عقدت الحملة القومية للتوعية عن مرض الألم العضلي الليفي «الفيبروميالجيا»، المعروف اختصاراً باسم «FM » أو «لمسة الفراشة»، مؤتمرها الطبي الثاني، بمشاركة نخبة من الأطباء والمهتمين بصحة المرأة، وعدداً من المرضى. يأتي ذلك بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة، وإحدى الشركات الوطنية الرائدة في مجال صناعة الدواء. بدأ «المؤتمر الطبي» بدقيقة تضامنية بمشاركة أكتر من 200 طبيب مع المرضى، وقالت الدكتورة ندا عصام، مدير الحملة القومية للتوعية بالمرض، إن أعدادهم تقدر ب7% من البشر، منهم 80% سيدات. ومن جانبها، قالت الدكتورة أحلام حنفي، مقرر لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة، إن الحملة حققت نجاحات كثيرة في مجال التوعية بالمرض، وتعريف السيدات به، إلا أنهم سيواصلون العمل لتحقيق المزيد من النجاحات، والتوعية، خاصة أن أغلب السيدات لا يعرفن أنهن مصابات بهذا المرض، ما قد يدفع البعض للتشكيك من إصاباتها به تحت دعوى «انتي بتدلعي»، على الرغم من شعورها بآلام شديدة. وأضافت حنفي، أن المصابات بهذا المرض لا يتم تشخيصهن من المرة الأولى للذهاب للطبيب، بل أن أغلبهم قد يُقال لهن إنهن بخير، لكننا نقول لهم في تلك الحملة التوعوية أننا معهم، وأنهم ليسوا بمفردهم، وندعو أسرهن للوقوف بجوارهن. ومن جهتها، قالت الدكتورة سامية زكي، أستاذ أمراض الروماتيزم، إن المرض يصيب النساء صغار ومتوسطي العمر بنسبة أكبر من الرجال، ويشعرن حينها بآلام مزمنة، خصوصاً على جانبي العمود الفقري، كما يشعرن بإجهاد، وإرهاق، وتيبس، والقلق، وعدم القدرة على ممارسة وظائفهن وأعمالهن اليومية، وأحياناً تصبن بالاكتئاب، ويتزامن مع «القولون العصبي»، مع صعوبة في النوم، أو النوم المتقطع. وأضافت زكي، أن أعراض قد تتشابه مع أمراض أخرى، مثل خمول الغدة الدرقية، لذا يكون التشخيص باستبعاد الأمراض، حتى نصل للتشخيص بهذا المرض. وأوضح أن العلاج يكون متكامل، أوله غير دوائي عبر تغيير نمط الحياة، عبر تناول غذاء صحي سليم، وممارسة الرياضة، ومحاولات التغلب على التوتر والقلق، مع تثبيت عدد ثابت لساعات اليوم بانتظام، والأخر يكون علاج دوائي، حيث أن المرض يكون لخلل في الكيمياء المسببة في الألم، أو زيادة الشعور بالألم في الجسم، ويتم علاجها عبر مسكنات، ومضادات اكتئاب، ومواد باسطة للعضلات، وعلاجات أخرى. ومن جهتها، قالت الدكتورة شيماء عويلة، استشاري الأمراض الروماتيزمية، إن هذا المرض شديد الغموض، على الرغم من أن 7% على مستوى العالم يعانون منه، 80% منهم سيدات. وعن أعراض المرض، أشارت إلى أن المريض يشعر بألم منتشر في الجسم لفترة أكثر من 3 أشهر، وإرهاق، وإعياء، لدرجة أن مجرد لمسة الجسم لا يستحملها المريض. وأوضحت أن المرض يؤثر على الالتهاب العصبي المركزي، والقولون، والجهاز البولي، وأن تشخيصه يكون محير جداً، حيث أن الأطباء يرون أن المؤشرات تقول إن الجسم سليم، حتى يشخص مريض روماتيزم هذا المرض. فيما، قال الدكتور محمد علوي، رئيس الجمعية المصرية للروماتيزم والتأهيل، إن «الفيبروميالجيا»، من «أمراض العصر»، وأنه يصيب الأشخاص «اللى بيفكروا كتير»، على حد قوله، حيث أنهم يسعون للتفكير في الأفضل. وأضاف «علوي»، أن المريض يشعر بألم في الجسم كله، و«تنميل»، وعدم تركيز، كما أنه لا يستطيع النوم، مضيفاً: «والمسكنات العادية مبتجبش نتيجة في هذا المرض».