أثناء الاحتلال البريطاني لمصر شعرت الحكومة البريطانية بنقمة المصريين على سياستها، التي انتهت باندلاع ثورة 1919وفكرت في معالجة الموقف بإيفاد لجنة إلى مصر للتحقيق في الأمر وبحث الوسائل الكفيلة بالتهدئة وأعلنت في 15 مايو 1919 إيفاد لجنة برئاسة «اللورد ملنر»، وزير المستعمرات وقتذاك، وتفويضها للوقوف على أسباب الاضطرابات التي حدثت أخيرا في بمصر وللتحقيق في أسباب الثورة ومحاولة الوصول إلى حد لا يتعارض مع مصالحها وتقديم مقترحات لتهدئة الأمور. ووصلت اللجنة إلى مصر «زي النهارده» في ديسمبر 1919 وظلت تروج لفكرة الحكم الذاتى لمصر غير أن الشعب ثار ضد اللجنة لتجاوزها لزعيم الثورة (سعد زغلول) وقاطعها الشعب ونظمت اللجنة المركزية للوفد بالقاهرة حركة مقاطعة للجنة واستقال محمد سعيد باشا، رئيس الوزراء، وحاول اللنبى ضرب الوحدة الوطنية بتشكيل وزارة برئاسة «يوسف وهبة» باشا (القبطى) فاجتمع كبار الأقباط بالكنيسة المرقسية وأعلنوا أن قبول «يوسف وهبة» تشكيل الوزارة خروج على إجماع الأمة. واجتمعت كلمة لجنة الوفد على انتخاب «مرقس حنا» وكيلا للوفد ورئيسا للجنة المركزية، ورغم هذه المقاطعة التامة للجنة قامت اتصالات بينها وبين بعض الساسة وكانت كلما فتحت جسورا للحوار مع أي طرف ووجهت بعبارة «اسأل سعد» فأسقط في يد اللجنة ولم تجد مفرا من التفاوض مع سعد زغلول وانتهت المفاوضات بينها وبين سعد بالفشل.