شاركت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة في مراسم افتتاح فعاليات الدورة 64 من معرض بلجراد الدولي للكتاب بصربيا الذي تحل مصر عليها كضيف شرف، وذلك مع نظيرها الصربي فلادان فوكوسافليفيتش ووزير العمل بالبلاد زوران جورجفيتش، عمدة بلجراد زوران رادويشيتش، بحضور السفير عمرو الجويلي سفير مصر في صربيا وأعضاء الوفد المصري المشارك في الفعاليات من قيادات وزارة الثقافة، وهم الدكتور هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب، الفنان خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتورة هبة يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية . ثم توجه الحضور لافتتاح الجناح المصري الذي يحمل شعار تاريخ ثقافي ورؤى متعددة ومستلهم تصميمه من فن عمارة المعابد الفرعونية ليعبر عن طابع الحضارة العريقة التي نجحت في إثراء التاريخ الإنساني وما زالت تلفت أنظار العالم حيث تم عزف مقطع من موسيقى أوبرا عايدة احتفاء بمصر. وخلال الافتتاح تقدمت «عبدالدايم» بالشكر للمسؤولين عن معرض بلجراد الدولي للكتاب على دعوتهم لمشاركة مصر كضيف الشرف لهذه الدورة والتي مثلت الإيمان بقدرة القوى الناعمة على إجراء حوار مثمر يهدف إلى توطيد وتعزيز العلاقات بين مختلف الشعوب، وأضافت أن الحضور المصرى يعبر عن الحراك الإبداعي في الوطن، كما جاء ضمن توجهات الدولة المصرية الرامية إلى تلاقي الثقافات وحوار الحضارات بهدف إعلاء القيم السامية، مشيرة إلى أن مصر الحديثة تجذب الانتباه بما تسطره من واقع جديد تلعب خلاله الثقافة دوراً اساسيا في بناء الإنسان وتشكيل الوعي وترسيخ الهوية، وهذا ما يتجلى في اهتمام القيادة المصرية ببناء مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة التي ستكون منارة تضاف إلى منارات مصر الثقافية، ولفتت إلى أهمية الثقافة والفنون باعتبارهما عنوان الحضارة والمسار الأمثل لبناء الإنسان والمجتمعات والوسيلة الفاعلة لتأصيل مبادئ الحق والخير والجمال، وأوضحت أن الوان التوجهات الإبداعية المصرية التي تحتضنها الفعاليات تسعى إلى فتح أفاق معرفية جديدة تعمل على تقوية الصلات بين الشعبين . قال وزير الثقافة والإعلام فلادان فوكوسافليفيتش في كلمته إن مصر دولة صديقة وتتميز بالتنوع والتعدد الثقافي، وأضاف أن العلاقات المصرية الصربية تشهد تطورا ونموا ملحوظا حاليا، لافتا إلى التطور الثقافي والاجتماعي لأكثر من خمسة آلاف عام الذي جعل الحضارة المصرية العلامة الأكثر رمزية للتراث الثقافي العالمي، ووصف مصر بأنها دولة التاريخ الغني الذي ولد فيها التراث الإنساني، مؤكدا أن المشاركة المصرية في معرض الكتاب فرصة جيدة لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين. ومن جانبه رحب عمدة بلجراد زوران رادوجيتش بالحضور، وأكد أن الثقافة المصرية الخصبه ستفتح أبوابها هذا العام أمام زوار معرض بلجراد من خلال سلسلة من الأنشطة المخطط لها، وأضاف أنها فرصة ممتازة للمواطن الصربي للتعرف على الكتاب المصريين والمشاركة في ورش العمل الإبداعية، لافتا إلى أنها خطوة هامة نحو دعم وتعميق التقارب بين البلدين. فيما قال الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن الكتاب هو الصديق الذي نستودعة أسرارنا فيستودعنا وعيه، وأضاف أن الكتاب ذلك الكائن الذي عرفته حضارتنا منذ فجر التاريخ فكانت مصر واحدة من أقدم مواطن الكتابة، كما صارت في العصر الحديث تمتلك واحدًا من أهم معارض الكتاب في العالم والأهم في الوطن العربي، وأشار إلى تفعيل أطر تعاون بين مصر وصربيا بدأت منذ عام في معرض القاهرة الدولي شارك خلالها ممثلو الدولتين في وضع خارطة ثقافية نجح ما تم تحقيقه منها في التعبير عن بعض امالنا في تقاسم عمل ثقافي طموح تدعمه أسس راسخة تنظر إلى مدى مستقبلي مشرق. ثم قامت وزيرة الثقافة بتسليم الدروع التذكارية إلى نظيرها الصربي، وعمدة بلجراد، إضافة إلى إهداء بعض الكتب المصرية التي ترجمت إلى الصربية وهي ملكات مصر للدكتور ممدوح الدماطي، سوق الله للكاتب طارق الطيب، صربيا بعيون مصرية للسفير عمرو الجويلي. ثم شهد الحضور عرضا لفرقة باليه أوبرا القاهرة التي أبهرت الجمهور في المسرح الوطني التاريخي ببلجراد تضمن عددا من اللوحات الفنية التي عبرت عن الحضارة والتراث المصري .
