للمرة الأولى.. «الآثار» تستعد لتسجيل 5 سفن حربية غارقة من الحربين العالميتين (صور)

قال إيهاب فهمي، رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، إن الإدارة تستعد لتوثيق وتسجيل 5 سفن حربية غارقة في مياه البحر الأحمر خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، تمهيدًا لتوثيق وتسجيل باقي السفن الحربية الغارقة.
وأوضح «فهمي»، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن اللجنة الدائمة للآثار وافقت على بدء توثيق وتسجيل 5 سفن غارقة تم تحديد موقعها في منطقة أبونحاس (شرق الغردقة) بمحافظة البحر الأحمر بصورة مبدئية وإعداد تقرير ميداني عن أوضاعها وما تحتويه، بهدف إخضاعها لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 المعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 للحفاظ عليها وإعلانها أثرًا.
وأشار إلى أن ذلك سيتم فور إنهاء الموافقات الأمنية الخاصة بالتوثيق من الجهات الأمنية المختصة وتوفير الاعتمادات المالية البدء في التنفيذ.
وأضاف أن أعمال التوثيق والتسجيل تشمل مرحلتين، الأولى إجراء تصوير ميداني باستخدام تقنية ال3D (ثلاثية الأبعاد).
أما المرحلة الثانية، فتتضمن التقدم بطلب لإخضاعها رسميًا لإشراف وزارة الآثار واعتبار الموقع أثرًا، ما يتطلب تنظيم الزيارة إليه من خلال الوزارة وليس مراكز الغوص مثلما الحال حاليًا.
ولفت أن عدد السفن والمراكب الغارقة في سواحل وبحار مصر تقدر بالعشرات، خاصة في البحر المتوسط، إلا أنه لم يتم حتى الآن تحديد مواقع الكثير منها، حيث توجد مراكب وسفن غارقة في البحر الأحمر والساحل الشمالي وبورسعيد وغرب الإسكندرية.
وقال «فهمي» إن التوثيق بتقنية «ثلاثي الأبعاد» تجعل تجربة المشاهدة أكثر واقعية ومثيرة للاهتمام، موضحًا أن منطقة أبو نحاس تضم حطام سفن «إس إس كارناتيك» التي تعرضت للغرق عام 1896، و«كيمون إم»، غرقت في عام 1978، و«تشريسولا كيه»، غرقت عام 1981، و«غيانيس دى»، التي غرقت عام 1983.
وذكر أن حطام تلك السفن يحظى باهتمام وشعبية لممارسي رياضة الغوص، إذ يقع أربعة منها على عمق أكثر من 30 مترًا، لافتا أن السفن الغارقة، منها ما تعرض للغرق خلال الحربين ومنها ما هو من نفس الفترة وغرق لأسباب أخرى ويجرى توثيقها للحفاظ عليها وتسجيل لتاريخ صناعة السفن في تلك الفترة.
وعن السفن الخمس الغارقة المراد توثيقها، قال «فهمي» أنها تضم Thistlegorm، وهي سفينة إنجليزية تقع في نطاق سواحل جنوب سيناء، تحديدًا شمال شرق شعاب على، وشيدت السفينة عام 1940 وغرقت في 1941 عندما قصفها الطيران الألماني لأنها كانت محملة بالسلاح للجيش الإنجليزي.
وهي حاليًا تقبع في مياه البحر الأحمر (شمال الغردقة)، ومازال عليها بعض المعدات العسكرية وهي تعتبر متحفا بحريًا حربيًا تحت الماء ووثيقة مهمة تؤرخ الحرب العالمية الثانية، وقد تعرضت مؤخرًا لبعض أعمال النهب والسرقة وهو ما يعد ناقوس خطر.
بجانب السفينة The Aida، التي شُيدت في فرنسا 1911 وضربها الألمان، وتم إنقاذها ثم غرقت بعد ذلك بعد أن اصطدمت بالصخور نظرًا لسوء الأحوال الجوية في 1957، وتوجد حاليًا على عمق 60 مترًا عند جزيرة الأخوة (شمال القصير).
كما يشمل التوثيق The Numidia، وهي سفينة نقل إنجليزية شُيدت في 1901 وتوجد حاليًا عند جزيرة الأخوة وغرقت بسبب اصطدامها بالشعاب المرجانية، والسفينة The Carnatic التي تقع إلى الشمال من الغردقة، وبالتحديد شمال ريف أبو نحاس، وهو ريف شهير وموقع يحتوي على عدد حوالي خمسة سفن غارقة من فترات أحدث ويرجع تاريخها إلى نهاية القرن التاسع عشر.
وأكد «فهمي» أن السفينة الخامسة هى المدمرة الروسية «بيرسيفيت» ودخلت الخدمة قبل الحرب العالمية الأولى بأربعة سنوات، وفي 1917 كانت المدمرة قد توجهت إلى ميناء بورسعيد حيث تم إمدادها بالوقود ثم تحركت وعلى متنها 800 بحار لتغرق على بعد 10 كيلومترات من شواطئ بورسعيد.
وكان على متن السفينة تمثالا للسيد المسيح من الذهب الخالص وبالحجم الطبيعي، إضافة إلى صناديق من الفولاذ تحتوي على عشرة آلاف قطعة نقود ذهبية تمثل رواتب الجند.
وفي 1921، كانت هناك محاولات لانتشالها من خلال شركة إيطالية، لكنها فشلت لضعف الإمكانيات والمعدات حينها، وتكررت المحاولة مرة أخرى في عامي 1925، 1958 ولكن باءت أيضًا بالفشل.