عادة روسية سيئة لا تتوقف رغم نجاحات تشيلسي

لا أحد يختلف على حجم النجاح الكبير الذي جلبه الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش لتشيلسي، فالمالك الروسي منذ أن سيطر على أغلب أسهم النادي اللندني في صيف 2003، والنادي تحول من فريق ينافس على التواجد في النصف الأعلى للترتيب في جدول الدوري إلى منافس ثابت، ليس فقط على المسابقات المحلية، بل والقارية كذلك.
إبراموفيتش خلال 15 عامًا في قيادة تشيلسي نجح في قيادة النادي لتحقيق 15 لقب كبير، بين الدوري المحلي ودوري الأبطال بالإضافة لكاس الاتحاد الإنجليزي، ليكون تشيلسي النادي الإنجليزي الأنجح خلال حقبة الملياردير الروسي الذي حول تاريخ ومسيرة النادي في فترة وجوده معهم.
الروسي وإن كان جلب النجاح للنادي وضخ أكثر من مليار بجنيه إسترليني لتحويل تشيلسي إلى قوة أوروبية لا يستهان بها، إلا أنه احتفظ بعادة سيئة جدًا كرويًا، وهي إقالة المدربين بشكل شبه مستمر دون منحهم أي فرصة لتعديل الوضع أو الحصول على فرصة جديدة في الموسم التالي.
إبراموفيتش خلال 15 عامًا تواجد فيهم كمالك للنادي، أطاح ب9 مدربين من قيادة تشيلسي (من بينهم مورينيو مرتين)، ولم يترك لأي مدرب فرصة قيادة البلوز لأكثر من 40 شهر، وهو ما يعكس حالة عدم الاستقرار التي يعيشها دائمًا النادي اللندني الذي أصبح من أنجح الأندية الإنجليزية تحت قيادة الملياردير الروسي.
رئيس تشيلسي صباح يوم الجمعة أطاح رسميًا بالمدرب رقم 9، أنطونيو كونتي، الإيطالي الذي قاد تشيلسي للقب البريميرليج موسم 2016/2017، وحقق معهم لقب كأس الإتحاد الإنجليزي موسم 2017/2018. لكن لأسباب مختلفة من بين صدامات مع الإدارة واللاعبين بالإضافة للفشل في التأهل لدوري الأبطال، قرر رومان ابراموفيتش عدم منح كونتي فرصة إكمال عقده (يمتد حتى صيف 2019) وقرر الإطاحة به من منصبه قبل انطلاقة الموسم الجديد بأقل من شهر.
وعلى الرغم من أن الأرقام تقف بجانب المدرب كونتي الذي لديه نسبة فوز 67% (من بين جميع المدربين الذين اداروا 20 مباراة أو أكثر في البريميرليج)، وهي نسبة لا يتفوق عليها أي مدرب آخر في عهد البريميرليج سوى الإسباني بيب جوارديولا (72%)، وحقق متوسط 2.14 نقطة في المباراة كمدرب في البريميرليج (من بين جميع من أداروا 10 مباريات أول أكثر في البريميرليج)، وهو متوسط لا يتفوق عليه في عهد البريميرليج سوى السير أليكس فيرجسون (2.16 نقطة في المباراة) وبيب جوارديولا (2.34 نقطة في المباراة)، بالإضافة إلى أنه ثاني أكثر المدربين في تاريخ تشيلسي (المدربين بشكل دائم) تحقيقًا لأعلى نسب الإنتصارات في مختلف البطولات (65.1%) بعد أفرام جرانت (66.7%). إلا أن كل ذلك لم يشفع للمدرب الإيطالي عند المالك الروسي الذي حافظ على هوايته بالإطاحة بالمدربين.
وقد يبدو الأمر غريبًا، إلا أن آخر 5 مدربين حققوا لتشيلسي لقب كبير (دوري، دوري أبطال، دوري أوروبي) لم يتمكنوا من الاستمرار بمنصبهم لأبعد من الموسم التالي، فمع تحقيق أنشيلوتي لقب البريميرليج موسم 2009/2010، تم الإطاحة به في نهاية موسم 2010/2011، وتكرر الأمر للإيطالي دي ماتيو الذي حقق اكبر انجاز في تاريخ تشيلسي بتحقيق لقب دوري الأبطال في موسم 2011/2012، لكن الإيطالي تمت الإطاحة به قبل نهاية النصف الأول لموسم 2012/2013، وحقق رفاييل بنيتيز لقب الدوري الأوروبي بنهاية موسم 2012/2013 لكن الملياردير الروسي فضل إقصائه وانتداب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي حقق لقب الدوري في موسم 2014/2015 مع تشيلسي، قبل ان يرحل قبل إنقضاء النصف الأول من موسم 2015/2016.
وعلى الرغم من أن كونتي حقق لقب الدوري في موسم 2016/2017، إلا أن تراجع النتائج والفشل في التأهل لدوري الأبطال قادا الإيطالي لإقالة محتومة، حتى على الرغم من تحقيقه مع تشيلسي لقب كأس الإتحاد الإنجليزي بنهاية موسم 2017/2018. ليحافظ إبراموفيتش على عادته بإقصاء المدربي، حيث انه من بين 11 مدرب تولوا تدريب تشيلسي خلال فترة وجود رومان ابراموفيتش في النادي اصبح كونتي هو تاسع مدرب تتم اقالته، فقط هيدنك (فترتين) ورافا بنيتز غادروا النادي بنهاية عقودهم.
وكان نادي تشيلسي قد اعلن صباح يوم امس تعيين مدرب إيطالي اخر، وهو ماوريسيو ساري مدرب نابولي السابق، والمدرب المختلف رقم 12 الذي يتولى قيادة تشيلسي في حقبة الملياردير الروسي.