«قضاء حوائج الناس أولى من حج النافلة وتكرار العمرة» عنوان خطبة الجمعة بمساجد مصر

تناولت خطبة الجمعة، اليوم، «قضاء حوائج الناس والمجتمع أولى من حج النافلة وتكرار العمر» وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتوعية المواطنين بأهمية المشاركة في الوقوف بجانب وطنهم والمساهمة في دعم المشروعات القومية التي تقيمها الدولة من أجل توفير فرص عمل للشباب وتوفير العلاج للمرضى وفتح غرف جديدة بالمستشفيات وأن ثواب في تلك الأعمال أولى من حج النافلة وتكرار العمرة.
وقال الوزير إن إطعام الجائع وكساء العاري وسداد ديون الغارمين والغارمات وبناء المدارس وقضاء حوائج المجتمع أولى وأعلى ثَوَابا ومرضاة لله عز وجل من تكرار الحج والعمرة.
وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد الإمام الحسين تحت عنوان «قضاء حوائج الناس والمجتمع أولى من تكرار الحج والعمرة»: «نريد أن يحرص الغني على الوفاء بحق الله عز وجل في ماله، ويعي أن واجبه الأول تجاه المجتمع وسبيله إلى مرضاة ربه هو إنفاق المال في حقه والوفاء بحق الله فيه، وكذلك سائر أبناء المجتمع، فسبيل التاجر أمانته وصدقه، وسبيل العامل إخلاصه في عمله وإتقانه له، ولندرك أن ترتيب الأولويات يقتضي تقديم المصلحة العامة على الخاصة».
وأشار إلى أن المتدين الحقيقي والوطني الحقيقي هو من يخاف على وطنه خوفه على بيته وعرضه، ويرعى ما في وسعه ومكنته ونطاق مسؤوليته من مصالح وطنه رعايته لمصالح نفسه وأشد، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان.
في الإسكندرية، قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف، إن تكرار الحج والعمرة لا يعدو كونه نافلة وتطوعا، ولا يتقدم على فروض الكفايات، فإن قضاء حوائج الناس، والقيام بفروض الكفايات أولى من حج النافلة والتطوع، فمن رزقه الله حج بيته الحرام وتيسر الحج له مرة أخرى، فالأولى أن يوجه نفقات الحج لمساعدة الفقراء والمساكين، وتوفير ما يحقق للناس حياة آدمية كريمة من المطعم والملبس، والمسكن والتعليم.
وأضاف «العجمي»: «إذا كان في الأمة أو الوطن فقير لا يكاد يجد قوت يومه إلا بمشقة شديدة، ومريض لا يكاد يجد ما يتداوى به إلا بشق الأنفس، وشاب لا يجد ما يعف به نفسه، فنقول إن فقه الأولويات يقتضى أن نسد أولاً جوعة كل جائع، ونستر عورة كل عارٍ، ونعالج كل مريض، وأن نوفر ما يحقق للناس حياة آدمية كريمة من المطعم والملبس والمسكن والدواء والتعليم والبنية التحتية كالطرق والكباري، والمياه، والكهرباء، والصرف الصحي، بما يحفظ لهم كرامتهم ويوفر لهم سبل الرقي والتقدم، فكل ذلك مقدم على حج النافلة وعمرة النافلة فأمة لا تملك كامل قوتها أو كامل دوائها أو وسائل أمنها من سلاح وعتاد أولى بها أن تتوجه إلى سد هذه الجوانب قبل التفكير في حج النافلة وعمرة النافلة، كما أننا نلمس أثر الزحام الشديد في الحج على راحة الحجاج وسلامتهم، فالحكمة والفقه يقتضيان أن يترك من أدى الفريضة الفرصة لغيره ممن لم يؤدها، فدرء المفسدة المتوقعة من كثرة الزحام مقدم على جلب المنفعة المترتبة على النوافل».
كما أكد أئمة وخطباء المساجد في المنيا وكفر الشيخ أن «قضاء حوائج الناس والمجتمع أولى من حج النافلة وتكرار العمرة»، مشيرين إلى ضرورة التبرع بالمال لخدمة المجتمع بدلا من النوافل والاكتفاء بأداء الفريضة.