وفيات «كورونا» 213 بالصين.. والفيروس يضرب بريطانيا وإيطاليا

أعلنت الصين ارتفاع إجمالى عدد ضحايا فيروس كورونا فى البلاد إلى 213 حالة، فيما وصلت عدوى الفيروس إلى كل من بريطانيا وإيطاليا، وسط دعوات دولية متزايدة بتجنب السفر إلى الصين.
وقال المبعوث الصينى لدى الأمم المتحدة، تشانج جون، أمس، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد بلغ 9809 إصابات، فيما أعلنت اللجنة الصحية بإقليم هوبى الصينى، موطن الفيروس، ارتفاع عدد الوفيات داخل الإقليم بواقع 42 شخصًا، ليصل العدد الإجمالى إلى 204 أشخاص بنهاية 30 يناير «بالتوقيت المحلى»، لافتًا إلى رصد 1220 إصابة جديدة فى هوبى، ليرتفع إجمالى المصابين إلى 5806 حالات.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية بسبب انتشار «كورونا»، الذى تم تسجيله فى ما لا يقل عن 18 دولة، حسب المنظمة.
وأعلنت بريطانيا تسجيل أول حالتى إصابة لديها، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، عن مسؤول طبى بارز، قوله إن الشخصين من أسرة واحدة.
كما أعلنت الحكومة الإيطالية، أمس، حالة الطوارئ فى البلاد، بعد تأكيد تسجيل إصابتين، وقالت السلطات الصحية فى إيطاليا إن سائحين صينيين اثنين أُصيبا بالفيروس، وجرى عزلهما فى مستشفى متخصص فى علاج الفيروسات والأمراض المُعْدِية، وجارٍ تتبع مسار رحلتهما فى إيطاليا لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وكان رئيس الوزراء الإيطالى، جوزيبى كونتى، قد أعلن، أمس الأول، عن تسجيل إصابتين مؤكدتين ب«كورونا» فى بلاده، كما أعلن وقف الرحلات الجوية من وإلى الصين.
وأكدت تايلاند تسجيل أول حالة عدوى مباشرة من شخص إلى آخر بفيروس كورونا فى البلاد. فيما أعلنت وزارة الصحة الفيتنامية ارتفاع عدد الإصابات لديها إلى 5 أشخاص، كما أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونج كونج، كارى لام، أمس، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة فى البلاد إلى 12 حالة، وأكدت كوريا الجنوبية وجود 4 حالات مؤكدة، ليرتفع العدد لديها إلى 11 حالة.
ورغم تصريحات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جبريسيوس، والتى قال فيها إن «المنظمة لا توصى، ولكن تعارض فى الواقع فرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين»، فإن تحذيرات السفر إلى الصين تتوالى من عدة دول.
وحذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى الصين، التى رفعت مستوى التحذير منه إلى مستوى العراق وأفغانستان.
وفاجأ وزير التجارة الأمريكى، ويلبر روس، الجميع بقوله إن تفشى فيروس «كورونا» فى الصين قد يفيد الاقتصاد الأمريكى من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد. ورجح «روس»، فى تصريح لقناة «فوكس نيوز بيزنس»، أمس الأول، أن يؤدى تفشى الفيروس إلى مغادرة الشركات الأمريكية الصين، أو تعليق نشاطها هناك. وكان «روس» قد أجّل زيارة إلى الصين، كانت مقررة أمس الأول، بسبب الفيروس، حيث كان سيبحث فى بكين الخطوات التالية فى اتفاق التجارة معها.
وقال رئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، فى البرلمان، أمس، إن حكومته قررت رفع مستوى التحذير من الأمراض المُعْدِية فى الصين، وحثت المواطنين على تجنب أى رحلات غير ضرورية.
وأوقفت إيطاليا حركة المرور الجوى مع الصين تمامًا، ونصحت عمان مواطنيها بتجنب السفر إلى بكين، التى علقت المزيد من شركات الطيران الرحلات إليها، بما فى ذلك شركة مصر للطيران وإير فرانس والخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيروايز» وشركة لوفتهانزا الألمانية وشركة فيرجن أتلانتيك والخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية الكينية، بينما خفضت شركات أخرى الرحلات.
وقالت حكومة منغوليا إنها ستغلق كل المعابر الحدودية مع الصين حتى 2 مارس المقبل.
وحث وزير الصحة الإيرانى، سعيد نمكى، الحكومة على منع المسافرين القادمين من الصين من دخول إيران، بحرًا أو برًا أو جوًا. وذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن «نمكى» حث الحكومة كذلك على تعليق كل الرحلات القادمة من الصين إلى إيران، التى تعد لإعادة 70 إيرانيًا مقيمين فى ووهان بالصين إلى إيران هذا الأسبوع.
ويعكف العديد من الحكومات الأجنبية على إجلاء مواطنيها من هوبى، ثم وضعهم فى حجر صحى لمدة 14 يومًا، هى فترة حضانة الفيروس.
ولم تحدث أى وفيات بسبب الفيروس خارج الصين، وإن كانت هناك بلاغات عما يصل إلى 150 حالة فى 22 دولة ومنطقة أخرى، منها 8 حالات انتقل فيها الفيروس بين البشر فى 4 دول، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا.
ومع ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، إن بلادها «اتخذت أشمل وأقوى إجراءات للوقاية والسيطرة»، وأضافت: «نتمتع بالثقة الكاملة والقدرة على الانتصار فى المعركة ضد هذا الوباء».
وتُظهر الإحصاءات الصينية أن ما يزيد قليلًا على 2% من المصابين لقوا حتفهم، فى مؤشر على أن الفيروس ربما يكون أقل فتكًا من الفيروسات التاجية، التى تسببت فى تفشى مرض التهاب الجهاز التنفسى الحاد «سارس» ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»، لكن خبراء اقتصاديين يخشون أن يكون تأثيره أكبر من «سارس»، الذى قتل نحو 800 شخص، وكبّد الاقتصاد العالمى خسائر تُقدر بنحو 33 مليار دولار، إذ إن حصة الصين من الاقتصاد العالمى باتت أكبر بكثير.
واستقرت أسواق الأسهم نسبيًا، أمس، بعد أن أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الصين لاحتواء الفيروس، بعد تراجعها هذا الأسبوع بسبب ارتفاع عدد الوفيات فى ثانى أكبر اقتصاد بالعالم.
وقالت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى، أمس الأول: «الخوف من خطر العدوى يظهر جليًا فى أسواق المال العالمية». وأضافت «موديز» أن تأثير الفيروس قد «تتردد أصداؤه عالميًا»، ويؤثر على سلاسل الإمداد، موضحة: «الشركات العالمية التى تعمل فى المناطق المصابة قد تواجه خسائر فى الإنتاج بسبب إجلاء العمال».
وأوقفت شركات كبرى مثل «جوجل» التابعة ل«ألفابت» وآيكيا السويدية عملياتها بالصين.