أعلنت أسرة العميد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، الأحد، عن إقامة عزاء «الشهيد» بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس، والذي رحل، الأربعاء الماضي، في العاصمة البريطانية لندن، حيث كان يستكمل علاجه بالخارج، بعدما أصيب في أحداث ميدان النهضة 2013. وقال العقيد «سراج»، شقيق الشهيد، ل«المصري اليوم»: إن «إقامة جنازة عسكرية لأخيه، والتي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزيرا الدفاع، والداخلية، كان له مردود إيجابي لدى أسرتنا نحن فخورين بأن لدينا شهيد بالأسرة، وشعرنا بفخر أيضًا لردة فعل المواطنين الذين دعوا للشهيد». وكشف شقيق النعماني أنه طلب خلال جنازة أخاه من الرئيس السيسي، ووزير الداخلية، استكمال مسيرة الشهيد من خلال مكتبه بالإدارة العامة للعلاقات الإنسانية التابع لوزارة الداخلية: «أريد خدمة أهالي الشهداء والمصابين من الشرطة، من خلال مكتب شقيقي بالعلاقات الإنسانية، حيث عمل به عقب عودته قبل عدة سنوات بعد إجرائه عدة عمليات جراحية». وذكر «سراج» أنه كان مرافقًا لأخاه في لندن خلال الأونة الأخيرة، ويعرف تمامًا ما أسماه ب«حلاوة خدمة المصابين»:«هناك مذاق خاص لخدمة هؤلاء الأبطال، لا يشعر بها أحد سوى من مر بالتجربة». وأكد شقيق الشهيد، عدم حضور «ياسين» 8 سنوات لجنازة والده الشهيد حرصًا على مشاعره: «نقلنا له الخبر بهدوء، لارتباطه الشديد بوالده، وأفهمناه المنزلة التي ينتظرها أباه في الجنة، وفخرنا به». وكانت زوجة «النعماني»، التي حضرت مراسم دفن زوجها، تردد:«لا إله إلا الله.. الله يرحمك يا ساطع»، فيما وراى جثمانه الذي كان ملفوفًا بعلم مصر، الثرى، وقال «سراج»: إن «زوجة وابن الشهيد ليسا لديهما أي طلبات من الدولة». عند مدخل منطقة مقابر الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، يستقبلك الأهالي يرددون الأدعية للشهيد العميد ساطع النعمانى، داخل المكان كان الحضور، هم: محبى الشهيد، من المواطنين، وأصدقائه، والقيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة. يطل «النعماني» على المكان، بسيرته التي أخذ الجميع يرددونها، منهم من بكى لفرط تأثره، عند سمعاه لأغنيتى «ساطع في أمان الله.. وأخويا البطل»، التي أنتجتهما وزارة الداخلية، وقالوا:«سيرة الشهيد تستحق إنتاجها فيلمًا لتعرفه الأجيال». منذ فجر السبت، ظل العقيد مصطفى حامد، من الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية، يشرف على أعمال تنصيب سرادق العزاء أمام مدفن الشهيد «نحن في خدمة البطل، وحضورنا هنا جاء لنقدم أبسط حقوق الشهيد علينا». الجميع كان يعمل بحب، حتى عمال الإنارة والفراشة، ومنهم مصطفى محمد، أكدوا حبهم ل«النعماني»:«سمعنا أن أهالي بولاق استغاثوا به أثناء أحداث عنف بين السرايات، ونزل من مكتبه للتصدى لعناصر جماعة الإخوان، فأصيب بطلق ناري بالفك». كان عددا من ضباط الشرطة المكلفون بتأمين مراسم الدفن، يساعدون في حمل الكراسي ووضعها في نظام، داخل سرادق العزاء «نفسنا نعمل أي شئ»، وفور حضور الجثمان هرولوا إليه، في تنافس لحمله إلى مثواه الأخير «الله يرحمك يا شهيد». حضرت فرقة موسيقية تابعة لوزارة الداخلية إلى مكان مقبرة الشهيد، ظلوا يقدمون «بروفات» لحين حضور الجثمان، شارك العقيد أحمد جمال، من مكتب العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن الجيزة، في إعداد تلك البروفات، ويردد معهم «تحية الشهيد». حضر اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة، قبل قدوم الجثمان، ولفيف من قيادات المديرية، حرصوا على ترديد الأدعية، وأخذوا يشاركون الأسرة في تلقى العزاء، وقال شحاتة: «النعماني أسطورة لن تتكرر». عندما حضر الجثمان، بكى أشقاء الشهيد وزوجته، وقالوا:«حبيبنا في الجنة»، وعزفت الفرقة الموسيقية سلام الشهيد، وعندما وارى الجثمان الثرى، أطلقت الفرقة 21 طلقة نارية تحية للشهيد.
