افتتاح المنتدى الدولى للاتصال الحكومى بالشارقة

افتتح الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، أمس، المنتدى الدولى للاتصال الحكومى 2020، الذى ينعقد فى مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 64 شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين، ونخبة من الخبراء يمثلون 16 دولة عربية وأجنبية، يقدمون 57 فعالية متنوعة بين جلسات حوارية وخطابات ملهمة وورش عمل وجلسات عصف ذهنى ومنصات تفاعلية.
وتتناول الدورة التاسعة من المنتدى، والتى ينظمها المركز الدولى للاتصال الحكومى، التابع للمكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، على مدى يومين، 4 محاور تشمل: ترسيخ ثقافة التفاعل فى الحكومة، والتكنولوجيا كمُمَكِّن للمجتمعات، والاتصال عبر الثقافة، والرفاه الفردى والمجتمعى.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، إنه مع انطلاقة كل دورة من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى نكون قد اجتزنا مرحلة مهمة فى مسيرة بناء منظومة اتصال حكومى متطورة بمفاهيمها وثقافتها وأدواتها ونتائجها، تستجيب لخصوصية الثقافة العربية وتدعم طموحات وأحلام شعوبنا وتعزز علاقتهم بمؤسساتهم الرسمية.
وأضاف: «تمكنت الشارقة من خلال تنظيمها المنتدى من تعزيز دورها الريادى على مستوى المنطقة فى إطلاق ورعاية المبادرات التنموية، التى لها الأهمية البالغة فى رفعة وتطور المجتمعات وتحقيق مساعى التنمية والتقدم والازدهار، والتى رسخت مكانتها قائدةً لتجربة الاتصال الحكومى وراعية لتطورها».
وأوضح أن المنتدى يترجم رؤية وتوجيهات حاكم الشارقة، حول أهمية تطوير وعى الأفراد والمؤسسات على حد سواء وتمكينهم من الأدوات التى تضمن لهم مكانة متقدمة على ساحة الرأى العالمى تليق بالثقافة العربية التى أثرت بمنجزاتها فى ثقافات العالم أجمع.
وقال الشيخ فاهم القاسمى، رئيس دائرة العلاقات الحكومية فى الشارقة، والذى يشارك فى أعمال المنتدى، إن الاتصال الحكومى يشكل جوهر عملنا فى دائرة العلاقات الحكومية فى إمارة الشارقة، حيث تكمن مهمتنا الأساسية فى التواصل مع الجمهور والجهات والمؤسسات على مستوى العالم لبحث سبل التعاون والعمل المشترك فى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها لتحقيق الفائدة للطرفين.
وأشار إلى أن أسلوب الاتصال، بما فيه اللغة والرسائل والأدوات وطريقة طرح القضايا وتبيان العوامل المشتركة بين الأمم والشعوب، يشكل فى مجمله عوامل مهمة فى الوصول إلى الغايات، وهو ما يؤكد أهمية دور المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى رفع كفاءة المؤسسات وتعزيز قدراتها على التواصل.
وأضاف أنه من خلال مشاركتنا سنقدم تجربتنا فى الدائرة، كما سنسلط الضوء على منجزاتها وسنستمع لتجارب غيرنا لنطور من قدراتنا فى عملية الاتصال، فهذه عملية لا نهائية ولا حدود للمعرفة فيها، تتطور وتتغير باستمرار، وتتأثر بالمستجدات المتسارعة على الساحتين المحلية والإقليمية، ما يؤكد أهمية مواكبة آخر العلوم والنظريات المتصلة بها.
وقال طارق سعيد علاى، مدير المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، إن المنتدى الدولى للاتصال الحكومى يجسد مسيرة ناجحة وتجربة مميزة لجهود إمارة الشارقة فى توفير منصة عالمية تجمع المعنيين والمختصين بتطوير قطاع الاتصال الحكومى والتباحث حول التحديات الحالية والمتوقَّعة وسبل تجاوزها.
ولفت إلى أن أجندة المنتدى تتناول العديد من الطروحات والنقاشات والمبادرات والفعاليات الجديدة التى تواكب أهدافه وتطلعاته فى إبراز أهمية الاتصال، باعتباره ضرورة إنسانية لتحقيق تواصل أمثل بين الحكومة والجمهور والجهات الحكومية وأفراد المجتمع، مشددًا على سعى المنتدى لأن يكون هذا التواصل وفق قواعد مهنية ومعايير واضحة وشفافة.
وتحدث الرئيس خوان سانتوس، رئيس جمهورية كولومبيا السابق، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2016، حول مشاركته فى المنتدى، قائلًا: «سأتحدث فى المنتدى عن أهمية قنوات التواصل والحوار فى استدامة السلام بين الشعوب والحضارات، التى تختلف فى طريقة تفكيرها وقيمها ومبادئها».
وقال إنه فى حالة الانقسام التى يشهدها العالم، اليوم، علينا أن نرجح كفة الفكر والحوار على المشاعر، بالإضافة إلى إدراك أننا نعيش فى عالم واحد، مشيدًا بالمنتدى لإسهامه فى تسليط الضوء على التحديات المختلفة التى نواجهها، والتى لن نستطيع التغلب عليها إلا إذا فهمناها جيدًا.
وأوضحت المدير العام السابق لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أن الثقافة تؤدى دورًا رئيسًا فى مواجهة التحديات الراهنة لتحقيق السلام والاندماج الاجتماعى، وأنه فى عصر التنوع الذى نعيش فيه ينبغى لنا تزويد الجماهير بالأدوات اللازمة للحوار والعيش معًا فى المدن المتنوعة، والتعامل مع الهويات والانتماءات المتعددة، والتعرف على الثقافات الأخرى واحترامها، لأهمية هذه الأدوات والممارسات فى تجنب الصراعات وتعزيز الحوار والسلام والتنمية المستدامة، وأتطلع لمناقشة هذا الموضوع المهم خلال المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى الشارقة.
وقالت ميشال جان، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية: «يسعدنى أن أشارك فى المنتدى الدولى للاتصال الحكومى 2020، كمتحدثة رسمية فى فعالياته، ويسرنى أن أُشيد بالتزام حكومة الشارقة بتطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة فى مجال الاتصال الحكومى، وأتطلّع لمشاركة تجاربنا الناجحة فى كندا، والتأكيد على أهمية الوصول إلى المعلومات فى تعزيز التفاعل المجتمعى».
وأشارت جواهر النقبى، مدير المركز الدولى للاتصال الحكومى، إلى أن المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، منذ دورته الأولى عام 2012، أسهم فى دعم آليات التواصل بين الجماهير وحكوماتها على المستويين المحلى والإقليمى، عبر إرساء معايير مهنية مبتكرة، ويتطلع المركز الدولى للاتصال الحكومى، عبر تطوير آلية انعقاد المنتدى فى دورته التاسعة، إلى نشر ثقافة التميز فى الاتصال الحكومى على المستوى العالمى، وتحقيق أكبر فائدة ممكنة من الموضوعات والقضايا التى يتبناها.