أسعار الأسماك والخضروات والدواجن.. اليوم 8 ديسمبر    ترامب يعرب عن خيبة أمله لأن زيلينسكي لم يطلع على مقترحه للسلام    مقتل جندى تايلاندى وإصابة آخرين فى اشتباكات حدودية مع كمبوديا    نتنياهو: مفاوضات جنوب سوريا تتواصل مع الحفاظ على المصالح الإسرائيلية    ملفات ساخنة وأحداث مُشتعلة فى تغطية خاصة لليوم السابع.. فيديو    ماسك يشبّه الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية    «قد تفكك الجيش».. إعلام إسرائيلي: تصاعد الأزمة بين كاتس وزامير    الحرس الثوري الإيراني: أي عدوان إسرائيلي جديد سيواجه برد أشد وأكثر قسوة    ميلوني تؤكد لزيلينسكي استمرار الدعم قبيل محادثات لندن    "من يريد تصفية حسابات معي فليقبض عليّ أنا" ..لماذا تعتقل "مليشيا السيسى "شقيق مذيعة في قناة تابعة للمخابرات !؟    حبس عاطل لقيامه بسرقة وحدة تكييف خارجية لأحد الأشخاص بالبساتين    لميس الحديدي: قصة اللاعب يوسف لا يجب أن تنتهي بعقاب الصغار فقط.. هناك مسئولية إدارية كبرى    شئون البيئة: سوف نقدم دعمًا ماديًا لمصانع التبريد والتكييف في مصر خلال السنوات القادمة    الرئيس التشيكي: قد يضطر الناتو لإسقاط الطائرات والمسيرات الروسية    "قطرة ندى" للشاعر محمد زناتي يفوز بجائزة أفضل عرض في مهرجان مصر الدولي لمسرح العرائس    بعد رحيله، من هو الفنان سعيد مختار؟    ترتيب الدوري الإسباني.. برشلونة يتفوق على ريال مدريد ب4 نقاط    مجموعة التنمية الصناعية IDG تطلق مجمع صناعي جديد e2 New October بمدينة أكتوبر الجديدة    كأس العرب - بن رمضان: لعبنا المباراة كأنها نهائي.. ونعتذر للشعب التونسي    أوندا ثيرو: ميليتاو قد يغيب 3 أشهر بعد الإصابة ضد سيلتا فيجو    إبراهيم حسن: محمد صلاح سيعود أقوى وسيصنع التاريخ بحصد كأس أمم إفريقيا    أشرف صبحي: قرارات الوزارة النهائية بشأن حالة اللاعب يوسف ستكون مرتبطة بتحقيقات النيابة    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا «بتاع لقطة»    هل تقدم أحد المستثمرين بطلب لشراء أرض الزمالك بأكتوبر؟ وزير الإسكان يجيب    وزير الإسكان يعلن موعد انتهاء أزمة أرض الزمالك.. وحقيقة عروض المستثمرين    بدون محصل.. 9 طرق لسداد فاتورة كهرباء شهر ديسمبر 2025    استكمال محاكمة سارة خليفة في قضية المخدرات الكبرى.. اليوم    وزير الزراعة: القطاع الخاص يتولى تشغيل حديقة الحيوان.. وافتتاحها للجمهور قبل نهاية العام    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    ياهو اليابانية.. والحكومة المصرية    غرفة عقل العويط    «القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2026    رئيس "قصور الثقافة": السوشيال ميديا قلّلت الإقبال.. وأطلقنا 4 منصات وتطبيقًا لاكتشاف المواهب    كم عدد المصابين بالإنفلونزا الموسمية؟ مستشار الرئيس يجيب (فيديو)    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    كيف يؤثر النوم المتقطع على صحتك يوميًا؟    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة ومضاعفة الحوكمة    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    عاشر جثتها.. حبس عاطل أنهى حياة فتاة دافعت عن شرفها بحدائق القبة    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    الطفولة المفقودة والنضج الزائف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عاطف «المهدور حقه» في «بنت الجيران»: أغاني المهرجانات مثل الأفلام الجنسية (حوار)
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 02 - 2020

حول إيلون ماسك أجواء الشتاء المصري إلى سحابة صيف ملتهبة تحرق كل من يحتمي بها. screenshot لو يعلم «ماسك» نفسه تداعياته لفكر ألف ألف مرة قبل نشره. لكن ولم لا ينشر وهو المغرد الأكبر عن كل منمنمات عمله، بدء بأغنياته حتى أقماره التي ستغطي سماء البشرية.
فجأة، دفعت إحصائية «ماسك» لتطبيق sound cloud مهرجان «بنت الجيران» إلى ذروة الأحداث، فسقط شاكوش وعمر في أيديهما ولم يعد أمامهما سوى التبرؤ من الخطيئة بطلب الصفح من المطرب محمد حماقي، والملحن مدين، الأول غنى «حاجة مستخبية»، والثاني لحنها، وهما «نحتوها»، وهو مفرد يفضله أهل المغنى والطرب.
الاعتذار لم يرض الشاعر والكاتب أيمن بهجت قمر، لاستغلالهما لحن أغنية «حاجة مستخبية» وإعادة كتابة كلمات عليه وتحويلها إلى ما أصبح واقعا بيننا باسم «مهرجان»، تحت مسمى «بنت الجيران»، بل وانتقد الخطوة بشدة وبقوة في جزء من تعليقه: «وهم يعتذروا لحماقي ليه أصلا؟».
أيمن ذهب إلى القول الفصل وعبر عن دهشته لعدم توجيه «الشاكوش» و«العمر» اعتذارا صريحا واضحا لبطل مهم في القصة تم تهميشه نتيجة «جهل وعدم دراية»، حسب أيمن نفسه، الذي أشار بوضوح إلى حق الشاعر الغنائي محمد عاطف المهدور، وهو المؤلف الأصلي لأغنية «حاجة مستخبية»، شهيدة المهرجانات.
السحابة الصيفية ألهت الجميع؛ صحافة وبرامج ومتلقين عن مؤلف الأغنية؛ رغم أنه أحد أبطال القصة وأحد أضلاعها الرئيسية الذي يقف صفا بصف مع الملحن مدين والموزع أحمد إبراهيم، ومهندس الصوت محمد صقر، وحماقي، وأخيرا «نجوم ريكوردز» الشركة المنتجة.
الشاعر محمد عاطف، لم يعلق على سرقة أغنية شارك في صناعتها منذ بداية الأزمة، مكتفيا ببعض المنشورات عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لينفث عما يجول بخاطره كلما ارتفع سقف «الإسفاف»، حسب وصفه.
الشاعر محمد عاطف، عبر خلال حواره مع «المصري اليوم»، عن دهشته من تعامل الإعلام بإيجابية مع أغنية «تحمل كلماتها إسفافا يكفي لفساد أجيال»، مؤكدا أن سرقة الألحان أمر سيتكرر كثيرا الفترة المقبلة ولن يقف على سرقة أغنية، لأن الاعتذارات ستكون في انتظار ضغطة زر لنشرها أمام ملايين على مواقع التواصل التي تنتظر جديدا كل يوم، وإلى نص الحوار.
■ متى اكتشفت سرقة أغنيتك «حاجة مستخبية» واستخدام لحنها في «مهرجان بنت الجيران»؟
- منذ يومها الأول بالطبع، لأنني وبحكم عملي متابع جيد لكل ما هو جديد.
■ هل لك أن تصف لي شعورك؟
- للأسف شعرت بإحباط شديد، خاصة أنها لم تكن أول أغنياتي التي يتم السطو عليها، وسبق وسرقت أغنيات لي في اليونان وتركيا وإيران، وبالطبع شعرت باستياء أكبر عندما استمعت إلى الكلمات.
■ وما التصرف الذي اتخذته حينها؟
- في البداية اتصلت بمحمد حماقي وأكدت له عدم رضائي عما يحدث، وطالبته بضرورة اتخاذ إجراء قانوني ضد المغنيين، وبعدها تواصلت مع «مدين» ملحن الأغنية وعبرت له عن استيائي، وكان بدوره مستاء بالطبع.
ما يحدث «حرام فعلا»، فما معنى أن يستولى شخص ما على لحن ما، خاصة ولو لأغنية ناجحة، ليعيد كتابة كلمات تحمل من الإسفاف ما يكفي لإفساد جيل، ويحرض على إدمان المخدرات ومشاجرات الشارع، «ده حتى وصف الكلمات للبنت في المهرجانات مليان قبح شديد».
■ حسن شاكوش أكد في أحد اللقاءات تلقيه اتصالا من حماقي لتهنئته على نجاح الأغنية؟
- حماقي خلال اتصالي معه وبعد مطالبتي له بضرورة اتخاذ إجراء قانوني قال «عديها يا عاطف إحنا الكبار برضه»، لكن بعيدا عن هذه النقطة، في رأيي أن شركات الإنتاج بشكل عام ستكون الخاسر الأكبر فيما يحدث، لأنها تصرف مبالغ طائلة لتطرح أغنية واحدة، سواء في استعانتها بشاعر وملحن وموزع ومهندس صوت محترفين، ثم موسيقيين وحجز استديو، ثم بعد كل تلك الخطوات يأتي شابان أو أكثر لهدم كل هذا المجهود في غرفة تحت بير السلم ب400 جنيه مثلا، وهذا اعتداء صريحا.
■ وكيف كان رد فعلك عندما وجه شاكوش وعمر اعتذارهما لحماقي ومدين ولم يذكرا اسمك رغم أنك شريكا أساسيا في «حاجة مستخبية»؟
- أولا، أشباه شاكوش وعمر لا يعيان القانون أو بنود حقوق الملكية الفكرية، «هم مش فاهمين» ولا يدركان أن الاعتذار من المفترض أن يوجه إلى الشاعر والملحن والموزع ومهندس الصوت والموسيقيين وشركة الإنتاج والمطرب، «هم فاهمين إنهم خدوا لحن والأغنية بتاعة فلان فنعتذر للمطرب والموضوع خلص»، لا يوجد وعي بالقانون طبعا.
ثانيا، لم أكن لأقبل بهذا الاعتذار من الأساس، خاصة أننا كشعراء لدينا رسالة أمام الله نحاول من خلالها الارتقاء بمشاعر وأحاسيس البشر باستخدام مفردات مهذبة ولغة لا تخدش الحياء، لكننا لا نحرض أبدا على مشاجرات الشارع وشغل العصابات، ومن غير المعقول أن أكتب في أغنية «إنت لو سبتيني هشرب خمور وحشيش»، هل يصلح أي شخص ليكون قدوة وهو يردد هذه الكلمات؟
وأضاف ساخرا: «ده حتى مفيش فكر، في شاب يقول كده لواحدة المفروض إنه بيحبها، ده يبقى أهبل قدام الناس».
■ لكن الواقع يقول إن الأغنية نجحت رغم كل ما ذكرته من انتقادات.
- في الحقيقة أشعر بدهشة كبيرة، ومتعجب من نجاحها في الشارع بهذه الطريقة وبترحيب وسائل الإعلام بها وبمن غناها، «يعني لحن مسروق وكلام مسف وبرضه البرامج تستضيفهم.. والله مش قادر أفهم التركيبة».
■ لا يمكن إنكار أن الأغنية تحولت إلى ظاهرة ولهذا استضافت البرامج أصحابها.
- سبق وتابعت حلقات كاملة لشاكوش وعمر، والغريب عدم تتطرق أي إعلامي استضافهم إلى سرقة لحن أغنية «حاجة مستخبية»، وكأن الحكاية عادي، وبالمناسبة الاعتذار المصور منهما لم يفكرا فيه إلا بعد علمهما بنية «مدين» في تحريك دعوى قضائية ضدهما.
■ هل تقصد أن الإعلام اهتم بالظاهرة وتجاهل حقوق صناع أغنية «حاجة مستخبية»؟
- الإعلام لم يتطرق لنقطتين غاية في الأهمية، الأولى اللحن المسروق بالطبع، أما الثانية فهي الكلمات القبيحة «هو الكلام اللي بيتقال في الأغنية ده محتاج مناقشة عشان يتقال عليه مسف ولا لأ.. فيه إيه يا جماعة؟».
■ من وجهة نظرك، هل ترى أن كل كلمات أغاني المهرجانات سيئة أم هناك أغنية سبق وحازت إعجابك؟
- في الحقيقة لا أعلم مصدر كلمة مهرجان من الأساس، أو كيف جاء تصنيف أغنية بهذا الاسم، هل يقصدون لأنهم 3 أو 4 أفراد يغنون معا فيصبح مهرجانا مثلا؟ هل هذا يعني أن أي «ديو» أو «تريو» يصبح مهرجانا؟ «إذا كان كده يبقى أغنية (عبدالقادر) للشاب خالد ورشيد طه وفضل دي مهرجان وإحنا منعرفش»، أم يقصدون بالمهرجان مثلا أغنية ذات إيقاع ثابت غير متغير يضاف له بعض الأصوات الموسيقية؟ لا أعلم في الحقيقة.
المشكلة الأكبر أن كل من يغنون هذه المهرجانات أصواتهم لا تصلح للغناء من الأساس، بدليل عدم تحقيق أي شخص منهم لنجاح شعبي عام يذكر باستثناء «بنت الجيران».
النقطة المهمة هي ضرورة أن يستوعب هؤلاء أن «الموضوع مش إن صوتي حلو وخلاص»، الفكرة في الوعي والثقافة واختيار الألحان والكلمات والرسالة، لأنك تخاطب الأطفال قبل الكبار، وأيضا الفكرة ليس لها علاقة بأن أي شخص يبحث عن فرصة فيقرر غناء هذه المهرجانات ويقول «ألزق في الناس دي شوية وبعد كده أغير اتجاه.. مكنش حد غلب».
■ لكن محمد رمضان نجح بالطريقة نفسها التي ترى أنت أنها غير صالحة.
- محمد رمضان ممثل يؤدي أغنيات في وقت فراغه ليتحدث عن نفسه ويرسل رسائل لأشخاص يعرفهم هو وحده، وهذه ليست تجربة فنية يمكن القياس عليها بأي شكل من الأشكال، هو حر، «يعمل أغنية (أنا الملك)، (أنا مافيا)، (أنا المعلم الكبير قوي)، كل واحد حر»، لكن ورغم ما تقوله، لم أسمع من قبل عن جهة أو شخص يتهم محمد رمضان بسرقة لحن أو أغنية أو توزيع.
وهناك نقطة مهمة أخرى يجب التطرق إليها بما أنك ذكرت «رمضان»، نجاح محمد رمضان غير حقيقي، وكل العاملين بالوسط الفني على يقين من أنه يشتري مشاهدات قناته على «يوتيوب»، لكن المشكلة أن الشعب المصري شغوف بشيء اسمه نسب المشاهدة، ويقيس نجاح أي أغنية أو فيلم بهذا المقياس الفاسد، النجاح يقاس بالجودة وبالرسالة أو ما يطلق عليه اختصارا الفن الهادف.
■ أنت متمسك بعدم نجاح المهرجات رغم شعبيتها الكبيرة في الشارع.. هل هذا إنكار أم تأثرا بسرقة «حاجة مستخبية»، وأرجو ألا تنسى أن حمو بيكا مثلا مطلوب في السوق بدليل تباهيه الدائم بشراء سيارة جديدة كل فترة.
- نجاح هذه المهرجانات يعود لأربعة أسباب، أولا، لم تعد هناك حصص موسيقى في المدارس كما تعلمنا صغارا، أبنائي مثلا في مدارس لغات ولا يدرسون موسيقى ولا يتعلمون العزف على أي آلة، فما الذي تنتظره من جيل لم يستطعم الموسيقى في صغره؟
ثانيا، الإنتاج الموسيقي انخفض كثيرا خلال العشر سنوات الماضية، ومعظم المطربين يكتفون الآن بأغنية منفردة «سنجل» كل شهرين، ولم تعد هناك شركات إنتاج كما كان، ولا يوجد مطرب لديه القدرة على المغامرة لتنفيذ ألبوم غنائي كامل إلا من رحم ربي.
ثالثا، شاكوش ومن مثله ينفذون أغنياتهم بمبالغ زهيدة جدا، الأغنية لا تتكلف أكثر من 400 جنيه مثلا، ولذلك ينتجون أغنية كل 3 أيام، والجمهور كما هو معروف يبحث عن أي جديد، وهذا حقه بالطبع.
والمشكلة إن بعد يناير 2011 اكتشفنا نماذج كثيرة جدا كانت موجودة في المجتمع لكننا لم نكن لنعلم عنها شيئا ولم نكن لنراها، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، «إحنا مكناش واخدين بالنا من الفئة دي خالص».
رابعا، من يعيش بين الضوضاء والتلوث السمعي الموجود في المناطق العشوائية لن يرضيه سوى هذا النوع من الفن للأسف، لأنه لا يسمع طوال اليوم سوى بائعين أصواتهم سيئة ينادون على بضاعتهم في ميكروفون «بايظ»، أو مشاجرة بين جيرانه يقال فيها أقبح الألفاظ، فهؤلاء لا يعيشون في بيئة صالحة.
هناك مثل يقول «قولي بتسمع إيه هاعرف هاتقول إيه، ومش معقول هابقى قاعد في بيئة زي دي ومش هاطلع دوشة»، أضف إلى ذلك أن الممنوع مرغوب وكل هذه الأغاني لا تمر على الرقابة، «أعتقد إن لو فيه فيلم جنسي لم يمر على الرقابة ومحدش وقفه واتعرض في السينمات هايحقق إيرادات ضخمة جدا.. ليه لأن الممنوع مرغوب».
■ هل تشبه أغاني المهرجانات بالأفلام الجنسية؟
- بالطبع، بما أنها لا تمر على رقيب فهي مثل الأفلام الجنسية التي تدخل بيوتنا ويتم طرحها على الجمهور وتصبح متاحة للجميع، وبالتأكيد هذا النوع سيكون له مشجعين لعدم وجود رابط أو حاكم.
■ ألا ترى أن قانون الملكية الفكرية وحقوق المؤلف لا يزال عاجزا عن حماية المصنفات الفنية في مصر رغم المحاولات التي قام بها البعض طوال السنوات الماضية؟
- لا يجوز أن نستخدم كلمة فشل أو عجز، «الناس في مصر بتعمل اللي عليها في حدود الإمكانيات البسيطة المتوفرة لهم»، جمعية المؤلفين والملحنين أو نقابة الموسيقيين إمكانياتهم وأجهزتهم بسيطة جدا، حتى مساحات المقار الخاصة بهم عن شقق «ياريتها أدوار كاملة حتى»، في أوروبا وأمريكا هذه الكيانات تحتل مباني كاملة ومتوفر لها كل الأدوات التي تساعدها على تحقيق هدفها، ولذلك فهي ناجحة جدا على مستوى الموسيقى والمسرح والأفلام.
■ إذن لنعدل السؤال، إلى متى يظل قانون حقوق الملكية الفكرية في مصر عاجزا عن حماية المصنفات الفنية نظرا للإمكانيات الضعيفة؟
- «فيه حماية منقدرش نقول مافيش حماية»، لكن للأسف تتم بشكل بدائي على قدر المتاح، وللأسف هناك قنوات فضائية كثيرة جدا تدخل بيوتنا غير مصرح بها تعرض أفلاما وأغنيات قبيحة.
■ هل تعتقد أن الاعتذار المقدم من شاكوش وعمر كمال سيحد من سرقة الأغنيات أم سيكون عاملا تشجيعيا باعتبار أن «ديتها معروفة ونبقى نعتذر»؟
- المشكلة إن شاكوش وعمر أصبحا قدوة وسيشجعان غيرهما على سرقة أي أغنية وإعادة كتابة كلمات عليها وتنجح وتحتل المركز الثاني عالميا، «والناس تصقف ويقولوا برافو والبرامج تستضيفهم»، وهذا كمن سرق أموالا من محفظتي وصرفها ثم قال لي آسف في فيديو.
■ هذا يعني أنك تعتقد باستمراره؟
- «طالما عدت يبقى هايستمر».
■ بعيدا عن حماقي.. هل فكرت ومدين وأحمد إبراهيم في اتخاذ أي إجراء بالتعاون مع «نجوم ريكوردز» أم ستحترمون رغبة حماقي؟
- من حق الشركة مقاضاة شاكوش وعمر وحذف الأغنية من يوتيوب والحصول على تعويض مادي وقد يصل الأمر إلى الغرامة والحبس وغلق المنشأة التي أنتجت تلك الأغنية، وعن نفسي سأتابع مع شركة «نجوم ريكوردز» لأنها شركة محترمة جدا في تعاملاتها.
■ هل تعتقد أن يعود الإنتاج الموسيقي في مصر إلى سابق عهده؟
- الأمر يستغرق بعض الوقت، لكن إحساسي كعنصر فني أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات كثيرة لأن العجلة بدأت تتحرك مرة أخرى لأول مرة منذ 2011.
النقطة الأخرى، أن بعض المنتجين يقولون إن مكاسبهم المادية لم تعد كما كانت في عصر «الشرايط»، ولهؤلاء أقول إن الفترة التي يتحدثون عنها لم يكن بها سوى قناتين تلفزيون فقط، وحفلات في السندباد ونادي الشمس وكوكي بارك، أما الآن فمصادر الدخل متعددة وكثيرة، قنوات فضائية ليس لها حصر، حفلات في المدارس والجامعات، برامج وأفلام طويلة وقصيرة والمجال مفتوح، فالعملية غير مقتصرة على مصادر دخل محددة، أضف إلى ذلك مكاسب «يوتيوب وفيس بوك»، باختصار أي منتج لديه رغبة حقيقية في العمل سيعمل، ومن يريد الاستسلام والبكاء على الماضي فهو حر.
أيضا فيما يخص الأغنية السنجل، هناك فرق كبير بين مطرب يقدم أغنية واحدة بإحساس معين قد لا يتوافق مع شريحة كبيرة من الجمهور، وبين مطرب يقدم ألبوم كوجبة دسمة ينقل من خلالها حالته الموسيقية شكل كامل.
«لما مطرب يعمل سينجل مهما كان المستمع بيحبه وارد إن يكون مزاجه مش جاي مع أغنية دراما وبالتالي مش هايسمعها ولا هاتعلق معاه، والعكس لو بعمل أغنية حب وهو مش عايش حالة حب برضه مش هايسمعها»، ولذلك أرى أن الألبوم وجبة دسمة ضرورية، وأنصح أي فنان كبير أو صغير بضرورة طرح ألبوم كامل حتى ينقل للجمهور حالته من خلال 8 أو 10 أو 12 أغنية، لأن الجمهور عندما يتعرف على الحالة الفنية للمطرب المحبب له سيعيش معه بالسنين.
■ لكن هذا الكلام وإن كان صحيحا فنيا لكنه يتعارض مع حالة السوق، بدليل استمرار توجه المطربين إلى التمثيل لعل آخرهم هيثم شاكر.
- لا يتعارض طبعا، أي فنان حر إنه يخوض أكثر من تجربة، الفن غير مقتصر على أن يكون الفنان مغني فقط أو ممثل فقط، الفن حر، وأي فنان يمتلك ملكة التلحين والتمثيل والتوزيع والكتابة عليه خوض التجربة، لأن الفن حر، لكن النقطة الأهم هي تقبل الجمهور لما يقدمه، فإذا تقبل الجمهور منه تجاربه فليستكمل، وإذا لم يتقبله فعليه بعدم تكرار التجربة، وأعتقد تجربة تمثيل تامر حسني خير دليل.
■ هل استمعت إلى ألبوم آمال ماهر وعمرو دياب؟
- ألبوم عمرو دياب جيد جدا، واستمعت إلى أغنية واحدة فقط لآمال ماهر وكانت جيدة جدا، وأعتقد الفترة المقبلة سيكون هناك أشكالا موسيقية جديدة جدا، ومعظم الألبومات التي أشارك في كتابة أغنياتها حاليا تتضمن موسيقى وألحان وكلمات مختلفة.
■ بمناسبة رامي جمال وألبومه الأخير أيضا الذي شاركت في كتابة بعض أغنياته، ما رأيك في حالة الحب التي رافقته حين أعلن عن أزمته المرضية؟
- رامي من الشخصيات المحترمة جدا وقلبه أبيض وفنان كبير، ويستحق أكثر مما تلقاه من حب، جمهوره يحبه ورد له الحب بالحب على قرار اعتزاله، وفي الحقيقة لا أرى أن هذا سببا لاعتزال فنان له جمهور عريض، هناك ملايين يعيشون هذه الأزمة يوميا ومن المفترض ألا يستسلم الإنسان سواء كان فنانا أو موظفا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.