كيف استعدت مصر للتعامل مع «كورونا»؟

فور إعلان منظمة الصحة العالمية عن اعتبار فيروس «كورونا» وباءً عالميًا، سارع العديد من الدول للتعامل مع تلك الأزمة بطريقتها المختلفة خاصة فيما يتعلق بإجلاء رعاياها، وجاءت مصر على رأس تلك الدول فى التعامل مع الأزمة حيث تعتبر من أوائل الدول التى أعدت خطة للاستعداد والتعامل مع الحدث فى حالة تطور الموقف الوبائى العالمى، كما تحركت كافة مؤسسات الدولة فى «خلية عمل» بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، لسرعة إجلاء المصريين الراغبين فى العودة من مدينة ووهان الصينية.
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، سردت لملحق «المصرى اليوم- صحتك بالدنيا»، تفاصيل ما وصفته ب«الملحمة» فى كيفية نقل المصريين الأسبوع الماضى من مدينة ووهان، إلى مقر الحجر الصحى بمحافظة مطروح، مؤكدة أن ما حدث خلال 24 ساعة فقط يعكس قوة أجهزة الدولة المصرية وحرصها على حياة مواطنيها، خاصة أن هذه التجربة الفريدة لم تحدث من قبل، وجميع من شاركوا فيها تعرفوا على بعضهم خلال فترة المحاكاة التى سبقت استقبال الطائرة بمطار العلمين.
وصفت الوزيرة تلك المهمة ب «القومية»، مؤكدة أنه فور تلقيها التكليف من القيادة السياسية شكلت خلية عمل لتجهيز مكان للإخلاء يتسع ل 700 فرد بالإضافة إلى 12 عيادة طبيبة مجهزة، ومكان للمهمات المطلوبة وتم عمل نموذج محاكاة لكيفية استقبال الطائرة التى تقل المصريين خاصة أننا لم نمر بتلك التجربة مسبقا، وخلال تلك الفترة تعرف جميع الأطقم على بعضهم البعض وتحديد الأدوار المطلوبة قبيل هبوط الطائرة بساعتين فقط.
وقالت الوزيرة ل«المصرى اليوم»، إن الطائرة كانت تقل 302 مواطن بالإصابة إلى 11 رضيعا و3 سيدات حوامل ومجموعة من الأطفال، و13 من الطاقم الخاص بالطائرة و7 من الطاقم الطبى والتمريض، وفى البداية تم نقل السيدات الحوامل بطريقة آمنة من خلال السيارات ذاتية التعقيم، ثم تبعها باقى أفراد الطائرة، وتم تسكينهم فى شقق فندقية مجهزة لفترة الإقامة مدة ال14 يوما فترة حضانة الفيروس، وكل شقة تحمل اسم الفرد القاطن بها وأفراد أسرته ومهام الإعاشة خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى مرور طاقم تمريض بشكل دورى لقياس درجة الحرارة باستمرار، فضلا عن غرفة جبس تحسبا لحدوث أى كسور، وكشك ولادة للسيدات الحوامل وغرفة للأطفال المبتسرين.
وأضافت الوزيرة أن ما قامت به هو جهد لجميع مؤسسات الدولة وليس وزارة الصحة وحدها، وأن ما قامت به مصر فى هذا الصدد لم يقم به الكثير من دول العالم وتحركنا بشكل مبهر للعالم ويليق بمكانة وأهمية المواطن المصرى.
من جانبه، قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، إن مصر تعتبر من أوائل الدول التى أعدت خطة للاستعداد والتعامل مع الحدث فى حالة تطور الموقف الوبائى العالمى، حيث تم رفع درجة الاستعداد والجاهزية، وعقدت الوزيرة اجتماعا مع كافة قطاعات الوزارة المعنية للاستعداد والجاهزية لمنع دخول المرض إلى البلاد، كما تم وضع خطة متكاملة للتعامل مع المرضى تشمل الاكتشاف المبكر وتعريف الحالات والتعامل معها.
وكشف عيد، ل«المصرى اليوم»، عن الإجراءات التى اتخذها قطاع الطب الوقائى وهى: وضع تعريف للحالات وكيفية التعامل معها طبقًا لأدلة منظمة الصحة العالمية، ورفع درجة الاستعداد بجميع أقسام الحجر الصحى بمنافذ الدخول المختلفة (الجوية والبحرية والبرية)، ومناظرة جميع المسافرين القادمين من المناطق التى ظهر بها المرض والعزل الفورى لأى حالة يشتبه إصابتها بالمرض، ورفع درجة الاستعداد وإجراءات مكافحة العدوى، وتجهيز أقسام العزل بمستشفيات الحميات المنوطة بالتعامل مع مثل هذه الحالات.
كما قام الطب الوقائى، بتنشيط إجراءات ترصد أمراض الجهاز التنفسى الحادة، ورفع الوعى، ومتابعة الموقف الوبائى العالمى على مدار الساعة، وتعميم منشور على جميع المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية يتضمن تعريف الحالات والتعامل معها، والإجراءات الوقائية لمقدمى الخدمات الطبية، كما تم تعميم منشورات دورية تالية تتضمن تحديث الموقف.
أما فيما يتعلق بالإجراءات الصحية الوقائية بنقاط الدخول، فشملت: الفرز الصحى (المناظرة) للركاب القادمين وأطقم وسائل النقل على الرحلات الأساسية أو الخاصة أو رحلات البضائع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من دولة الصين، وتحرير كروت المراقبة الصحية لكل قادم على وسيلة النقل من دولة الصين بما فى ذلك أطقم وسائل النقل والأطفال مع كتابة البيانات كاملة (الاسم رباعيًا- العنوان تفصيليًا- الجنسية- رقم الرحلة- جهة وتاريخ القدوم- رقم التليفون) بطريقة واضحة ويتم تسجيلها على برنامج القادمين من الخارج على الفور وإخطار الإدارة العامة للحجر الصحى، ومديريات الشؤون الصحية التابع لها محل الإقامة لمراقبتهم صحيًا لمدة 14 يوما من تاريخ الوصول عن طريق مكاتب الصحة الواقعة فى دائرتها.
وفى حالة وجود أى من الركاب ينطبق عليه تعريف الحالة يتم التقييم داخل العيادة وتحويله فى حالة توافق الأعراض إلى الحميات أو المستشفى المعين لتقييم الحالة ويتم الإبلاغ الفورى للمديرية والغرفة الوقائية والإدارة العامة للحجر الصحى بديوان عام الوزارة.
وأشار رئيس قطاع الطب الوقائى، إلى الالتزام بتطهير وسيلة النقل حال وجود حالة اشتباه على متنها واعتبار مخلفات وسيلة النقل نفايات خطرة ويتم التخلص الآمن من هذه النفايات تحت إشراف الحجر الصحى، كما قام الفريق الوقائى باتخاذ كافة الاحتياطات القياسية القصوى لإجراءات مكافحة العدوى عند التعامل مع الحالات المشتبهة (معدات الوقاية الشخصية المناسبة «PPE»- مطهرات- ماء وصابون).