أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، مصرع إرهابيين اثنين، فجرا أنفسهما أثناء استهداف دورية أمنية مرتكزة بمنطقة البحيرة 2، بالشارع المقابل للسفارة الأمريكية، ما أسفر عن استشهاد ملازم أول، يدعى توفيق الميساوى، بعد أن خضع إلى عملية جراحية عاجلة، نظرا لإصابته البالغة، فيما أصيب 4 شرطيين آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة وامرأة مدنية بجروح طفيفة أثناء مرورها بسيارتها. وسارعت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى مستشفى قوات الأمن الداخلى بالمرسى، لتلقى العلاج، كما شهدت المنطقة تشديدات أمنية مكثفة بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة التونسية، وقاموا بغلق عدد من المنافذ المؤدية إلى منطقة البحيرة تحسبا لوجود أى عنصر إرهابى آخر، وقاموا بتمشيط الغابات المحاذية، فيما حلقت المروحيات فى سماء المنطقة. وأضافت الوزارة: «تم وضع كل الوحدات الأمنية فى حالة تأهب قصوى لمواجهة أى مخاطر محتملة، والمجلس الوزارى يتابع تطوّرات العملية». ووفقا لشهود عيان لإذاعة موزاييك التونسية، فإن الإرهابيين كانا يستقلان دراجة نارية، وتظاهرا بأنهما يستفسران عن معلومة، قبل أن يفجرا أنفسهما بحزام ناسف. ودعت السفارة الأمريكية فى تونس على صفحتها على «فيس بوك»، إلى الابتعاد عن منطقة الانفجار، واتباع التعليمات الأمنية، موضحة أن عناصر الشرطة تعمل فى مكان الحادث. ووصف النائب عن ائتلاف الكرامة، سيف الدين مخلوف، التفجير الانتحارى، بأنه عمل مخابراتى مفضوح، وأضاف على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تعسا لكل من خطط وسلح ومول ونفذ، ومهما تقترفون مسار الثورة لن يتوقف. وقال وزير الداخلية التونسى، هشام المشيشى، فى مؤتمر صحفى، إن العمليات ضد المجموعات الإرهابية تجرى فى حرب يومية، مؤكدا أن تونس ستواصل حربها على الإرهاب بلا هوادة. وأكد أن القوات الأمنية حاصرت مكان العملية الإرهابية وتُجرى عمليات بحث عن المتورطين والمرتبطين بها، مضيفا أن العملية الإرهابية تزيد الإصرار على مطاردة كل بقايا الإرهابيين. وأشار المشيشى إلى أن العبوة التى استُخدمت فى الهجوم بدائية الصنع، مؤكدا أن التحقيقات تجرى لكشف من تعاون مع الإرهابيَيْن وساعدهما. وأدانت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، الهجوم الإرهابى، ونقل البيان خالص التعازى إلى تونس وأسر الضحايا، مؤكدًا رفض مصر التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وتضامنها مع تونس فى مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.