اليوم العالمي لنبذ العنف ضد المرأة.. «سرطان يسبب الوفاة»

يحيي العالم في 25 نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي لنبذ العنف ضد المرأة، بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
ومنذ عام 1981، اختار النشطاء 25 نوفمبر كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة، بسبب الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات ميرابال الثلاثة، وهن ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان بناء على طلب الحاكم.
وفي عام 1999، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات ذلك اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة، مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد المرأة على أنه: «أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسدية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.»
ورصدت الجمعية العنف في أشكال جسدية وجنسية ونفسية وتشمل عنف العشير ومنها الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء، بجانب العنف والمضايقات الجنسية وتشمل الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية، ليس هذا فقط بل يشمل العنف الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)، تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وأخيراً زواج الأطفال.
واختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة يوم 25 من كل شهر كيوم برتقالي- لحملتها- «اتحدوا-قل لا -» التي أطلقت في عام 2009 لتعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات ومنظومة الأمم المتحدة من أجل تقوية تأثير حملة الأمين العام للأمم المتحدة اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة، وفي هذا اليوم يتم تشجيع المشاركين في جميع أنحاء العالم على ارتداء لمسة برتقالية حيث يرمز اللون البرتقالي إلى مستقبل أكثر إشراقًا وعالمًا خالٍ من العنف ضد النساء والفتيات تضامنا مع قضية الحد من العنف ضد المرأة.
ولهذا العام تم إقراره بالعالم البرتقالي «اسمعني»، ويستمر على مدار 16 يومًا والتي ستختتم في 10 ديسمبر 2018 اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث نسقت مجموعة كبيرة من الفعاليات العامة حيث ستضاف لمسة برتقالية على المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة إلى مستقبل خالٍ من العنف.
وأكدت الأمم المتحدة أن «العنف ضد المرأة مثل السرطان سبب جوهري للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب».
وكشفت الأمم المتحدة في تقرير لها عدد من الأرقام والحقائق الهامة، منها:
- ﺗﺘﻌﺮض واﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼثة ﻧﺴﺎء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، ويكون ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن من طرف عشير.
- 52% في المائة فقط من النساء المتزوجات أو مرتبطات يتخذن بحرية قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية .
- تزوج ما يقرب من 750 مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة؛ في حين خضعت 200 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث«الختان».
- قُتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللاتي قُتلن في جميع أنحاء العالم على أيدي عشيرهن أو أسرهن في عام 2012؛ بينما قتل واحد فقط من بين 20 رجلًا في ظروف مماثلة.
- 71% من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم هم من النساء والفتيات، و3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي
في مصر، أطلق المجلس القومي للمراة شعار «كوني» على حملة ال 16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتبدأ الحملة من يوم 25 نوفمبر وحتى ال 10 من ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقد أكدت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس أن حملة ال 16 يوما من الأنشطة المناهضة العنف ضد المرأة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة.
وتهدف إلى رفع الوعي وخلق رأي عام مساند في كل مكان لإحداث التغيير ومناهضة كافة اشكال العنف الموجهة ضد المرأة والفتاة وتسليط الضوء على هذه المشكلة ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعى نحو ايجاد حلول جذريه لها.
وأطلقت جامعة الدول العربية وفريق الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمرأة والمساواة بين الجنسين اليوم «حملة ال 16 يومًا» لمناهضة العنف ضد المرأة، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مبادرة «قصتها» لتطوير المعرفة عن إنجازات المرأة في الوطن العربي.
وعدّ البيان المشترك الصادر عن الجامعة العربية وفريق الأمم المتحدة الإقليمي العنف ضد النساء والفتيات انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، كما يقوض مساهمة النساء في التنمية والسلام والأمن، ويقف حائلاً دون تحقيق المساواة وحصول النساء والفتيات على حقوقهن الأساسية والنهوض بأوضاعهن مما يشكّل تهديدًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.