تستقبل العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم، زعيم حزب الأمة القومى، الصادق المهدى، رئيس وزراء السودان الأسبق، بعد غياب اختيارى عن السودان، منذ نحو عامين، تجول خلالها بين أديس أبابا، القاهرة، باريس ولندن، وكانت النيابة العامة السودانية وجهت، فى إبريل الماضى، العديد من الاتهامات للمهدى، تتعلق بتقويض الدستور، والتحريض ضد الدولة، وإشاعة الفتن والتجسس، والعمل مع جماعات مسلحة لإسقاط النظام بالقوة، وهى اتهامات يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام، قبل أن تتراجع الخرطوم وتعلن إمكانية أن يصدر الرئيس السودانى، عمر البشير، عفوا عن الاتهامات الموجهة إلى الصادق المهدى. وقال حزب الأمة القومى، فى بيان، أمس، إن «الحزب اتخذ قرارا بالإجماع بعودة المهدى، اليوم، 19 ديسمبر، وهو اليوم الذى اتخذت فيه القوى الوطنية قرارها الشهير باستقلال السودان من داخل البرلمان»، وأعلن الحزب تشكيل لجنة عليا لوضع الترتيبات اللازمة استعدادا لاستقبال المهدى، 83 عاما. وأعلن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان ترحيبه بعودة زعيم حزب الأمة، وقال نائب رئيس الحزب، فيصل إبراهيم، إن حزبه يرحب بعودة الصادق المهدى طالما أنه ارتضى العودة للعمل السلمى فى الوطن. وكانت نائبة رئيس حزب الأمة، مريم الصادق المهدى، عادت للخرطوم فى نوفمبر الماضى، دون أن تتعرض للاعتقال كما كان متوقعا، وقال المهدى فى بيان بعد عودة ابنته: «إن مريم تعود فى مرحلة يحتاج فيها السودان لمخرج قومى يحقق السلام العادل الشامل، والتحول الديمقراطى». وكان المهدى تعرض للاعتقال فى مايو 2014، بعد اختياره رئيسا لتحالف «نداء السودان» المعارض، وتوجيهه اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة فى إقليم دارفور وولاية شمال كردفان، ثم أخلت السلطات سبيله بعد شهر من اعتقاله، وغادر بعدها لأكثر من عامين، متنقلا بين أديس أبابا، والقاهرة، وعاد للخرطوم فى يناير 2017. وتم انتخاب الصادق المهدى لأول مرة رئيسا لحزب الأمة عام 1964، وانتخب رئيسا لوزراء السودان فى الفترة من 1966 1967، وتولى رئاسة الجبهة الوطنية المعارضة لنظام الرئيس الراحل، جعفر نميرى، بين عامى 1972و1977، وانتخب رئيسا للوزراء فى الفترة من 1986 حتى 1989. وعلى صعيد منفصل، أقر رئيس الوزراء السودانى، معتز موسى، باستمرار بعض حالات انعدام الأمن، بسبب انتشار الأسلحة والإرهاب، وقال إن الخرطوم تبنت الخطة الأفريقية، لإسكات صوت البنادق، بتنفيذ حملة قومية لجمع ونزع الأسلحة، وأعلن السودان التزامه بالشراكة الدولية، لترسيخ دعائم الأمن الإقليمى والدولى، والعمل على مكافحة الإرهاب، وقال موسى، فى ختام اجتماعات قوات شرق أفريقيا «إيساف»، إن الظرف السياسى والاقتصادى، والأمنى المحيط بالإقليم، يعظم دور المسؤولية الجماعية. واختتمت فى الخرطوم، مساء أمس الأول، اجتماعات «إيساف» بمشاركة قادة عسكريين، يمثلون السودان، الصومال، إثيوبيا، أوغندا، كينيا، بورندى، رواندا، سيشل، جزر القمر، وجيبوتى.
