الكتابة عنها مثل الإبحار فى بحر موجه عال، تحتاج لأن تقفز وتجرى وأنت تتعامل معها طول الوقت، بطبيعتها شخصية متمردة ومنفتحة، تريد أن تكتشف وتعرف وتجرب كل شىء، روحها مغامرة، حتى لو كانت تلك المغامرة قد تعرضها للخطر، تريد أن تكبر سريعا بل بأقصى سرعة وفى أقل وقت ممكن، كسائر الأطفال فى عمرها، ولكن بشكل مضاعف، خيالها دائما يغلفها، بشكل يجعلها روائية وقاصة محترفة فى المستقبل، تجلس معها دقائق فتغلفك بقصص وحكايات وتفاصيل عنها غالبا لم تخضها، لكنها تجمح بخيالها نحو أن تعيشها. شيئا فشيئا تكبر «جومانة» تشبهنى فى الملامح، لكنها تخالفنى فى أشياء كثيرة، شخصيتها أكثر انطلاقا ومرحا، تجنح نحو اللالتزام، نموذج لجيل متحرر إيقاعه أسرع مما نتخيل، ومما كنا فى طفولتنا، جيل يعتمد على الكيبورد والإيقاع السريع والرسائل القصيرة، تمر على كل شىء فى عجالة، خاصة ذلك الذى يتعلق بتلقى المعلومات والمعرفة. التحدى الحقيقى أمام مثل هذا الجيل أنه دائما ما يبحث عن موهبة أو ملكة تميزه بين أقرانه، فى زمن أصبحت النجومية فيه عبر برامج المسابقات واكتشاف المواهب، إلا أن «جومانة» جعلت هدفها تلك التفاصيل الصغيرة التى تهوى البحث عنها وتتغير باستمرار، فتميل إلى تصميم ملابس وفساتين صغيرة وحقائب وأغطية للرأس متناهية فى الدقة للدمى التى تلهو بها، واتخذتها صديقات لها، تحكى لهن بخيالها الواسع قصصا جذابة، وهى تتطلع لأن تكون مصممة أزياء شهيرة يتحدث عن تصميماتها الجميع.
