شعبيات عمر عبدالظاهر

«مشاهد لسيدات يغسلن ثيابهن على النيل ممزوجة بحياة الفلاح البسيط الذى يستيقظ مبكراً لزراعة المحصول، يجاوره بائع السمك الذى يقضى أغلب ساعات اليوم فى البحث عن رزقه يحيط بهما طبيعة خاصة وبسيطة»، تلك المشاهد البسيطة كان لها بريق السحر فى تكوين شخصية الفنان التشكيلى الدكتور عمر عبدالظاهر، والذى عاش فى بداية حياته فى أقصى جنوب مصر بالتحديد فى مدينة كوم أمبو بأسوان حيث عانق إبداعه تلك الطبيعة الفطرية التى عاش فيها.
حرص عبدالظاهر على توثيق الفلكلور الشعبى المصرى البسيط لكى لا ينسى الناس الموروث الثقافى الأصيل فى ظل التحولات والتغيرات الاجتماعية، متأثرا بمسير الفنانين العالميين والذى يأتى على رأسهم بيكاسو وماتييس وجوجان.
استطاع بريشته أن يمزج اللمسات البدائية التى استخدمها فنانو الكهوف، والألوان الحديثة، حيث مزج فى لوحاته خامات مختلفة أعطت له خطوطاً وتكوينات لونية متنوعة.
سافر منذ سنوات إلى العراق لعمل دراسات مقارنة بين الفلكلور الشعبى المصرى، والموروث الشعبى العراقى، حيث إن الدولتين شاهدتان على حضارتين من أعظم الحضارات وهما المصرية القديمة والأشورية.
ويقول: «أرسم البيئة الريفية والشعبية لأننى أشعر بخباياها وأسرارها المليئة بالقصص المثيرة والجميلة لذلك أعتبر رسوماتى هى توثيق للواقعية الاجتماعية».
وحرص عبدالظاهر على توثيق حياة الصيادين فى معرضه الأخير الذى استضافته قاعة خان المغربى فى الزمالك حيث قضى 3 شهور يراقب حياة الصيادين فى جنوب مصر على ضفاف النيل وفى الشمال على شاطئ بحيرة البرلس.
ويرى عبدالظاهر أن الفن التشكيلى فى مصر يحظى بطبيعة خاصة فمصر حباها الله بظروف ساهمت فى خلق روح الابداع، وأصبح الفن مكونا فطرياً فى وجداننا جميعا.
تخرج الدكتور عبدالظاهر فى كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك شعبة التصميم المطبوع جامعة المنيا 1991. وحصل على دبلوم فى فن التصوير الزيتى من كلية الفنون الجميلة، ودبلوم الدراسات العليا فى الجرافيك، وماجستير من كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك بعنوان «أثر الفنون البدائية على فن الحفر المصرى» ودكتوراة فى فلسفة الفن من كلية الفنون الجميلة.