وزيرة الثقافة أمام البرلمان: الميزانية المخصصة لا تغطى أهداف الوزارة

قالت إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، إن الوزارة تمكنت على مدار العمل خلال 11 شهر من استرجاع العمل في عدد من قصور الثقافة المتوقفة، والمسارح المعطلة، مشيرة إلى أن الميزانية لا تغطي الأهداف التي تتطلع لها الوزارة في إعادة تجهيز قصور الثقافة وتنشيطها.
طالبت «عبدالدايم» خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، بدعمها خلال مناقشة الموازنة، قائلة: حجم الإنشاءات المطلوبة كبير جدا والميزانيات لا تغطيه.. نفس المشكلة واجهتنا في المسرح.. هناك مسارح توقفت لسنوات طويلة وتم عمل اللازم، وفي يناير المقبل سوف نسترجع نشاط 3 مسارح، هم العائم والغد والطليعة
وأعلنت «عبدالدايم» عن استعداد الوزارة لافتتاح متحف نجيب محفوظ في مارس المقبل، بعد تنسيق تم بين وزارتي الثقافة والآثار للانتهاء من المتحف وافتتاحه، بعد تعطل المشروع لسنوات. ووجهت الوزيرة كلامها للجنة قائلة: محتاجين دعمكم لأن المنطقة الموجود فيها المتحف عشوائية جدا ولا تليق بالحدث، خاصة ان هناك سوق خضار بجوار المتحف.
وتابع: «قدمنا مشروع لمحافظ القاهرة لتتحول المنطقة لسوق ثقافي وليس سوق خضار، بشكل يليق بقيمة نجيب محفوظ».
وفى سياق مختلف، كشفت الوزيرة عن البدء في التخطيط لأنشطة عام «مصر فرنسا»، و«مصر أفريقيا»، وقالت: الوزارة صممت أجندة عمل وخطط ذات بعد ثقافي بالنسبة لأفريقيا، تتوافق مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي. وشددت على وجود احتياجات مالية لتغطية تكاليف الإقامة والانتقالات للفرق والمدعوين الأفارقة لحضور الفعاليات التي تنظمها مصر.وأوضحت أن التنفيذ سيبدأ من أول يناير، وقالت: ركزنا على أسوان لأنها عاصمة الثقافة الأفريقية التي أعلن عنها الرئيس السيسي.
وأضافت «مهرجان سينما المرأة بأسوان جزء كبير منه موجه لأفريقيا وقبله مهرجان الفلكلور في أسوان»، مشيرة إلى تنظيمه في فبراير بالتزامن مع تعامد الشمس على وقت تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني.
أما بالنسبة لأنشطة عام مصر فرنسا، قالت: خططنا لها بالتنسيق مع السفارة الفرنسية بالقاهرة، والسفارة المصرية في باريس، وطلبنا تأجيل النشاط بسبب الظروف، فقاطعها رئيس لجنة الثقافة والإعلام قائلا: «بقينا احنا اللي بنراعي ظروفهم دلوقتي».
واستعرضت «عبدالدايم» ملامح الأنشطة مشيرة إلى تنظيم عروض في شوارع باريس ومدن أخرى، وقالت «تخوفنا من الظروف هناك وقلنا لما الدنيا تهدى شوية».
وأوضحت الاتفاق على تنظيم عروض لأوبرا باريس في مصر، وتنظيم ندوات، والاحتفال بيوم المرأة العالمي ويوم الموسيقى العالمي بالتنسيق مع الفرنسيين.
وحول معرض القاهرة الدولى للكتاب، قالت وزير الثقافة: المعرض يشهد تطور نوعي بنقله لمركز المنارة في الدورة المقبلة التي تتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب.. المكان عظيم ومشرف، لكن قابلتنا مشاكل المساحات، فهو ليس بحجم المكان القديم، لكن تم التغلب عليها ونسقنا مع جهات كثيرة في الدولة.
ولفتت وزير الثقافة إلى مشاكل العارضين في سوق الأزبكية بسبب ضيق المساحة موضحة أن المساحة الحالية تستوعب فقط 30 عارض، وقالت «هم يتعدوا 100 عارض، والمساحة كانت مخصصة لنحو 30 مكان، في مشاورات حاليا إما يشاركوا كلهم أو عدم المشاركة»، وأضافت: لا نرغب في العودة للشكل العشوائي نريده يليق بمصر واليوبيل الذهبي.
وكشفت إيناس عبدالدايم، عن استرجاع طقوس الاحتفال وتكريم الفائزين بجوائز الدولة التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، مشيرة إلى توقف الاحتفال بها لفترات طويلة، مضيفة: «سنجري احتفالات تكريم شهريا على مدار السنة لتكريم الفائزين في السنوات السابقة».
وأشارت الوزيرة إلى انحسار ظاهرة تشويه التماثيل، وقالت «التماثيل في الميادين كل شوية يتم تشويه تمثال، ناس تتبرع من نفسها أو المسئولين من أنفسهم»، مضيفة «تحركنا ونرسل لجان من الفنون التشكيلية والتنسيق الحضاري لإصلاح التوشهات»، وتابعت «رسميا ليست مسؤوليتنا لكننا نتحرك لمعالجة الأمر».
وأكدت أن التنسيق لتطوير التماثيل يجب أن يتم بالتنسيق مع الوزارة، معربة عن املها في توقف هذه الظاهرة. وعقبت النائبة جليلة عثمان قائلة: «تمثال عروسة البحر الرقاصة في الغردقة زي ما هو».
وأكدت وزير الثقافة، إيناس عبدالدايم، استمرار دور مصر الثقافي، وقالت «السجادة عمرها ما هتتسحب من مصر».
وتابعت: هناك دول بدأت تمارس ما كانت تمارسه مصر بتكاليف أكبر، وأضافت «وضعنا خطة استراتيجية لتمثيلنا في الخارج».
وأشارت إلى رئاسة مصر المجمع العربي للموسيقى، ولفتت إلى بدء العمل على تنفيذ خطة التوسع في إصدارات المركز القومي للترجمة.
وقالت «المرحلة المقبلة سنضع خطة للترجمة من اللغة العربية للغات أخرى»، وأشارت إلى استرجاع بينالي القاهرة الدولي الذي توقف منذ عام 2010، وهو معرض دولي يضم كافة أنواع الفنون.ولفتت وزير الثقافة إلى تنظيم مهرجان المسرح العربي في مصر، بالتنسيق مع الشارقة، وتنظيم الدورة الأولى لمهرجان منظمة التعاون الإسلامي في فبراير المقبل.
من جانبه، قال النائب أسامة شرشر، إن إسرائيل تسطو الآن على الأفلام والأغاني المصرية، دون رقابة وحساب من وزارة الثقافة، فقعاطته وزير الثقافة إيناس عبدالدايم قائلة «هو مش دلوقتي ده من زمان». وأضاف النائب: «الغزو القادم هو الغزو الثقافي، الآلة الثقافية أخطر من العسكرية».
فيما قال النائب يوسف القعيد، إن محنة الثقافة المصرية تكمن في أن نصيب الفرد من الثقافة 2 جنيه في السنة، وقال «لازم نقف مع الوزارة ويجب أن نضع الميزانية التي تمكن الوزارة من القيام بأدوارها».
وتسائل «القعيد» عن دور الوزارة في الإنتاج السينمائي، وقال «المركز القومي للسينما كل ميزانيته لا تكفي لإنتاج فيلم سينمائي».
فيما اقترح تنظيم زيارة من جانب اللجنة لمقر معرض القاهرة الدولي للكتاب الخمسين، للتأكد من الاستعدادات، ومطالبة الرئيس بافتتاحه .
من جهته شدد النائب جلال عواره على دور وزارة الثقافة كحائط صد للحفاظ على الهوية المصرية، واستعادة الوعى وتشكيل الوجدان في ضوء الثراعات الدولية والإقليمية، مشيرا إلى صراع السيطرة الثقافية من القوى الإقليمية كالحضاره الفارسية والتركية.
ووجه عوارة تساؤل بشأن مدى ولاية الوزارة على المهرجانات الثفافية التي تقام في مصر، وأشار إلى حصول فيلم «أباء وأبناء» في أحد المهرجانات، على جائزة بالرغم من أن أحد صناع العمل أحد القيادات العسكرية لجبهة النصرة السورية المصنفة كتنظيم إرهابي.