وزارة الري: السد الإثيوبي يحبس المياه ثم يصرفها فجأة بكميات كبيرة ويهدد مجرى النيل الأزرق    إعصار "فينا" يقطع الكهرباء عن الآلاف في أستراليا (فيديو)    كير ستارمر يعلق على قضية أندرو وجيفرى أبستين.. ماذا قال؟    المصري في مهمة صعبة أمام كايزر شيفز في الكونفدرالية    الأمطار الرعدية تضرب من جديد.. تحذير لهذه الأماكن    أخبار مصر: مصر ترد عمليا على إثيوبيا، حريق بالمنطقة الصناعية بالشرقية، قرارات ضد الخليجي قاتل مسن المنصورة، حل وشيك لأرض الزمالك    حفيدة جون كينيدي تكشف إصابتها بالسرطان وتنتقد ابن عمها روبرت كينيدي    قبل انطلاق ماراثون المرحلة الثانية، تطهير وتعقيم اللجان الانتخابية بالإسماعيلية (صور)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    استطلاع: تراجع رضا الألمان عن أداء حكومتهم إلى أدنى مستوى    وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان تنفيذ مخرجات اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة    وزارة الصحة: لا توجد فيروسات مجهولة أو عالية الخطورة في مصر.. والإنفلونزا الأعلى ب 66%    وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد    إرشادات القيادة الآمنة لتجنب مخاطر الشبورة    كمال أبو رية: لو عاد بي الزمن لقرأت سيناريو «عزمي وأشجان» بشكل مختلف    وزير الكهرباء: وصلنا للمراحل النهائية في مشروع الربط مع السعودية.. والطاقة المتجددة وفرت 2 جيجا    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن.. اليوم 23 نوفمبر    تعرف على أسعار الفاكهة اليوم الأحد الموافق 23-11-2025 فى سوهاج    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    تنفيذ 3199 مشروعًا ب192 قرية فى المرحلة الأولى من حياة كريمة بالمنيا    الفن اللي كان، ميادة الحناوي تتألق في حفلها ببيروت برشاقة "العشرينيات" (فيديو)    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    التعهد بزيادة الأموال للدول المتضررة من تغير المناخ في قمة البرازيل    تعرف على موعد امتحانات منتصف العام الدراسى بالجامعات والمعاهد    وزير الري: مصر تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوقها المائية في نهر النيل    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    أبرزهم الزمالك والمصري وآرسنال ضد توتنهام.. مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 - 11- 2025 والقنوات الناقلة    فوربس: انخفاض ثروة ترامب 1.1 مليار دولار وتراجعه للمرتبة 595 في قائمة أغنياء العالم    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    حسين ياسر المحمدي: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. ووجود أبنائه في الزمالك أمر طبيعي    ثلاث جولات من الرعب.. مشاجرة تنتهي بمقتل "أبوستة" بطلق ناري في شبرا الخيمة    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    : ميريام "2"    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    فليك: فخور بأداء برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وسيطرتنا كانت كاملة    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية    المتحدث باسم الصحة: الإنفلونزا A الأكثر انتشارا.. وشدة الأعراض بسبب غياب المناعة منذ كورونا    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنتخابات الإسرائيلية جنس ومخدرات وخيانة
نشر في الموجز يوم 08 - 03 - 2020

لثالث مرة خلال أقل من عام، تجري إسرائيل انتخابات جديدة اليوم الاثنين، مع اشتعال المنافسة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبيني جانتس، رئيس حزب "كحول لفان" أو أزرق أبيض، والتي استخدم فيها الرجلان صور أردوغان ومقاطع فيديو جنسية!.
نشر جانتس صورة لنتنياهو مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحتها عبارة "نتنياهو يحاول تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية". ورد نتنياهو، بصورة للنائب العربي في الكنيسيت أحمد الطيبي مع أردوغان وكتب تحتها: "جانتس سيشكل حكومته مع الطيبي المتحالف مع أردوغان". ثم نشر مؤيدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي مقاطع فيديو لعلاقة، خارج الزواج، بطلها جانتس. ثم فجّر أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس "يسرائيل بيتينو" ، قنبلة سياسية هزت المعركة الانتخابية الإسرائيلية وأكبر حزبين بشكل خاص، إذ قال إنه لن يوصي رئيس الدولة بتكليف أيٍّ من المرشحين لتشكيل حكومة. فكلاهما فاشل: بنيامين نتنياهو شخص لم يعد يهمه شيء من مصالح إسرائيل أو وظيفة رئيس الحكومة ويهتم فقط بنفسه وكيف سيتملص من محاكمته بتهمة الفساد، وبيني جانتس شخصية ضعيفة عديم التجربة. وكلاهما يخضع لابتزاز الأحزاب الدينية.
ليبرمان قال إن توصيته رئيس الدولة رؤوبين رفلين، بعد الانتخابات، ستكون أن يكلفه هو شخصياً بتشكيل الحكومة. وقال: "أنا الوحيد بين المرشحين الذي يصلح لأن يكون رئيساً للحكومة". وأكد ليبرمان أن موقفه هذا لم يأتِ بغرض التخريب على الجهود لتشكيل الحكومة. وقال في لقاء مع موقع "واي نت" التابع لجريدة "يديعوت أحرونوت"، يوم الخميس الماضي، إنه "لن تكون هناك انتخابات رابعة، وبالتأكيد ستقوم حكومة". وأضاف: "اليوم يلهث نتنياهو وجانتس وراء السياسيين والأحزاب والناخبين. ولكن لهاثهم الحقيقي سيكون بعد الانتخابات. أنا من جهتي أبلغهما من الآن، لن أكون في حكومة واحدة مع نتنياهو شخصياً، لكنني مستعد لأن أكون مع الليكود من دونه. ولست مستعداً لأن أكون مع القائمة المشتركة (العربية)، في أي تحالف. وأما جانتس فعليه أن يثبت أنه متحرر من ابتزاز المتدينين".
استطلاعات الرأي في إسرائيل ما زالت تبيّن توازن قوى بين معسكر نتنياهو اليميني المتطرف وبين معسكر جانتس المفكك. نجح نتنياهو في إقامة تكتل يميني مغلق من 55 نائباً من مجموع 120. يلتزم بالذهاب وراءه شخصياً ولا يفاوض أي حزب آخر. بينما جانتس يضم في معسكره تحالف الأحزاب اليهودية اليسارية ويضم 44 مقعداً، ويحتاج إلى "القائمة المشتركة" التي تعلن أنها لن توصي به رئيساً للحكومة ويعلن هو في المقابل أنه لن يضمها لائتلافه، وتتوقع لها الاستطلاعات أن تزيد بمقعد واحد وتصبح 14 مقعداً. وبقي حزب ليبرمان لسان الميزان، يرفض التحالف مع نتنياهو ويرفض التحالف مع "المشتركة". ولذلك لا أحد يفهم كيف ستقوم حكومة في هذا الوضع. ويبذل كل من نتنياهو وجانتس الجهود لزيادة نسبة التصويت وجلب مصوتين جدد يقلبون المعادلة. وفي هذه المهمة يستخدمون كل وسائل القتال الحربي.
نتنياهو من جانبه، يحاول أولاً إقناع رئيس حزب اليمين المتطرف "عوتسما يهوديت" إيتمار بن جفير، بالانسحاب من المعركة، إذ إن الاستطلاعات تؤكد أنه لن يعبر نسبة الحسم وسيحرق 80 – 90 ألف صوت، أي ما يعادل 3 مقاعد. لكن ابن جفير يرفض الانسحاب، ووضع ستة شروط أمام نتنياهو من أجل الانسحاب، هي: إلغاء اتفاقيات أوسلو، ووقف تحويل المنحة القطرية إلى قطاع غزة، التي وصفها ب"الخوة" لحركة "حماس"، وإخراج الأوقاف من الحرم القدسي، وإخلاء قرية خان الأحمر حتى ظهر يوم الجمعة، وإخراج القضاة من لجنة تعيين القضاة، وإغلاق "ساحة العائلات" في باحة البراق. ويحاول نتنياهو أيضاً سحب أصوات من حلفائه في تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، برئاسة وزير الأمن نفتالي بنيت، وقد حمّلها مسئولية نزول ابن جفير إلى الانتخابات وحذر من أن التصويت لهذا التحالف سيخسر الليكود المعركة. ورد بنيت عليه بهجوم مماثل قائلاً إن نتنياهو لا يكون يمينياً إلا إذا حصل "يمينا" على عدد كبير من النواب.
لم يتردد نتنياهو حتى في التوجه إلى الناخبين العرب الذين كان يحذّر من تدفقهم إلى الصناديق. ويحاول تحريضهم ضد "القائمة المشتركة". أما جانتس فيحاول سحب الأصوات من حلفائه في تحالف اليسار وكذلك من العرب. وفي الأيام الأخيرة استخدم كل من نتنياهو وجانتس صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمعركتهما؛ فنشر جانتس صورة نتنياهو مع أردوغان وتحتها عبارة: "يحاول نتنياهو تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية". بينما نشر نتنياهو صورة للنائب العربي أحمد الطيبي مع أردوغان وكتب تحتها: "جانتس يقيم حكومة فقط مع الطيبي المتحالف مع أردوغان". ويواصل نتنياهو التحريض على جانتس متهماً إياه بالرضوخ للابتزاز، ونشر مؤيدون له شريطاً يلمح إلى وجود قضية جنسية استخدمتها إيران لابتزاز جانتس. ونفى جانتس هذه القصة قائلاً إنها نُشرت في الانتخابات الماضية وثبت أنها افتراء.
مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قاموا بالتجسس على جانتس و"رصد أخلاقياته وسلوكه الشخصي". كما اتهم رئيس الموساد السابق تامير باردو، حزب الليكود بتطوير تطبيق "إليكتور"، ليشمل معلومات حول الناخبين، ودعا إلى التوقف عن استخدامه وعن إدخال مزيد من التفاصيل إليه. وقال إن هذا التطبيق يمكن أن يساعد الليكود على تنظيم أصواته، لكنه "خطر جداً على أمن دولة إسرائيل، وأمن الجنود وضباط الجيش الإسرائيلي وعلى جهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد". وقال إن "هذا التطبيق يتطور مثل وباء، وينبغي إيقافه وحجره قبل أن نفقد السيطرة. وأتوجه إليكم راجياً أن تزيلوه، امحوه، وتوقفوا عن شحنه بمزيد من التفاصيل".
وتوجهت باحثة الإنترنت والمحاضرة في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية، الدكتورة عنات بن ديفيد، التي أجرت بحثاً حول تطبيق "إليكتور"، برسالة إلى لجنة الانتخابات المركزية محذرة من خرق الخصوصية والسرية في التصويت. وقالت إن هذا التطبيق يفتح الباب أمام أي شخص، في البلاد والخارج، أن يتعرف على تفاصيل الناخبين الإسرائيليين، مثل الاسم والعنوان والوظيفة العسكرية وغير ذلك. وقالت ساخرة: "صديقنا في (حزب الله) الموجود في بيروت بإمكانه القيام بذلك، وكذلك الناشط في (الحرس الثوري) الموجود في طهران بإمكانه القيام بذلك. وناشط (حماس) الموجود في غزة ونابلس بإمكانه القيام بذلك".
وفي السياق، كشفت جريدة "ذي ماركر" الاقتصادية، أن مقربين من نتنياهو، استعانوا بخدمات شركة الاستخبارات التجارية الخاصة CGI Group، لجمع معلومات محرجة، من شأنها أن تورط رئيس قائمة "كحول لفان"، جانتس، في قضايا أخلاقية. وقالت الجريدة إن الغرض هو الحصول على مواد تدين "كحول لفان" وقادتها عموماً، وجانتس خصوصاً، على أمل أن تكون سلاحاً قد تكسر حالة التوازن السياسية بين المعسكرين في إسرائيل.
من جهة ثانية، عبّر قادة أحزاب اليمين، عن غضبهم من حليفهم نتنياهو، بسبب محاولاته كسب أصوات ناخبين تقليديين لأحزابهم. وقد نقل عن رئيس حزب شاس الديني، إريه درعي، أنه غاضب من نتنياهو، لأنه قام بزيارة انتخابية لمؤسسة تعليمية تابعة لشاس في تل أبيب. فقال درعي: "هذه الزيارة قبل 5 أيام من الانتخابات تثير غضباً كبيراً. فبدلاً من توجه نتنياهو ووزراء الليكود إلى مدن الليكود، وخاصة خارج وسط البلاد، والتي حصل فيها الليكود على نسب تصويت منخفضة في الانتخابات الماضية، ليجلبوا الأصوات من هناك، يذهب إلى مؤسسة لليهود المتدينين الشرقيين".
وعبّرت عن هذا الغضب أيضاً عضو الكنيست عن تحالف أحزاب اليمين المتطرف (يميناً)، أييليت شاكيد، فقالت: "إذا نجح نتنياهو في تشجيع نسب التصويت لديه، وأيقظ معاقل الليكود، فإننا سنصل إلى 61 مقعداً. وحسناً سيفعل نتنياهو إذا توقف عن الانشغال بنا وبمهاجمتنا. فنحن حلفاؤه، إن كان لا يتذكر". وقال رئيس (يميناً) ووزير الأمن، نفتالي بنيت: "نتنياهو يُدخل أحزاب اليمين إلى ورطة". وفي أحزاب اليسار أيضاً، شكوا من محاولة مماثلة من حزب جانتس، الذي يحاول الحصول على مقعد أو مقعدين من جمهورهم.
آخر استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات البرلمانية لن تؤدي إلى حل للأزمة الحكومية، وربما ستقود إلى انتخابات أخرى، الرابعة خلال سنة واحدة، خرج رئيس كتلة "كحول لفان"، بيني جانتس، بتحذير إلى الجمهور من "خطة للتشويش على الانتخابات"، يعدّها رئيس معسكر اليمين، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وقال إن "نتنياهو يعمل بطريقة المافيا، ويعرف أنه لن يكسب الانتخابات بالطرق الشرعية، لذلك يخطط لجعلها حرباً قذرة في أدنى المستويات". أما نتنياهو، فواصل حملته السلبية ضد جانتس، وتوجَّه لجمهور اليمين برسالة استغاثة، قائلاً: "قطعنا شوطاً طويلاً، ولم يبقَ لنا سوى الحصول على 3 مقاعد إضافية ونكسب الحكم من جديد ونقيم حكومة يمين صرف".
كانت وسائل الإعلام العبرية قد نشرت آخر استطلاعين للرأي قبيل الانتخابات، يوم الجمعة، يظهران نتيجة واحدة، هي أن أياً من معسكري نتنياهو وجانتس لن يستطيع حسم الانتخابات لصالحه، بالحصول على 61 مقعداً (من مجموع 120)، ولذلك فإن الاحتمال بأن تعاد الانتخابات مرة رابعة سيظل قائماً.
الاستطلاع الأول نشرته جريدة "معريب"، فجاءت نتائجه على النحو التالي: "الليكود" و"كحول لفان" يتساويان بعدد المقاعد، فيحصل كل منهما على 34 مقعداً. ويرتفع معسكر اليمين برئاسة نتنياهو من 55 مقعداً توجد له الآن إلى 57 مقعداً موزعة على: الليكود 34 مقعداً، حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس) 9 مقاعد، حزب المتدينين الاشكناز (يهدوت هتوراة) 7 مقاعد، تكتل أحزاب اليمين المتطرف (يمينا) 7 مقاعد. وأما معسكر جانتس فينخفض من 57 الآن إلى 56 مقعداً، موزعة على: "كحول لفان" 34. تحالف قوى اليسار (العمل – جيشر - ميرتس) 9 مقاعد، "القائمة المشتركة" 13 مقعداً. وأما حزب اليهود الروس (يسرائيل بيتينو)، الذي أعلن زعيمه أفيجدور ليبرمان أنه لن يوصي بأي من المرشحين لرئاسة الحكومة، فقد حصل في هذا الاستطلاع على 7 مقاعد، أي بانخفاض مقعد واحد عما يوجد له اليوم.
نشرت الاستطلاع الثاني جريدة "يسرائيل هيوم" اليمينية بالاشتراك مع قناة التلفزيون اليهودية الفرنسية I - 24""، وهو أيضاً أعطى النتيجة نفسها بالنسبة للمعسكرين: 57 لليمين و56 لجانتس، وأشار إلى أن الحزبين الأكبر في البلاد يتساويان لكن بعدد مقاعد أقل (33:33)، ويعطي للقائمة العربية المشتركة 14 مقعداً.وأشار الاستطلاعان إلى أن الجمهور العام يعتقد أن نتنياهو أفضل من جانتس في منصب رئيس الحكومة، الأول أعطاه نتيجة تفوق 45%: 36%، والثاني أعطى النتيجة 49%: 35%.
واهتم استطلاع "يسرائيل هيوم" وI - 24"" بمعرفة تفسير الجمهور لهذه الأزمة، فسأل: هل غيّرت رأيك من الأحزاب في أعقاب الذهاب إلى انتخابات ثالثة، وكيف؟ فأجاب 69% بأن احترامهم للأحزاب قد انخفض، و27% قالوا إنهم لم يتأثروا. وسُئِلوا كيف ينظرون إلى المعركة الانتخابية فأجاب 44% بأنها وسخة و32% بأنها مملة و9% فقط قالوا إنها محترمة. وعلى السؤال حول عدد الذين غيروا وسيغيرون طريقة تصويتهم، أجاب 88% أنهم لم يغيروا، و12% قالوا إنهم سيغيرون.
سئلوا عن توقعاتهم، فقال 38% إنه ستكون هناك انتخابات رابعة، وقال 31% إنه ستقام حكومة يمين برئاسة نتنياهو، وقال 11% إن حكومة وحدة ستقام بمشاركة نتنياهو وجانتس، و9% قالوا إن جانتس سيقيم حكومة وسط يسار مع العرب. وسئلوا: ما العنصر الأساسي الذي يحسم موقفهم في التصويت لهذه القائمة أو تلك؟ فجاءت الإجابات على النحو التالي: 24% قالوا إن الدافع الأساسي لتصويتهم هو برنامج الحزب، وقال 22% إن الدافع هو شخصية رئيس الحزب، و16% الرغبة في ألا ينتصر الطرف الآخر الخصم، و12% قالوا إنهم يصوتون بناء على المرشحين في القائمة، و6% قالوا إن تصويتهم يتم بناء على الموقف السياسي لأسرهم.
القوائم الانتخابية الثلاثون التي تخوض الانتخابات الإسرائيلية، من المتوقع أن تسقط معظمها. فحسب القانون تحتاج كل قائمة للحصول على 3.25% من الأصوات حتى تعبر نسبة الحسم وتشارك في توزيع المقاعد. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 6 ملايين و453 ألفاً و255 شخصاً، منهم مليون عربي، يصوتون في 10 آلاف صندوق اقتراع. ويحظر القانون الإسرائيلي ممارسة الدعاية الانتخابية قبل 48 ساعة من فتح الصناديق، لكن هذا الحظر لم يعد واقعياً في ظل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي. وقد حذر جانتس من خطر أن يقوم نتنياهو ومساعدوه باستغلال هذه الشبكات لتشويش العملية الانتخابية بغرض تخفيض نسبة التصويت بين الناخبين المعروفين بتصويتهم ضد اليمين.
في تسريبات لوسائل الإعلام قال مقرب من جانتس إنه يخشى من بث دعايات خبيثة عن انتشار فيروس "الكورونا" في الوسط العربي وفي المناطق المعروفة كتجمعات لليسار والوسط، مثل شمال تل أبيب والمدن الغنية. كما يخشى أن يكون اليمين يعدّ ضربات جديدة له من باب تشويه السمعة وبث الإشاعات التي لا يكون مجال للرد عليها في الساعات الأخيرة من المعركة الانتخابية. وقد توجه جانتس إلى نتنياهو مباشرة، قائلاً: "نتنياهو انظر لي في العينين. أنت تفعل كل شيء اليوم باسم هوسك للإفلات من المحاكمة. أنت تكذب، توسخ، تشق الصفوف، تحرض. إنك تسمم إسرائيل. هذه ليست حملة كراهية - هذه جريمة كراهية. وكل هذا من أجل ماذا؟ كي يكسب ابن عمك الملايين في صفقة الغواصات، وأنت تكسب الملايين في الأسهم...؟! بيبي لا يتوقف عند الأحمر".
قصد جانتس بذلك أيضاً أسلوب التحريض الشخصي الذي يتعرض له من نتنياهو. وقال إنه تبين أن مستشاره الاستراتيجي، يسرائيل بيخار، الذي نُشر تسجيلٌ بصوته يقول إن جانتس خطر على إسرائيل لأنه لا يجرؤ على محاربة إيران، وقع في مطب لأحد المقربين من نتنياهو. وقد أقال جانتس هذا المستشار. ورد نتنياهو متسائلاً: "إذا كان الكلام عنك غير صحيح فلماذا أقلتَ مستشارك؟ إننا نعرف أنه ليس الوحيد من المقربين إليك الذي يعتقد أنك لا تصلح رئيساً للوزراء".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.