قال الكاتب الصحفى عاطف الغمرى إن الصحافة والسياسة شىء واحد وكل منهما يحتاج إلى الآخر شرط وجود علاقات تقدير متبادل وتفهم لطبيعة دور كل طرف. وأضاف أن الرئيسين السادات وعبدالناصر كانا يعرفان قيمة الصحافة ولكن لا يقبلان النقد، وقد حدث تراجع شديد فى الأداء الصحفى فى الوقت الراهن وبعد المرور بكوارث إخوانية مدمرة للمهنة وبسبب ضعف القيادات وصلنا إلى حد أن صحفا قومية كبيرة أصبحت أشبه بنشرة علاقات عامة فى أى محافظة. ودعا الغمرى خلال حوار فى المجلس المصرى للشؤون الخارجية حول رحلته الصحفية وكتابه «بين الصحافة والسياسة» إلى وضع معايير دقيقة لاختيار القيادات الصحفية والإعلامية، كما طالب القيادات بأن تكون صاحبة قرار وابتكار، وكشف أن إحسان عبدالقدوس رفض وهو رئيس تحريرالأهرام طلبا من الرئيس الراحل أنور السادات بكتابة مقالات تهاجم أحد القادة العرب، وفى مرة أخرى طلب منه السادات إغلاق مجلة الطليعة التى رآها منبرا شيوعيا ولكن إحسان رد بأنه لا يريد أن يسجل تاريخه أنه أغلق مجلة وقد أعاد السادات عليه الطلب فرفض أيضا فما كان منه إلا أن قام بتغيير رئيس تحرير الأهرام وتم بالفعل إغلاق المجلة، وزاد أن الاستاذ محمد حسنين هيكل كان يختار ل «ديسك» الأهرام أفضل من فى المؤسسة لانه كان يعتبرهم رؤساء تحرير وهم من كانوا يقودون الصحيفة بالفعل فى غيابه. وكشف الغمرى أنه خلال عمله مراسلا فى واشنطن ولندن حاول طوال الوقت كشف الخلفيات الغائبة عن أحداث مهمة جدا فى تاريخ مصرمثل نكسة 67 وتبين له من خلال الوثائق التى طالعها وعلاقاته بالمصادر أن الرئيس الأمريكى الأسبق جونسون كان على علم تام بحرب يونيو قبل وقوعها بشهر بل كان يعرف موعدها. وأكد الغمرى أن وزير الدفاع الامريكى وقت حرب 1973 شليزنجر قال له إن اسرائيل انهزمت فى حرب أكتوبر وانه لولا الجسر الجوى الأمريكى لكان الأمر كارثيا عليها. وعلق السفير منير زهران مؤكدا أن هذا الوزير نفسه قال حين استقبل سفيرنا أشرف غربال- العائد إلى واشنطن عودة العلاقات بين مصر وأمريكا - إن السادات لو كان يعلم أن اسرائيل منهارة لأكمل الحرب وأخذ سيناء كلها. ولفت الغمرى إلى أن من أهم ما أثارانتباهه خلال عمله فى أيرلندا اكتشافه وجود جذور مصرية لكثير من الأيرلنديين، ونبهه سفيرنا هناك عبدالله فؤاد وقتها إلى كتاب يوثق لذلك تبين منه أن أعدادا من أقباط مصرهاجروا فى ظل اضطهاد دقلديانوس للمصريين إلى أيرلندا. شارك فى النقاش أعضاء المجلس المصرى وعدد من الصحفيين والكتاب. أدار الحوار السفير منير زهران الذى أكد أهمية دور الإعلام فى إيقاظ الوعى الوطنى قبل ثورتى يناير ويونيو، مشيرا إلى أن جوانب سلبية عديدة خيمت على أداء الإعلام والسوشيال ميديا ولابد من إصلاح شامل لهذه المنظومة.
