مؤشرات أولية: نتنياهو يحقق فوزًا مفاجئًا بانتخابات إسرائيل

اتجهت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الإسرائيلية، التى جرت أمس، إلى تحقيق فوز مفاجئ لحزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الانتخابات التى شهدت تصويتا كثيفا هو الأعلى منذ انتخابات 1999، تدل مؤشراتها الأولية على تحقيق حزب الليكود ما يتراوح بين 36 و37 مقعدا، من إجمالى مقاعد البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) البالغ 120 مقعدا.
ومنحت المؤشرات لتكتل «أزرق أبيض» ما يتراوح بين 32 و33 مقعدا، مقابل ما يتراوح بين 14 و15 مقعدا للقائمة العربية المشتركة (مقابل 13 بانتخابات سبتمبر 2019)، و9 مقاعد لحزب شاس الدينى.
أما حزب «يهودية التوراة» فحقق ما يتراوح بين 7 و8 مقاعد، مقابل ما يتراوح بين 6 و8 مقاعد لحزب «إسرائيل بيتنا» الذى يرأسه أفيجدور ليبرمان، وما يتراوح بين 6 و7 مقاعد لتكتل «العمل الجسر ميرتس» اليسارى، فيما توقعت المؤشرات حصول حزب «يمينا» على ما يتراوح بين 6 و7 مقاعد.
وفى حالة انتهاء الفرز وفقا لهذه المؤشرات يكون اليمين الإسرائيلى قد حقق 60 مقعدا، ما يعنى أنه سيكون بحاجة إلى مقعد واحد إضافى لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وقالت تقارير إسرائيلية إن حزب الليكود بدأ الاحتفالات مبكرا بانتصاره فى الانتخابات، وأن نتنياهو أجرى بالفعل اتصالات هاتفية ومحادثات مع قادة الأحزاب اليمينية لبدء التفاوض مبكرا حول تشكيل حكومة لليمين، تحت قيادته.
وعبر نتنياهو عن شعوره بالامتنان لثقة الناخبين، فكتب على صفحته الرسمية بموقع تويتر «شكرا»، ووضع إلى جانبها رمز القلب. وكان نتنياهو، الذى يتولى السلطة منذ 2009، قال خلال التصويت فى الانتخابات: «نحن قريبون جدا من الفوز»، وخاطب أنصاره قائلا: «اخرجوا من منازلكم وصوتوا لليكود وتحدوا كورونا»، وقال إن إسرائيل ستُبقى الباب مفتوحًا أمام التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وأنها على استعدا للتفاوض معهم على أساس «صفقة القرن» التى اعتبرها «فرصة القرن» لإسرائيل.
وقال رئيس حزب «يمينا»، وزير الدفاع الإسرائيلى نفتالى بينيت، إن «اليمين انتصر، وسنسعى إلى أن ينتصر طريق اليمين دائما». وأضاف: «كما وعدنا قبل الانتخابات، سوف نوصى بأن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة، من أجل تشكيلة حكومة يمينية وطنية».
وثارت حالة من القلق والفوضى التى أدت إلى عودة مئات الإسرائيليين إلى منازلهم دون أن يصوتوا فى الانتخابات، بعد أن فوجئوا بوضع خيام تصويت لمرضى فيروس كورونا الجديد بالقرب من لجانهم، فهرع الناخبون إلى مغادرة اللجنة فورا خوفا من إصابتهم بعدوى المرض.
ووصل الأمر إلى حد استدعاء الشرطة، كما حدث فى مستوطنة حولون، بعد أن حاول ناخبون منع إقامة لجان وخيام مخصصة لتصويت مرضى فيروس كورونا بالقرب من لجانهم، وتم إقامتها فعلا دون أن يعبأ أحد باحتجاجات الناخبين الأصحاء، الذين فضلوا العودة إلى منازلهم دون تصويت.
وذكرت تقارير أولية أن نحو 4 آلاف إسرائيلى ممن يخضعون للعزل الصحى فى منازلهم بسبب الاشتباه فى إصابتهم بفيروس كورونا، صوتوا فى هذه الانتخابات، التى تزامنت مع إعلان إسرائيل تأكيد إصابة حالتين إضافيتين بالفيروس، لافتة إلى أنهما عادا مؤخرا من إيطاليا، التى تحولت هى الأخرى إلى بؤرة نشطة لانتشار الفيروس، فضلا عن الصين وإيران.
وأدلى الناخبون الإسرائيليون، أمس، بأصواتهم فى انتخابات برلمانية عامة لاختيار أعضاء الكنيست ال23 فى تاريخ البلاد، فى ثالث اقتراع خلال أقل من عام.
واستمرّ ائتلاف نتنياهو السابق 4 سنوات قبل إجراء انتخابات مبكرة فى أبريل 2019، وحل نتنياهو البرلمان بعد فشل محادثاته لتشكيل ائتلاف، وحرم جانتس من فرصة تشكيل حكومة.
وتعهّد حزبان يهوديان متشددان فازا فى الانتخابات الأخيرة ب17 مقعدا بدعم نتنياهو الذى يحظى بتأييد عدد من الأحزاب اليمينية التى تضم بجانب الليكود، حزب «شاس» المتطرف برئاسة وزير الداخلية أرييه درعى، و«يهودوت هتوراه» برئاسة نائب وزير الصحة يعقول ليتسمان، وتحالف «يمينا» برئاسة وزير الدفاع نفتالى بينيت، و«إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان.
وفجّرت القناة 12 الإسرائيلية فضيحة جديدة ضد نتنياهو وبثّت تسجيلاً صوتياً له وآخرين كشفت فيه «كذبه على الإسرائيليين»، حينما أعلن أنّ لا علاقة له بتسجيل صوتى نُشِر لمستشار جانتس، يقول فيه إن جانتس «لن يجرؤ على ضرب إيران»، بحجة أنّ هذا خطر على إسرائيل، بينما توقعت مصادر إسرائيلية، أن يلجأ تحالف جانتس إلى سن مشروع قانون يحرم نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة بسبب محاكمته المرتقبة، بالتعاون مع حزب العمل والقائمة المشتركة، بحسب ما ذكرت قناة «12» العبرية، ولكن جانتس يحتاج لدعم ليبرمان.