«أثري»: الآثار تتعامل مع المعابد اليهودية باعتبارها آثارا مصرية.. والحضارة والثقافة ليست لهما أطر سياسية ##

أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار، أن الوزارة تتعامل مع الآثار اليهودية بمصر باعتبارها آثارا مصرية تتساوى مع الآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية من حيث الحفاظ عليها وترميمها وتطويرها وتوثيقها علميا.. مشيرا إلى أن الحضارة والثقافة ليست لهما أطر سياسية، بل هى وسيلة التقارب الحضارى والثقافى بين الشعوب.
وقال «ريحان» في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تعليقا على الجدل المثار حاليا حول إنشاء متحف للآثار اليهودية في مصر "إن المعابد اليهودية هى متاحف في حد ذاتها، حيث يضم الدولاب المقدس بكل معبد الأسفار اليهودية، ومنها معبد إلياهو حنابى بالإسكندرية الذى يضم 36 سفرا من أسفار اليهود، ومجموعة مقتنيات مثل (المينورا)، وهى الشمعدان السباعى العبرى القديم ذو المدلول الخاص في اليهودية، وغيرها من المقتنيات المرتبطة بالمعبد نفسه".
وأضاف أن معبد (بن عزرا) بمصر القديمة يضم تحفة إسلامية شهيرة، وهى ثريا نحاسية تتدلى من السقف على شكل مخروط من إهداء السلطان المملوكى قلاوون، الذى حكم مصر من عام (678 - 689 ه) الموافق (1280- 1290م)، وعليها أسماء الخلفاء الراشدين.
واقترح الدكتور ريحان، تعميم تجربة دير سانت كاترين الرائدة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وهى عبارة عن إنشاء قاعة عرض دائمة للزوار منذ عام 2001 ويطلق عليها (متحف الدير)، وتضم مقتنيات الدير المهمة وأيقوناته والعهدة النبوية.. لافتا إلى أنه بذلك يمكن إنشاء قاعة عرض دائمة داخل كل معبد يهودى تربط بين تاريخ المعبد وعمارته ومقتنياته الفنية.
وأشار إلى أن الوثائق اليهودية في مصر، مثل وثائق (الجنيزا)، وهى وثائق مستخرج جزء منها من معبد (بن عزرا) بمصر القديمة عام 1896 وجزء آخر من مقابر (الجنيزا) بالبساتين عام 1987، تلقى الضوء على حياة اليهود في مصر خلال العصر الحديث.. مشددا على أن تلك الوثائق لا تحتاج إلى متحف وأن أفضل مكان لها هو دار الكتب والوثائق القومية، حيث يخصص قاعات لها حسب حجمها لتكون متاحة للباحثين لمزيد من الدراسات حولها.
ونوه بأن الوثائق تلقى الضوء أيضا على ثقافة وتراث شريحة مهمة من المجتمع المصرى كانت جزءا لا يتجزأ في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية والفنية.. مبينا أنه سيتم إتاحة هذه القاعات للزيارة السياحية للجميع مع مقتنيات دار الكتب والوثائق المهمة.
ومن جانبها أوضحت إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، أن عدد القطع الآثرية هو الذي يحكم سيناريو أى عرض متحفى، مؤكدة أنه لا يوجد في مصر عدد كاف من القطع الأثرية اليهودية لإنشاء متحف خاص بها.. ولفتت إلى أنه يتم عرض بعض القطع الآثرية اليهودية المهمة في المتاحف المصرية، ومنها المتحف القومي للحضارة بالفسطاط.