أراد "ثمامة بن أثال" أن يقتل نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، كان يعتمر على طريقة المشركين ويذبح للأصنام، فخرج وفي طريقه لمكة أسرته سرية للمسلمين بعد أن عرفوه وهم يعلمون أن يريد قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فأخذوه إلى المسجد النبوي وربطوه في سارية من سواري المسجد، ومن بعدها كانت لحظة التحول في حياته. بعد أن ربطه الصحابة في سارية المسجد النبوي خرج إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ما عندك يا ثمامة؟، فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتى كان الغد، ثم قال له: "ما عندك يا ثمامة؟" قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: "ما عندك يا ثمامة؟" فقال: عندي ما قلت لك، فقال: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نجل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي. والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمره أن يعتمر، فكان بذلك أول معتمر مسلم فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت، قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.