«ترامب» يبحث شراء أكبر جزيرة فى العالم لمواجهة روسيا والصين

كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يريد شراء جزيرة جرينلاند بالقطب الشمالى، التابعة للدنمارك، نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، بهدف توسيع الوجود العسكرى الأمريكى هناك، حيث طلب ترامب من المستشار القانونى للبيت الأبيض بحث الموضوع من الناحية القانونية، فيما انقسم مستشارو ترامب حول الأمر واعتبره فريق منهم ذا جدوى اقتصادية، بينما اعتبره آخرون «نزوة عابرة» للرئيس ترامب الذى سيزورها فى غضون أسبوعين.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر المنطقة القطبية الشمالية ذات أهمية متزايدة لمصالح الأمن القومى الأمريكى، إذ قال وزير الخارجية، مايك بومبيو فى مايو الماضى، فى خطاب ألقاه فى فنلندا: «هذه هى لحظة أمريكا للتواجد كدولة فى القطب الشمالى.. لقد أصبحت المنطقة ساحة للقوة والمنافسة العالمية».
فى المقابل، قال وزير خارجية جرينلاند، آنى لون باجر، إن الجزيرة الدنماركية ليست معروضة للبيع. وأضاف: «نحن منفتحون على التجارة لكننا لسنا للبيع».
فيما اعتبر رئيس الوزراء الدنماركى السابق لارس لوكه راسموسن، الخبر مجرد «كذبة إبريل وجاءت فى غير موعدها تماما».
وتسعى الولايات المتحدة للتواجد فى جرينلاند التى تتمتع بحكم ذاتى، لمواجهة أى تحركات من جانب روسيا والصين فى القطب الشمالى، حيث أعلنت الأخيرة أنها على وشك أن تصبح دولة قطبية شمالية، ودافعت عن رغبتها فى «طريق حرير قطبى» لنقل البضائع الصينية من آسيا إلى أوروبا عن طريق البحر، كما سعت لتمويل بناء 3 مطارات فى جرينلاند، ما أثار قلق وزير الدفاع الأمريكى آنذاك، جيم ماتيس، لذا أثار البنتاجون الأمر مع الدنمارك بأنه يتعين عليها تمويل المنشآت بنفسها وليس بالاعتماد على بكين.
وتعود أهمية جرينلاند بالنسبة لواشنطن لعام 1867، حيث درست الخارجية الأمريكية وقتئذ إمكانية الحصول على الجزيرة، كما عرض الرئيس الأمريكى هارى ترومان على الدنمارك بعد الحرب العالمية الثانية 100 مليون دولار مقابل التخلى عن جرينلاند، ولكن الدنمارك رفضت.
وأنشأ «البنتاجون» قاعدة ثول الجوية أقصى شمال جرينلاند عام 1951 كمحطة للدفاع الصاروخى خلال الحرب الباردة، بسبب وقوعها فى منتصف الطريق بين أمريكا وأوروبا الشمالية وقربها من الاتحاد السوفيتى السابق.
وتقع جزيرة جرينلاند شمال المحيط الأطلسى، وتبلغ مساحتها 2.2 مليون كيلومتر مربع، منها 1.7 مليون كيلومتر مغطاة بالجليد، ولديها موارد طبيعية كبيرة، مثل الفحم واليورانيوم، و0.6% فقط من أراضيها تستخدم للزراعة، ويبلغ عدد سكانها حوالى 58 ألف نسمة.