روائع «العندليب» في «موسوعة أغانى»

من حق مُحبى فن «العندليب الأسمر»- الذين أهداهم المؤلف والباحث عمرو فتحى كتابه «موسوعة أغانى عبدالحليم حافظ»- أن يَهنأوا ويسعدوا بهذا العمل التوثيقى، الذي «يجمع شمل» أكثر من 378 أغنية تغنى بها عبدالحليم حافظ.
6 سنوات استغرقها صاحب الموسوعة في البحث وجمع المعلومات من المكتبات والكتب والدوريات، من أجل توثيق وتدقيق التراث الفنى للعندليب الأسمر، لتكون موسوعته هي الأولى من نوعها التي تأخذ الجمهور في رحلة فنية مشوقة لكى يعرف منها حكاية كل أغنية، بما في ذلك أغان نادرة قد لا يعرفها أغلب محبيه.
رتب الباحث الأغنيات بحسب سنوات وتواريخ تقديمها للجمهور لأول مرة، حيث يبدأ الكتاب بسنة 1951، العام الذي اعتمد «عبدالحليم» فيه مغنيًا بالإذاعة في 11 فبراير 1951، وينتهى بسنة 1981، رغم أن العندليب توفى في العام 1977، حيث خصص فصلًا يحكى فيه قصة أغنية «حبيبتى من تكون» التي ظهرت ذلك العام.
تبدأ الموسوعة بسنة 1951، وأغنية «ذكريات»، التي قدمت لأول مرة يوم 5 مارس 1951، وغناها باسمه الأصلى «عبدالحليم شبانة». ويرى المؤلف أنها بداية أولى مراحل حياة عبدالحليم الفنية، الممتدة في الفترة من 1951 واستمرت حتى 1954، واتسمت بالأغنيات القصيرة، ومشاركته في برامج غنائية للإذاعة، حيث غنى 24 أغنية لحنها كلها المايسترو عبدالحميد توفيق زكى، الذي أسس فرقة «الأنغام الذهبية» بالإذاعة المصرية.
ومن المعلومات المذكورة عن الأغنية أن «عبدالحليم» كان وقتها عازفاً للأبوا في الإذاعة، واستعان به «زكى» لغناء الأغنية، بدلاً من زميله بالفرقة كارم محمود، الذي لم يستطع الحضور لتسجيل الأغنية وكانت أغنية: «شكوى»، هي أول أغنية يغنيها عبدالحليم حافظ من ألحان كمال الطويل، في عام 1951، وهى أول أغنية يغنيها باسمه الفنى بدلًا من اسمه الأصلى «عبدالحليم شبانة». وفى نفس العام كانت أول أغنية يغنيها من ألحان محمد الموجى بعنوان «غنى يا بلبل».
في عام 1953 قدّم عبدالحليم «صافينى مرة»، وهى أول تعاون فنى بينه وبين زميل دراسته على إسماعيل موزعاً. وهى الأغنية التي قال عنها عبدالحليم: «هى اللى أدارت رؤوس الناس علشان يعرفوا مين ده اللى بيغنى».
في عام 1954 ظهرت أغنية «على قد الشوق»، التي حققت نجاحا جماهيريا باهرا، وقال عنها عبدالحليم: «هى اللى خلت الناس تعرف عبدالحليم حافظ، تعرف اسمه، وتعرف ملامح صوته».
دفع نجاح الأغنية شركة «أفلام عمارة» لإنتاج فيلم «لحن الوفاء» أول أفلام عبدالحليم عام 1955. وقد غنى عبدالحليم في الفيلم أغنية باسم الفيلم من ألحان رياض السنباطى، في التعاون الأول بينهما، حيث لم يكن السنباطى مقتنعا بصوت عبدالحليم. في العام نفسه كانت أول مشاركة غنائية مع شادية عبر أغنية «تعالى أقولك»، كما أنها أول أغنية يغنيها من ألحان منير مراد، الذي اتسمت ألحانه بالمرح والحيوية. أما أول أغنية يغنيها عبدالحليم من كلمات الشاعر حسين السيد، وأول أغنية يغنيها من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب فهى «توبة إن كنت أحبك تانى»، عام 1955. وشهد العام نفسه غناء عبدالحليم لأول مرة من كلمات الشاعر مأمون الشناوى في أغنية «حلفنى».
أما أول غناء لعبدالحليم من كلمات صلاح جاهين فكان أغنية «إحنا الشعب»، عام 1956، وهى أول أغنية لعبدالحليم تحظى بشهرة وتقدير، وبسببها لفت الانتباه كمطرب يغنى للثورة، كما أنها بداية تعاون مؤثر بين الثلاثى (عبدالحليم وجاهين وكمال الطويل)، الذي أحدث ثورة في تطور الأغنية الوطنية من الأغنيات التي ظلت مجهولة لعقود أغنية (زين النوادى)، التي قدمها عام 1957 في حفل اليوبيل الذهبى للنادى الأهلى. وذكر عبدالحليم في مقدمة الحفل أنه كان في جدة وقت إعلان النادى الأهلى عن الاحتفال، فكتب الأمير عبدالله الفيصل- وهو عضو بالنادى- هذه القصيدة في عشر دقائق ليهديها للنادى الأهلى، وكلف عبدالحليم بأن يطلب من محمد الموجى أن يلحنها ليغنيها في هذ الحفل بتاريخ 29 مايو 1957. في العام نفسه كان أول تعاون بين عبدالحليم وبليغ حمدى بأغنية «تخونوه»، وهى الأغنية التي كانت ستغنيها ليلى مراد، وتنازلت عنها لحليم. في عام 1959 قدم أغنية «حبك نار»، والتى واجه عبدالحليم بسببها اتهامًا بأنه يشيع الحزن والميوعة في أغانيه. وتسببت أغنية «بأمر الحب»، عام 1961، في خصام بين الموجى وعبدالحليم، لمدة 4 أشهر، بسبب رغبة الأول في رفع أجره وعدم مساندة الثانى له وفى العام التالى 1962 كان غناؤه قصيدة «لا تكذبى»، لتكون أول أغنية يغنيها من كلمات الشاعر كامل الشناوى. بينما كانت أغنية «التوبة»، عام 1966، أول تعاون له مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، وفى العام نفسه كان اللقاء الأول مع الشاعر محمد حمزة عبر أغنية «سواح»، فيما شهد عام 1973 أول تعاون مع الشاعر نزار قبانى بأغنية «رسالة من تحت الماء».