روسيا تكشف عن صفقة أسرى بين سوريا وإسرائيل

كشفت روسيا عن صفقة أسرى بين سوريا وإسرائيل، فيما شن فصيلان مسلحان هجومًا على قوات الجيش السورى فى حلب، ما أسفر عن مقتل 17 جنديًا.
وأوضح المبعوث الروسى الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن إسرائيل ستفرج عن أسيرين سوريين لديها مقابل تسليم رفات جندى إسرائيلى مفقود منذ عام 1982، عثرت عليها قوات خاصة روسية فى سوريا.
وسلمت روسيا هذا الشهر رفات الجندى الإسرائيلى، زخارى باومل، ومتعلقاته الشخصية.
وكان «باومل» يبلغ من العمر 21 عامًا عندما شارك فى الغزو الإسرائيلى للبنان، وأُعلن فقده، إلى جانب جنديين آخرين، فى معركة السلطان يعقوب.
وقال «لافرينتييف» إن تسليم رفات «باومل» لم يكن عملية أحادية، وإنه جاء نتاج اتفاق مع إسرائيل، التى سرعان ما أكدت الخبر بإعلانها الإفراج عن أسيرين سوريين لديها.
ووجّه المبعوث الروسى الشكر إلى سوريا لتفهمها الأمر، واصفًا الصفقة بأنها كانت فى صالح الجانب السورى.
وقال مسؤول إسرائيلى إن إسرائيل ستطلق سراح أسيرين، بعد أن استعادت رفات الجندى الإسرائيلى المفقود.
وأضاف المسؤول الإسرائيلى، طالبًا عدم نشر اسمه، أمس، فى تصريحات نقلتها وكالة رويترز، ونشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية: «إسرائيل قررت إطلاق سراح أسيرين فى بادرة حسن نوايا».
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن هوية الأسيرين، لكنه قال إن قرار إطلاق سراحهما جاء بعد استعادة رفات «باومل».
وامتنع متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن التعليق.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى أن السجون الإسرائيلية تعج بدروز متهمين بالتجسس لصالح سوريا، وأن أقدمهم صدقى المقت، من مجدال شمس فى الجولان السورى المحتل، والذى يُوصَف بأنه «كبير السجناء الأمنيين السوريين» فى السجون الإسرائيلية، وصدر عليه حكم منذ عامين بالسجن 14 عامًا إضافية بتهمة نقل معلومات حساسة عن جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى المخابرات السورية.
وانتقد المبعوث الروسى إلى سوريا، فى حوار مع قناة «روسيا اليوم»، الغارات التى تشنها إسرائيل على سوريا، محذرًا من أنها تتسبب فى تصعيد الأوضاع فى المنطقة كلها.
وأوضح أن مباحثات روسية تجرى لإقناع الإسرائيليين بوجود طرق أخرى للتأثير على ما يجرى دون تدمير المبانى وقتل المدنيين.
وأعرب «لافرينتييف» عن خوفه من تسبب الغارات الإسرائيلية فى اندلاع حرب شاملة، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بتحول سوريا إلى ساحة حرب لتصفية الحسابات بين القوى العظمى.
واتهم «لافرينتييف» الولايات المتحدة بتعطيل مناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية فى القمة الأخيرة للجامعة، مؤكدًا أن عمل الجامعة بغياب دمشق غير مكتمل.
وأضاف: «عودة بعض الدول العربية إلى فتح سفاراتها فى دمشق خطوة مهمة جدًا. وعودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والدول العربية أولوية من الأولويات».
وتطرق إلى نتائج الجولة ال12 من مفاوضات «أستانا»، قائلًا: «للوهلة الأولى قد تبدو غير مبهرة لكن الأمر غير دقيق»، مؤكدًا أنه تمت مناقشة قضايا إدلب ومخيم الركبان والوضع فى الشرق السورى.
وأكد أن حضور المبعوث الأممى الخاص إلى الشأن السورى، جير بيدرسن، جولة المفاوضات أفاد سياسيًا بشكل كبير، مضيفًا أن وظيفة المبعوث الأممى تيسير التسوية السورية بقيادة سورية وليس قيادة التسوية أمميًا، و«نعتقد أن (بيدرسن) سيقوم بما عليه فى هذا السياق».
وتابع «لافرينتييف» أن «بيدرسن» هو المخول بوضع آلية عمل اللجنة الدستورية، وهو مَن سيعلن قوائمها، معبرًا عن أمله فى الإعلان عن تلك القائمة بحلول موعد لقاء أستانا القادم فى يوليو المقبل. وأشار «لافرينتييف» إلى تعقيدات الاتفاق على الأسماء الستة ضمن لائحة المجتمع المدنى، قائلًا: «موضوع طرح الجانب الحكومى قوائمه يُقابَل بحساسية من قِبَل الطرف الآخر والعكس بالعكس. تعلمون أنه موضوع فى غاية الحساسية».
واستطرد أنه لن يكشف كل الأسرار، موضحًا: «أرى أننا اقتربنا اليوم من خط النهاية فيما يخص التسوية والحل أكثر من أى وقت مضى».
واعتبر «لافرينتييف» أن توسيع دائرة الدول المشاركة فى أستانا، ولاسيما لبنان والعراق، يُعتبر تقدمًا كبيرًا، مضيفًا: «نقول للأمريكيين إن أبواب أستانا مفتوحة لهم، لكنهم لا يحضرون بسبب حضور إيران، على ما يبدو».
من جانبه، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أمس، إن الهجوم الشامل على المسلحين فى محافظة إدلب بسوريا «ليس ملائمًا الآن»، وإنه يتعين أخذ الاحتياجات الأمنية للمدنيين فى الاعتبار. وأضاف بوتين، الذى كان يتحدث فى بكين، أن روسيا ستعمل مع المعارضة السورية للانتهاء من تشكيلة لجنة لصياغة الدستور، فى إطار مساع للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
ميدانيًا، قُتل 17 عنصرًا من قوات الجيش السورى، وأُصيب 30 آخرون بجروح، فى هجمات شنها فصيلان مسلحان فى محافظة حلب بشمال سوريا.