هجوم «ديمقراطي» على ترامب بعد مطالبته نائبات بالكونجرس بالرحيل

تعرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى موجة انتقادات ديمقراطية حادة، بعدما دعا عضوات ديمقراطيّات فى مجلس النوّاب الأمريكى، من أصول أجنبيّة، لم يُسمّهن، إلى «العودة» من حيث أتين، ما دفع مسؤولين ديمقراطيين كبارا إلى وصفه ب«العنصرى» المصاب برهاب الأجانب، بينما طالبت النائبة الأمريكية من أصل فلسطينى رشيدة طليب ببدء إجراءات عزل «الرئيس الفاشل»، وقالت: «هل تريدون ردا على فشل الرئيس، الذى لا يحترم القانون؟ إنه الأزمة، أيديولوجيته خطيرة، يجب عزله».
وأشار ترامب، فى تغريدة على «تويتر»، إلى «عضوات الكونجرس الديمقراطيّات التقدّميات»، وكتب ترامب أن «عضوات كونجرس ديمقراطيات تقدميات أتين إلى الولايات المتحدة من الدول التى تعد حكوماتها كارثة كاملة، وهى الأسوأ والأكثر فسادا فى العالم كله، يعلمن حاليا الناس فى الولايات المتحدة، التى تعد أعظم وأقوى دولة فى العالم، كيف يجب أن تحكم الحكومة!»، وأضاف: «ليذهبن إلى أوطانهن ويساعدن فى إعادة إعمار الأماكن المدمرة بالكامل والمليئة بالمجرمين، ثم يمكنهن أن يصلن إلينا وأن يعرضن لنا ما الذى يجب عمله، أعتقد أن رئيسة مجلس النواب، نانسى بيلوسى، ستكون سعيدة باحتمال تنظيم رحلات مجانية لهم»، وكان نُقِل عن ترامب العام الماضى وصفه دولاً إفريقيّة بأنها «أوكار قذرة»، إضافة إلى كلامه عن «غزو» المهاجرين غير القانونيين. وبدا أنّ ترامب يقصد مجموعة من النائبات الشابات المتحرّرات اللواتى دخلن مجلس النواب للمرة الأولى، أمثال ألكسندريا أوكاسيو- كورتيز من نيويورك، والنائبة عن مينيسوتا من أصل صومالى إلهان عمر، ورشيدة طليب من ميشيجان، والنائبة آيان بريسلى، ولم يعمد ترامب الى تسمية أى من تلك النائبات، لكنه اتّهم هؤلاء النائبات بأنّهنّ بكل عزم «يُخبرن شعب الولايات المتحدة، أعظم وأقوى أمّة على الأرض، كيف يجب أن ندير حكومتنا»، وتساءل: «لماذا لا يعدن ويساعدن فى إصلاح الأماكن الفاشلة التى أتينَ منها حيث تتفشّى الجريمة؟».
والنائبة أوكاسيو كورتيز مولودة فى نيويورك، إلا أنّها من أصل بورتوريكى، فى حين أن رشيدة طليب التى ولدت فى ديترويت هى أول أمريكيّة من أصل فلسطينى تنتخب فى الكونجرس، كما أن إلهان عمر التى جاءت وهى طفلة إلى الولايات المتحدة من الصومال هى أيضًا أوّل مسلمة سوداء ومحجبة فى الكونجرس.
وأثارت تعليقات ترامب موجة انتقادات ضده وصل بعضها إلى نعته بالعنصرية، وقال مساعد رئيسة مجلس النوّاب، بن راى لويان، المسؤول الأرفع من أصل لاتينى فى الكونجرس، لقناة «فوكس نيوز»، الأمريكية، إن «هذه تغريدة عنصريّة»، وأضاف: «هؤلاء مواطنون أمريكيّون انتُخبوا من قبل ناخبين فى الولايات المتّحدة الأمريكيّة»، ونددت نانسى بيلوسى ب«هجوم» الرئيس، وقالت: «أرفض تعليقات ترامب التى تنمّ عن الرهاب من الأجانب وتهدف إلى تقسيم أمّتنا»، وأضافت أنّ تعليقات ترامب تؤكّد أنّ «خطّته (اجعلوا أمريكا عظيمة مجدّدًا) كانت دائمًا تتعلّق بجعلها بيضاء مجددًا»، وكانت بيلوسى حذّرت حزبها من «خطر» السياسات الليبرالية التى تدفع بها أوكاسيو- كورتيز والتقدّميات الأخريات، فى حال كان الديمقراطيون يأملون بهزيمة ترامب فى انتخابات 2020. وكتبت النائبة أوكاسيو- كورتيز، على «تويتر»، قائلة: «سيّدى الرئيس، البلاد التى جئتُ منها هى الولايات المتّحدة»، من جهتها، قالت إلهان عمر: «بصفتنا أعضاء فى الكونجرس، فإنّ الدولة الوحيدة التى نؤدّى القسم لها هى الولايات المتّحدة»، وقالت رشيدة طليب: «أنا أكافح الفساد فى بلادنا»، متّهمةً ترامب بأنّه يُهاجم بطريقةٍ «مُهينة» الأفراد المتحدّرين من عائلات مهاجرة، وأضافت: «هل تريدون ردا على فشل الرئيس، الذى لا يحترم القانون؟ إنه الأزمة، أيديولوجيته خطيرة، يجب عزله».
واعتبر نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، المرشح عن الحزب الديمقراطى لانتخابات 2030، على «تويتر»، أن «العنصرية ورهاب الأجانب لا مكان لهما فى أمريكا»، وأدانت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن، التى تخوض سباق الحزب الديمقراطى لانتخابات 2020 الرئاسية، «هجومًا عنصريًا» ينمّ عن «كره للأجانب»، وكتبت السيناتور كامالا هاريس على «تويتر»: «فلنُسمِّ الهجومَ العنصرى للرئيس كما هو بالضبط: معادٍ لأمريكا»، وأدان مجلس العلاقات الأمريكيّة - الإسلاميّة «كير» تعليقات ترامب، وقال نهاد عوض، المدير التنفيذى للمجلس: «محزنٌ أن نرى نزيل البيت الأبيض ينتقل من دعم وتشجيع الأوصاف العنصريّة إلى استخدامها بنفسه»، وأضاف: «إذا هتف ترامب بالعبارات نفسها فى وجه امرأة ترتدى حجابًا فى وولمارت، فإنّه قد يتعرّض للاعتقال»، وأعلن عمدة نيويورك، بيل دى بلازيو، أن الولايات المتحدة دولة للجميع، بما فى ذلك لمن انتقدهم ترامب، فيما وصف المرشح للرئاسة الأمريكية، السيناتور النافذ بيرنى ساندرز، ترامب بأنه شخص عنصرى، داعيا للتوحد من أجل تحقيق المساواة بالنسبة للجميع.