كنائس سريلانكا تلغى قداس «الأحد»: الهجمات إهانة للإنسانية

علقت الكنائس في أنحاء سريلانكا إقامة قداس الأحد، في ظل استمرار المخاوف الأمنية وحالة الحزن، بعد أسبوع من مقتل وإصابة المئات في تفجيرات انتحارية استهدفت 3 كنائس و3 فنادق، خلال احتفالات عيد الفصح، الأحد قبل الماضى.
وأعلنت السلطات حالة تأهب منذ الهجمات، ونشرت 10 آلاف جندى في أنحاء البلاد، لتنفيذ عمليات تفتيش وملاحقة لأعضاء جماعتين إسلاميتين محليتين اتهمتهما التحقيقات الأولية بالوقوف وراء أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عقد، واعتقلت السلطات أكثر من 100 شخص منذ التفجيرات.
وأقام الكردينال مالكوم رانجيث، رئيس أساقفة كولومبو، قداسا خاصا من كنيسة مجاورة لمنزله، تم بثه على الهواء في كل محطات التليفزيون والإذاعة المحلية، وأقيم القداس بحضور الرئيس السريلانكى، مايثريبالا سيريسينا، ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينج والرئيس السابق ماهيندا راجاباكسه.
وقال رئيس الأساقفة في عظته: «لا يمكن أن نقتل أحدًا باسم الرب، إنها لمأساة عظيمة تلك التي حدثت، نمد يدنا بالصداقة والأخوة لكل أشقائنا وشقيقاتنا أيا كانت طبقتهم وطائفتهم ودينهم».
ووصف رئيس الكنيسة الكاثوليكية اعتداءات الفصح بأنها «إهانة للإنسانية، ومأساة هائلة»، داعيًا إلى احترام كل الضحايا، وأضاف: «خلال هذا القداس نلتفت إلى مأساة الأحد الماضى ونحاول فهمها، نصلى من أجل أن يكون للذين فقدوا حياتهم حياة أبدية عن طريق الرب ومن أجل الذين تأذوا أن يتم شفاؤهم قريبا».
وتابع: «بالطريقة نفسها، نصلى ليحل السلام والتعايش في بلدنا وتفهم بعضنا بدون انقسام»، وبعد انتهاء العظة أضاء الكردينال مالكوم والزعماء السياسيون شموعا تكريما لضحايا التفجيرات الانتحارية، وتوقف عشرات المصلين عن أداء الترانيم خارج كنيسة القديس أنطونيوس التي قُرعت الأجراس، وانتشر مئات الجنود السريلانكيين في الشوارع يحرسون الكنائس والمساجد.
وقالت دارشيكا فرناندو البالغة من العمر 19 عاما في تصريحات نقلتها «فرنسا 24»، «آتي إلى هذه الكنيسة كل يوم أحد، أشعر وكأنها منزلي الثاني». وأضافت «كأن أشخاصا فجروا منزلي».
وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 2 من «أهم المطلوبين» المشتبه بارتباطهم بتفجيرات الفصح، وهما محمد صديق عبدالحق ومحمد سعيد عبدالحق، وكانا مطلوبين لتدنيسهما في 26 ديسمبر الماضى، تماثيل بوذا في مدينة ماوانيلا بوسط البلاد.
وكانت السلطات ناشدت الجاليات المسلمة من أداء صلاة الجمعة الماضية، بالمنازل بعد تحذيرات من أجهزة المخابرات من احتمال حدوث تفجيرات بسيارات ملغومة وسط مخاوف من هجمات انتقامية من المسلمين، وفر نحو 700 مسلم من منازلهم وسط حالة من الذعر من احتمال حدوث انفجارات وبسبب إغلاق بعض المناطق وشن مداهمات أمنية.
وبعدما أعلن تنظيم «داعش» الإرهابى مسؤوليته عن الهجمات، أصدر أمس الأول إعلانا جديدا تبنى فيه مسؤوليته عن اشتباك بالأسلحة الجمعة الماضية، خلال مداهمة قوات الأمن لأحد المنازل بمدينة كالموناى.
وذكرت وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية ل«داعش» أن 3من أعضاء التنظيم اشتبكوا مع الشرطة السريلانكية لساعات قبل أن يفجروا ستراتهم الناسفة، وزعم التنظيم إن 17 شرطيا قتلوا أو أصيبوا في الهجوم، بينما أكد الجيش السريلانكى إن 15 شخصا قتلوا خلال المداهمة بينهم 3 كانوا يرتدون سترات ناسفة و6أطفال، ومن بين المصابين أقارب لمن يعتقد أنه العقل المدبر للتفجيرات، محمد هاشم محمد زهران زعيم جماعة التوحيد الوطنية المتطرفة، الذي أكدت السلطات مقتله الجمعة الماضية، والتى حظرها رئيس البلاد مع «جمعية ملة إبراهيم»، وتعتقد الشرطة أن زهران كان يقود جماعة التوحيد الوطنية أو جماعة منشقة عنها.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية الأغراض التي عُثر عليها داخل المنزل الذي تحوّل إلى استوديو تسجيل من متفجرات ومولد كهرباء، وطائرة دون طيار وكمية كبيرة من البطاريات، وقالت الشرطة إنها عثرت على راية لتنظيم «داعش» وسترات، ومع استمرار التوتر، تأجل إعادة فتح المدارس في أنحاء سريلانكا التي كانت مقررة اليوم، أسبوعاً إضافياً، وأبقت السلطات على حظر التجول ليلا.