كان أحمد فارس الشدياق من ألمع الرحالة العرب الذين سافروا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر كما أصدر أول صحيفة عربية مستقلة بعنوان «الجوائب» في اسطنبول، وكان مثقفا رفيعا وصداميا أيضا. والشدياق مترجم ولغوى وصحفي لبنانى كانت له بعض المواقف المثيرة للجدل، ومنها أنه هاجم أحمد عرابي ووصفه بالعاصي، فضلا عن تحوله أكثر من مرة بين المسيحية والإسلام ويذكر له أنه ساهم في تطوير اللغة الصحفية ونقاها من البلاغة الزائدة، ودشن العديد من المصطلحات الحديثة مثل الاشتراكية. عاش «الشدياق» لفترة بين انجلترا ومالطا، أما عن سيرته فتقول إنه ولد في عشقوت في لبنان وانتقل إلى قرية الحدث قرب بيروت 1809، وتعلم في مدرسة عين ورقة المارونية العربية والسريانية، وتلقى علوم البلاغة والمنطق واللاهوت وتحول إلى البروتستانتية، ومات أخوه مسجوناً لدى المارونيين بسبب ذلك فوجد نفسه مجبرا على الرحيل للقاهرة في 1825 بهدف تعليم المُنصِّرين الأمريكان اللغة العربية والشعر وعُيِّن مُحرِّرًا في (الوقائع المصرية). وفي 1834 دعته البعثة الكهنوتية الأمريكية إلى مالطا لتعليم العربية في مدارسهم وتصحيح ما يصدرمن كتب عربية، وحقق شهرة واسعة وظل في مالطا طيلة 14 سنة، وفي 1848 تلقى دعوة من الجمعية اللندنية لنشر الإنجيل لترجمة الإنجيل إلى العربية، وأقام بين بريطانيا وباريس، وكان قد طلق زوجته المصرية ليتزوج بامرأة بريطانية ليحظى بحماية القنصلية البريطانية إلى أن توفي «زي النهاردة» في 20 سبتمبر 1887. ويقول الكاتب الصحفي والروائي الكبير يوسف القعيد لقد ظل الشدياق مثيرا للجدل بسبب مواقفه المثيرة للجدل ومنها أنه هاجم أحمد عرابى ووصفه بالعاصى، فضلا عن تحوله أكثر من مرة بين المسيحية والإسلام معتبرا ذلك حرية شخصية في الاعتقاد وهو صحفي وكاتب مقال وكان قد تزوج من مصرية ثم طلقها ليرتبط بامرأة بريطانية ليحظى بحماية القنصلية البريطانية وقد كتب لفترة في «الوقائع المصرية» ولكنه لم يترك أثرا يتناسب والغبار الذي أثاره حول سيرته.