحد، وأنا فى مصر الآن لأننى حفيدة نيلسون مانديلا»، لافتة إلى أنها كانت تحلم برؤية آثار مصر بشكل مباشر وليس عبر الوسائط، وحققت ذلك بزيارة المتحف المصرى والقاهرة القديمة، وستقوم بزيارة أهرامات الجيزة قبل سفرها. وتحدثت «نادليكا» كذلك عن المرّة الأولى التى رأت خلالها جدها «مانديلا» فى السجن، وعمرها 13 سنة، وكيف كانت تجربة مؤلمة، مردفة: «التقينا عبر لوح زجاجى، أمّا أول لحظة قابلته دون حواجز فكان عمرى 19 سنة، وحضننى بشدة»، واستبعدت أن تكون جزءًا من المشهد السياسى الحالى، خاصة أن العمل السياسى داخل السياق الحزبى مقيد، ويمنع الأفراد من التصرف بحرية. وسردت الحفيدة فى أثناء اللقاء بعض المعلومات عن مؤسستها الثقافية الاجتماعية المهتمة بالصحة والتعليم وإعداد القادة من الشباب، موضحة أن إرث جدها ساهم فى قرارها بإنشاء هذه المؤسسة، إضافة إلى عملها كممرضة، وإيمانها بأن كل إنسان لابد أن يتمسك بهدف. وعن تجربتها فى المشاركة ضمن حركة «مكافحة العنف الجنسى ضد النساء»، أشارت إلى أنه من المهم إمداد النساء بطرق للتعبير عن أنفسهن وآلامهن، إضافة إلى ضرورة تعديل التشريعات لحصول المعتدين على عقوبات تلائم أفعالهم، مؤكدة أنها تعرضت للاغتصاب على يد شريكها بالسكن، وحاول المحققون لومها كضحية على ما تعرّضت له من عنف.