اليوم، نتوقف مع قصة إسلام عجيبة لأحد الصحابة الكرام، اسمه ثمامة بن أثال.. كان هذا الصحابى الجليل قبل إسلامه يبغض النبى صلى الله عليه وآله وسلم ويبغض الإسلام، بل أراد قتل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلم، وسعى لذلك، فقد كان ملكًا على اليمامة ما بين عامى (623 - 628 ميلادية)، وأحد أشراف قبيلة بنى حنيفة وسيداً من سادات العرب. وفى يوم أراد ثمامة بن أثال أن يعتمر على طريقة المشركين ويذبح للأصنام، فخرج وفى طريقه لمكة أَسرته سريّة للمسلمين بعد أن عرفوه وهم يعلمون أنه يريد قتل النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذوه إلى المسجد النبوى وربطوه فى سارية من سوارى المسجد، ومن بعدها كانت لحظة التحول فى حياته ليصبح أول معتمرٍ فى الإسلام على وجه الأرض بعد أن كان مشركًا.. كيف حدث ذلك؟ دعونا نر.. بعد أن ربطه الصحابة فى سارية المسجد النبوى، خرج إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير يامحمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منهما شئت، فترك حتى كان الغد، ثم قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك: إنتنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك، فقال: «أطلقوا ثمامة» فانطلق إلى نجل قريب من المسجد، فاغتسل ثمدخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلىّ، والله ما كان من دين أبغض إلىّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كانمن بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟.. فبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمره أن يعتمر، فكان بذلك أول معتمر مسلم، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت، قال: لا، ولكن أسلمت معمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطةحتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.