ترأس البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة القداس الالهى مساء أمس في كنيسة الانبا رويس بالكاتدرائية المرقسية حيث شاركة عدد من الاساقفة العموميون وبحضور المئات من الشعب القبطى . وعقب القداس ألقى البابا عظة روحية قال فيها: أمس كنت في الإسكندرية وتكلمت عن معنى الإرتباط بالكنيسة وسوف أتكلم اليوم عن الكنيسة والوجود فيها فما معني نعمة وجود الكنيسة في حياتنا؟ فوجود الكنيسة نعمة والذي يبعد عن الكنيسة يشعر أن شيء ينقصه ونحن كمصريين وأقباط نحب الكنيسة وليس محبتنا للمباني والجدران ولكن محبة للحياة التي بداخل الكنيسة. وتحدث البابا عن مكانة الكنيسة بالنسبة للإنسان قائلاً أن مكانة الكنيسة بالنسبة للإنسان تمثل إحتياج ضروري بالنسبة للإنسان فعندما تقابل المسيح مع تلاميذه وسألهم «ماذا يقول الناس عني وسألهم وأنتم ماذا تقولون» اندفع بطرس الرسول وقال «أنت ابن الله الحي» فقال له السيد المسيح عبارة تأسيسية «وعلى هذة الصخرة ابني كنيستي» الصخرة هي صخرة الإيمان «كنيستي» أول ذكر لكلمة كنيسة وجاءت بصيغة الملكية للمسيح ،الكنيسة إحتياج أعطاه المسيح لأنه إحتياج ضروري للإنسان، لأن الإنسان عندما يكون وحيد يشعر بالنقص ولكن عندما يعيش بداخل مجتمع يشعر بعضويته. وقال البابا أن الكنيسة هي نافذة الأبدية وهي قطعة من السماء، ومن التقليد الكنسي أن نجلس ناظرين للشرق لأن الشرق موطن النور وكما قال المسيح «أنا نور العالم»، ومن الشرق يأتي المسيح في المجيء الثاني، ومن تقاليد الكنيسة أن يكون في السقف طاقة نور تظهر موطن الشرق الذي يأتي منه المسيح، ولنتذكر دائما أننا نعيش على الأرض ولكن نصيبينا في السماء، وأعمارنا في الأرض هي الفرصة التي تجعلنا نحافظ على نصيبنا في السماء . وشرك البابا كلمة كنيسة قائلاً: كلمة كنيسة تتكون من خمسة أحرف وهم يشرحوا نعمة الكنيسة في حياتنا أولها حرف الكاف وتعنى الكتاب المقدس فالكنيسة كتاب مقدس حي، نتسلم فيها الإنجيل وكل مرة في القداس أو العشية يكون هناك شرح للإنجيل وتصير حياة الإنسان حياة إنجيلية، أقوى عمل تستطيع أن تعمله أن تصير إنجيلاً مقروء من جميع الناس أن يكون كلامك هو كلام الإنجيل وعايش الإنجيل، لنا أباء شرحوا لنا الكتاب عبر الأجيال وجعلونا نعيش داخل الكتاب المقدس «ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله» والحرف الثانى هو النون ويعنى النقاء والتربية فالكنيسة تساعدني في حياة النقاء والكنيسة ليست متحف للقديسين، الكنيسة مستشفي للخطاة والسيد المسيح قال في العظة على الجبل «طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله» . وتحدث البابا عن الحرف الثالث وهو الياء ويعنى أن الكنيسة ينبوع شبع وارتواء للإنسان ففي العالم يصاب الإنسان بهموم كثيرة وتجعله مضطرب، أما في الكنيسة هي مجتمع الشبع من السلام نقول «يا ملك السلام أعطينا سلامك» لا تجعل حضورك في الكنيسة شكلي ولكن أحضرها بكل كيانك أشبع منها «النفس الشبعانة تدوس العسل« وحرف السين وهو تعبير عن السماء فالكنيسة قطعة من السماء، والسماء هي القديسين وكنيستنا تحب القديسين، ودائما رفعين أعنينا نحو السماء، والطفل في المعمودية نلبسه الأبيض لبس السماء ويبدأ الإنسان يعيش الحياة السمائية الكنيسة قطعة من السماء وتكون تلمع ونذهب للكنيسة بلبس مناسب للسماء أما الحرف الخامس وهو الهاء ويعنى التعبير عن كلمة هيكل فالهيكل يعني الأسرار والصلوات، الكنيسة بيت الصلاة ،والصلوات في قمتها في الأسرار. وأشار إلى أن الكنيسة في مفراداتها الخمسة هي كتاب مقدس يساوى الحياة الإنجيلية والنقاء والتعليم يساوى الحياة النامية وينبوع الشبع يساوى الحياة الشبعانة والسماء تساوى الحياة السمائية وهيكل الصلوات يساوى الحياة المقدسة وتصير هذه معاني الكنيسة كلها. وأعقب العظة الروحية افتتح البابا نادي التربية الكنسية بالكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس .
