حملة قومية للتوعية ب «لمسة الفراشة»

«الفيبروميالجيا» أو «لمسة الفراشة»، مرض شديد الغموض معظم المصابين به من السيدات، ولا يتم تشخيصه من المرة الأولى للذهاب للطبيب، وهذا المرض يصيب النساء صغار ومتوسطى العمر بنسبة أكبر من الرجال، ويشعرن حينها بآلام مزمنة، خصوصًا على جانبى العمود الفقرى، كما يشعرن بإجهاد، وإرهاق، وتيبس، وقلق، وعدم القدرة على ممارسة وظائفهن وأعمالهن اليومية، وأحيانًا يصبن بالاكتئاب، ويتزامن مع «القولون العصبى»، مع صعوبة فى النوم، أو النوم المتقطع.
وقالت الدكتورة سامية زكى، أستاذ أمراض الروماتيزم، إن أعراضه قد تتشابه مع أمراض أخرى، مثل خمول الغدة الدرقية، لذا يكون التشخيص باستبعاد الأمراض، حتى نصل للتشخيص بهذا المرض.
وأضافت سامية: «العلاج يكون متكاملا، أوله غير دوائى عن طريق تغيير نمط الحياة، عبر تناول غذاء صحى سليم، وممارسة الرياضة، ومحاولات التغلب على التوتر والقلق، مع تثبيت عدد محدد لساعات اليوم بانتظام، والآخر يكون علاجا دوائيا، حيث إن المرض يكون لخلل فى الكيمياء المسببة للألم، أو زيادة الشعور بالألم فى الجسم، ويتم علاجها عبر مسكنات، ومضادات اكتئاب، ومواد باسطة للعضلات، وعلاجات أخرى، وأوضحت أن هدف العلاج يكون دائمًا الشعور بأقل ألم ممكن، وتحسين جودة الحياة».
وقالت الدكتورة شيماء عويلة، استشارى الأمراض الروماتيزمية، إن هذا المرض شديد الغموض، على الرغم من أن 7% على مستوى العالم يعانون منه، 80% منهم سيدات، مشيرة إلى أن المريض يشعر بألم منتشر فى الجسم لفترة أكثر من 3 أشهر، وإرهاق، وإعياء، لدرجة أن مجرد لمسة الجسم لا يتحملها المريض.
وأوضحت شيماء أن المرض يؤثر على الالتهاب العصبى المركزى، والقولون، والجهاز البولى، وأن تشخيصه يكون محيرًا جدًا، حيث إن الاطباء يرون أن المؤشرات تقول إن الجسم سليم، حتى يتم تشخيص المرض «روماتيزم».
وأشارت إلى ضرورة تفهم الأسرة لوضع المرض، وأن المريض «مبيدلعش»، بل يجب أن تدعمه أسرته نفسيًا، موضحة أن الأدوية التى تحتوى على المادة الفعالة «دولوكستين»، تأتى بآثار إيجابية للغاية فى مواجهة هذا المرض.
وبمشاركة أكثر من 200 طبيب وعدد من المرضى، عقدت الحملة القومية للتوعية بمرض الألم العضلى الليفى «الفيبروميالجيا»، المعروف اختصارًا باسم «FM » أو «لمسة الفراشة»، لقاء توعويا بمشاركة نخبة من الأطباء والمهتمين بصحة المرأة، وقالت الدكتورة أحلام حنفى، مقرر لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة، إن الحملة حققت نجاحات كثيرة فى مجال التوعية بالمرض، وتعريف السيدات به، إلا أنهم سيواصلون العمل لتحقيق المزيد من النجاحات، والتوعية، خصوصًا أن أغلب السيدات لا يعرفن أنهن مصابات بهذا المرض، ما قد يدفع البعض للتشكيك فى إصابتهن به تحت دعوى «انتى بتدلعى»، على الرغم من شعورهن بآلام شديدة.
واعتبر الدكتور محمد علوى، رئيس الجمعية المصرية للروماتيزم والتأهيل، إن «الفيبروميالجيا»، يعد من «أمراض العصر»، وأنه يصيب الأشخاص «اللى بيفكروا كتير»، على حد قوله، حيث إنهم يسعون للتفكير فى الأفضل.
وثمَّن رئيس «الجمعية»، الاتجاه لتصنيع أدوية لهذا المرض محليًا، بما يسهم فى توفير الدواء بالسوق، وبسعر مناسب، خصوصًا أن المرض ينتشر، كما أن نسبة إصابة الرجال به فى تزايد بسبب الضغوطات النفسية، موضحا أن المريض يشعر بألم فى الجسم كله، و«تنميل»، وعدم تركيز، كما أنه لا يستطيع النوم، مؤكدا أن المسكنات العادية لا تأتى بنتيجة فى هذا المرض.