«الأستروكس» واحد من أكثر المواد المخدة انتشار في صفوف الشباب خلال الفترة الماضية، بحسب بيانات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، حيث جاء عقار «الأستروكس» مرتبة متقدمة في نسبة التعاطي بين المواد المخدرة، بعد الترامادول، الذي جاء في المرتبة الأولى بنسبة 60%، ومخدر الحشيش بنسبة 52.4%، ولهيروين بنسبة 29.5 %، ثم مخدر «الأستروكس» و«الفودو» المرتبة الرابعة بنسبة 25.8 %. الخطورة الكبرى في تعاطي عقار «الأستروكس»، أن تأثيره يزداد أكثر مع تكرار التعاطي نتيجة تخزينه في الخلايا الدهنية للجسم، وثنايا لأنه مادة جديدة يكثر تعاطيها لدى فئة الأطفال والمراهقين نتيجة جبهم للفضول والتجربة. من جانبها، قالت الدكتورة رغدة الجميل، مدير إدارة علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية، في تصريحات صحفية، الأحد، إن عقار «الأستروكس» عبارة عن خلطة كيمائية معينة يُضاف عليها مواد نباتية مجففه، وفي بعض الأحيان يتم خلط المادة الكيمائية على مخدر الحشيش والبانجو لتعطي تأثيرا أعلى، ويعرف هذا المخدر بتأثيره العالي حيث يستهدف خلايا معينة في المخ من خلال مستقبلات مادة «تي اتش سي»، كما أنه يُمكن تخزينه في الخلايا الدهنية للجسم، وبالتالي يظهر تأثيره القوي مع مرور الوقت. وأضافت مدير إدارة علاج الإدمان أن «هذا المخدر منتشر جدا لدى المراهقين نظرا لفضول التجربة لهذه المرحلة العمرية، بالإضافة إلى رخص انخفاض سعر هذا المخدر، كما أنه لم يكن معروف تركيبته وبالتالي هناك صعوبة في تتبعه، وعمل تحليل لإظهاره». وكشفت «الجميل» عن «تنسيق وحدة علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية، مع الطب الشرعي لمعرفة تركيب هذا المخدر وتحليله وإيجاد طريقة معينه لتحليله وضبطه وإبلاغ المعامل المركزية لهذا التحليل لسهولة الوصول واكتشاف تعاطي هذا النوع من المخدر، كما تم التواصل مع وزارتي الداخلية والعدل من خلال ما يسمى باللجنة الثلاثية لإصدار تشريع يجرم تعاطي هذا المخدر، بالإضافة إلى مسار التوعية للأهالي في كيفية التعامل مع أبنائهم حالة اكتشاف تعاطيهم هذا المخدر». وتابعت: «من وقت لآخر تظهر تركيبات جديدة تكون لها تأثير مخدر ولكن لا يعرف سهرها، ولذا نقوم بتعقب تلك المواد وتحليلها ومعرفة تأثيرها على الجسم وإعداد تقرير بها ومخاطبة الطب الشرعي ووزارة الداخلية لتجريم استخدامها، بالإضافة إلى شق هام جدا وهو التوعية للأهل والشباب بمخاطر تعاطي هذه المواد المخدرة». فيما كشفت الإحصاءات الرسمية إلى «انخفاض سن التعاطي بصورة ملحوظة وفى سن مبكرة، حيث أن نسبة 4% بدأوا من سن أقل من 15 سنة، بينما بلغت الفئة العمرية من 15- 20 عاما نسبة 40.2 %، جعلها تحتل أعلى مرحلة عمرية لنسبة التعاطي»، ووفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان فإن «23.7 % من الحالات هم من قاموا بالاتصال بأنفسهم بالخط الساخن إيمانًا منهم بأهمية تلقى العلاج، والذي يتميز بالسرية التامة ومجانًا».
