أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تمضي في تنفيذ برنامجها بخُطى ثابتة، ووفق رؤية وطنية خالصة، ومن منطلق إيمانٍ راسخ، بأنه لا إنجاز دون متابعة، ولا عمل دون شراكة، مثمنأً في هذا الصدد دور البرلمان كشريكٍ أساسي إلى جانب الحكومة ليس في صياغة البرامج والقوانين فحسب، وإنما في متابعتها أيضاً، لقياس معدلات الأداء، والوقوف على التحديات التي تواجه عملية التنفيذ، لتذليلها معاً. جاء ذلك خلال التقرير نصف سنوي، الذي تم تسليمه إلى مجلس النواب، عما تم إنجازه خلال الأشهر ال6 الأولى من عمل الحكومة الحالية في مختلف البرامج والمحاور التي يتضمنها برنامج عمل الحكومة. كما ثمّن مدبولي دور المواطن المصري في تفهمه لأولويات المرحلة، والتفافه حول قيادته السياسية، ما كان له الفضلُ الأكبر في انتقالنا بنجاح من مرحلة تثبيت أركان الدولة إلى مرحلة الانطلاق لبدء جني الثمار. وقال إن التقرير المقدم إلى نواب الشعب، هو نتاجُ التزام الحكومة بتقديم تقرير متابعة كل 6 أشهر بما يتم تنفيذه، بعد منحها الثقة من مجلس النواب في 25 يوليو 2018، لافتاً إلى استمرار الحكومة في مواصلة جهودها لترجمة محاور برنامج عملها إلى خطواتٍ حقيقية وملموسة تعود بالخير على حياة المواطن المصري في شتى جوانبها. وأضاف أن ما يتضمنه التقرير من حقائق هو ثمرة عمل «المنظومة الوطنية للمتابعة والتقييم»، التي تتواصل مع مختلف الوزارات لحظة بلحظة، لرصد كُل ما يتحقق، ومتابعة ما يتم إنجازه، لتُكون الصورة واضحة أمام صانع القرار، لاتخاذ ما يلزم من قرارات. وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة مستمرة في بذل قصارى جهدها من أجل رفع معدلات النمو، وجذب المزيد من الاستثمارات، بما يسمح بزيادة فرص العمل، ورفع مستوى معيشة المواطن المصري، والارتقاء بالخدمات المقدمة له، وسيسهم ذلك في تحقيق هدفنا الأسمى في الانطلاق بدولتنا نحو مستقبل أفضل، وسيظل تطوير منظومتي الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز دور المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في الاقتصاد على رأس أولوياتنا. وأوضح مدبولي أننا مصممون على محاربة الشائعات، وبث الأخبار الكاذبة، ومحاولات النيل من عزيمتنا وإصرارنا على النجاح، بفضل تضافر جهود شعبنا مع مؤسسات دولته، وسنعمل جاهدين على مواجهة الزيادة السكانية والتوعية بخطورتها، لما تُمثله من تحدٍ لخطط الدولة التنموية ولشعور المواطن بما يتم تنفيذه من مشروعات، وشدد على أننا سنواصل العمل على تحقيق مستهدفات برنامج الحكومة ومتابعة تنفيذها، بكل دأب، لتستطيع مصر مواكبة القرن الحادي والعشرين، وما يقدمه من فرص ويفرضه من تحديات. وتضمن التقرير ما تم إنجازه من خلال عدة أهداف استراتيجية محددة، وفيما يتعلق بهدف حماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية، فقد أوضح التقرير، أن الأشهر الستة الماضية، شهدت استمرار العملية الشاملة سيناء 2018 مع تركيز الحكومة على أولوية تنمية سيناء وتعزيز البنية التحتية وخلق مجتمعات عمرانية حديثة بها، بالتعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص، كما تم افتتاح أول معرض للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2018» في القاهرة بمشاركة 300 شركة من 41 دولة. ولفت التقرير إلى تحقق العديد من النجاحات الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف انتماءاتها، من خلال تنفيذ استراتيجية أمنية شاملة ترتكز على تكثيف جهود جمع المعلومات، وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية ضد البؤر الإرهابية، بالإضافة إلى كشف العمليات الإرهابية وملاحقة مرتكبيها والمتورطين بها واتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم . وأشار التقرير إلى الجهود التي بُذلت من أجل تدعيم التعاون الدولي لمكافحة الجريمة وتوسيع نطاقه لتلبية مُتطلبات الأجهزة الأمنية المصرية بتسليم الأشخاص المطلوبين وتبادل المعلومات وكذا استرداد الآثار المهربة، بالإضافة إلى جهود تعزيز الاستقرار الأمني الداخلي كإحدى أهم الدعائم لتحقيق التنمية، حيث تم في هذا الإطار كشف غموض نحو 1500 جناية شديدة الخطورة، وضبط 725 تشكيلاً عصابياً، ضموا 2309 مُتهمين، وضبط الأسلحة النارية غير المرخصة والبيضاء وورش التصنيع بإجمالي 22.8 ألف قضية، كما يتم بذل كافة الجهود الممكنة لتقديم أوجه الرعاية والدعم لأسر الشهداء ومصابي العمليات الأمنية الذين قدموا كل التضحيات من أجل استقرار الوطن وسلامة المواطنين. وحول التحرك الخارجي والدبلوماسي المكثف، ذكر التقرير النصف سنوي، الذي تم تسليمه إلى مجلس النواب، فقد تمت المشاركة في اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عُقدت سبتمبر 2018، وشهدت لقاءات رفيعة المستوى أبرزها لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، كما ترأست مصر اجتماعات مجموعة «ال 77 والصين» للدفاع عن مصالح وأولويات الدول النامية في تلك المحافل الدولية، وغدت ضمن أكبر 10 دول مساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام في 6 بعثات تابعة للأمم المتحدة. وانطلاقاً من أهمية تعزيز الاهتمام بالبعد الاقتصادي في العلاقات الخارجية، فقد تم التركيز على الترويج لمشروع تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، وكان أهم الموضوعات على جدول قمة التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان التي عقدت في جزيرة كريت اليونانية، كما تم التوقيع على عقد تنفيذ سد «ستيجلر جورج» على نهر روفيجي في تنزانيا من خلال شراكة المقاولون العرب والسويدي، وشاركت مصر في أعمال المنتدى الأفريقي الأوروبي، كما تم وضع رؤية متكاملة لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مطلع عام 2019، ترتكز على تكثيف التعاون مع الدول الأفريقية في المجالات ذات الأولوية. وأشار التقرير، إلى الجهود التي بُذلت لنشر سماحة الإسلام في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب، حيثُ تم تنظيم 407 قوافل دعوية، وإيفاد 641 إماماً وواعظاً، إلى مختلف دول العالم لنشر القيم الوسطية للإسلام، فضلاً عن مساهمة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بالنسبة الأكبر من إجمالي 2544 منحة دراسية ودورة تدريبية للطلاب من مختلف دول العالم، وفي إطار جهود تعزيز حقوق الإنسان وصون الحريات الأساسية، تم تشكيل لجنة لإعداد تصور شامل بشأن تعديل قانون الجمعيات الأهلية، كما تم خلال الأشهر الستة الأولى للحكومة، توفيق أوضاع 368 كنيسة ومبنى. كما أبرز التقرير جهود الدولة المصرية في مكافحة الهجرة غير النظامية من خلال المشاركة الفعالة في المؤتمر الدولي لاعتماد «العهد الدولي للهجرة غير النظامية» والذي نتج عنه أول وثيقة أممية عالمية حول الهجرة في مختلف أبعادها، كما كان لفعاليات مبادرة «إحياء الجذور» بين مصر، وقبرص، واليونان، دورٌ كبير في ترسيخ التعاون وتعزيز الترابط بين مصر وأبنائها في الدول المختلفة، فضلاً عن إنشاء 3 منتديات ومنصات تفاعل لاستقبال مقترحات وأفكار المصريين المقيمين بالخارج، تحت شعار «أجازتك في وطنك نشوفك ونسمعك» ومنتدى الكيانات المصرية بالخارج«و»منتدى مصر تستطيع«. وحول جهود الحفاظ على الحقوق المائية المصرية المشروعة وتنمية الموارد المائية، فقد تم افتتاح قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية بطاقة 32 ميجاوات، لتلبية الاحتياجات المائية لمساحة 1.650 مليون فدان بالجيزة و3 محافظات أخرى بالصعيد، وتم تطوير شبكات الري لزمام 1.71 ألف فدان لرفع كفاءة استخدام المياه وتم إزالة التعديات على مجرى نهر النيل بعدد 5531 حالة إزالة بمختلف المحافظات، وتطوير شبكات الري لنحو 800 ألف فدان بمحافظتي البحيرة وكفر الشيخ . وتم بذل جهود لحماية الشواطئ من ارتفاع سطح البحر بتنفيذ 4.9 كم أطوال حمايات بالمحافظات الشاطئية، وبلغت مساحة المسطحات البحرية التي تمت إضافتها 776.2 ألف م2، كما تم حفر 16 بئراً بقنا وأسوان، وإحلال وتجديد 19 بئراً بالمنوفية والغربية والقليوبية، وكذا تطوير 25 خزاناً أرضياً بمحافظة مطروح، إلى جانب إنشاء 23 سد إعاقة وبحيرات صناعية بمحافظة البحر الأحمر لمواجهة الآثار السلبية للسيول. وفي إطار برنامج الأمن الغذائي، أشار التقرير إلى أنه تم تدبير 3805 آلاف طن من القمح بتكلفة تقديرية 1.65 مليار دولار، وهو ما أسهم في ضبط الأسواق، وتقليل فاتورة الاستيراد من القمح بنحو 85 ألف طن، وتم الانتهاء من صومعة برج العرب سعة 90 ألف طن، كما يشهد برنامج إحياء البتلو تسمين 15 ألف رأس ماشية، وتم ترقيم 919 ألف رأس ماشية والتأمين على 260 ألف رأس أخرى. وفيما يتعلق بأمن الطاقة، فقد تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بعد استلام آخر شحنة غاز مسال مستوردة في نهاية سبتمبر 2018، وتم تغطية احتياجات السوق المحلي من الغاز لمختلف قطاعات الدولة، شاملة قطاع الكهرباء بعد توفير 1135 بليون قدم3، كما تم إضافة 1490 ميجاوات قدرات توليد حرارية من خلال تحويل عدد من المحطات للعمل كدورة مركبة، وفي إطار رفع كفاءة شبكة توزيع الكهرباء فقد بلغت أطوال الشبكات المضافة على الجهدين الفائق والعالي 3187 كم، وتم أيضاً إضافة 310 ميجاوات من الطاقة المتجددة منها 260 ميجاوات من محطات الرياح، و50 ميجاوات من الطاقة الشمسية. ويستمر تنفيذ خط الربط الكهربائي المصري السوداني والمتوقع تشغيل المرحلة الأولى منه بنهاية مارس 2019، وفي إطار تنمية الثروة البترولية فقد تم تلبية احتياجات السوق المحلي بحوالي 15.6 مليون طن من المنتجات البترولية، وبوفر بلغ 4.17 مليون طن عن المستهدف نتيجة لقرارات إصلاح دعم الطاقة، كما بلغت قيمة الاستثمارات في مجال البحث وتنمية الثروة البترولية 2.6 مليار دولار، وفي مجالات البحث والتنمية عن الزيت والغاز بجنوب الوادي، حوالي 4.7 مليون دولار، كما بلغ عدد العدادات الذكية ومسبقة الدفع التي تم تركيبها حوالي 1.08 مليون عداد، كما تم ضخ 6.5 مليون دولار استثمارات في مجال البحث والاستكشاف لشركات التعدين وتم توصيل الغاز الطبيعي ل 656 ألف وحدة سكنية. وبالانتقال إلى هدف بناء الإنسان المصري الذي يسعى لترسيخ الهوية الثقافية والحضارية، ودعم قوة مصر الناعمة عبر المشروع القومي للتبادل الثقافي، وتعزيز المواهب والنوابغ والإبداع، أشار التقرير إلى أن الدولة قامت بتفعيل دور المؤسسات الثقافية في نشر الوعي وتعميق الفكر والثقافة، حيث تم تنفيذ 1285 نشاطاً في إطار برامج مركز ثقافة الطفل، تنمية الموهوبين والنابغين، ودار الأوبرا، والتي استفاد منها 345 ألف مواطن، فضلاً عن تنفيذ 1040 نشاطاً لذوى القدرات الخاصة، كما تم تنظيم عدد مهرجانات بمشاركة 63 دولة في إطار تحقيق الريادة الثقافية.